توطئة وتمهيد











توطئة وتمهيد



قال الله سبحانه وتعالي في کتابه الکريم: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ مِن رَّبِّکَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْکَافِرِينَ}[1] .

نزلت هذه الآية الشريفة في حجة الوداع، لتؤکد علي لزوم تبليغ النبي [صلي الله عليه وآله] ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي [عليه الصلاة والسلام] علي الناس. کما ذکرته المصادر

[صفحه 16]

الکثيرة والروايات الموثوقة.. ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلک.

وقد يري البعض: أن هذه الآية قد تضمنت تهديداً للرسول نفسه، بالعذاب والعقاب إن لم يبلِّغ ما أنزل إليه من ربه، وفي بعض الروايات: أنه [صلي الله عليه وآله] قد ذکر ذلک في خطبته للناس يوم الغدير، وستأتي بعض تلک الروايات إن شاء الله تعالي.

ولکننا نقول:

إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس کان يخشاها الرسول، کما صرح هو نفسه [صلي الله عليه وآله] بذلک ولم يکن النبي [صلي الله عليه وآله] ممتنعاً عن الإبلاغ، ولکنه کان ممنوعاً منه، فالتهديد له ـ إن کان ـ فإنما هو من باب: «إياک أعني، واسمعي يا جارة».

وهذا بالذات، ما نريد توضيحه في هذا البحث، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال، والوقت فنقول:



صفحه 16.





  1. الآية 67 من سورة المائدة.