الناس أمام مسـؤولياتهم











الناس أمام مسـؤولياتهم



وقد عرفنا أنه [صلي الله عليه وآله] قد اختار الزمان، ليکون يوم العبادة والانقطاع إلي الله سبحانه ـ ويوم عرفة ـ والمکان، وهو نفس جبل عرفات.

ثم اختار الخصوصيات والحالات ذات الطابع الخاص، ککونها آخر حجة للناس معه، حيث قد أخبر الناس: أن الأجل قد أصبح قريباً.

ثم اختار أسلوب الخطاب الجماهيري، لا خطاب الأفراد

[صفحه 99]

والأشخاص، کما هو الحال في المناسبات العادية..

وکل ذلک وسواه، يوضح لنا: أنه [صلي الله عليه وآله] قد أراد أن يضع الأمة أمام مسؤولياتها، ليفهمها: أن تنفيذ هذا الأمر يقع علي عاتقها؛ ليس للأفراد أن يعتذروا بأن هذا أمر لا يعنيهم، ولا يقع في دائرة واجباتهم، کما أنهم لا يمکنهم دعوي الجهل بأبعاده وملابساته، بل الجميع مطالبون بهذا الواجب، ومسؤولون عنه، وليس خاصاً بفئة من الناس، لا يتعداها إلي غيرها، وبذلک تکون الحجة قد قامت علي الجميع، ولم يبق عذر لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.



صفحه 99.