المكان











المکان



فقد اختلفت الروايات حول المکان الذي أورد فيه

[صفحه 68]

النبي [صلي الله عليه وآله] هذه الخطبة. فذکرت طائفة من الروايات: أن ذلک قد کان في حجة الوداع، في عرفات.

ورواية واحدة تردد فيها الرواي بين عرفات ومني.

وهناک طائفة من الروايات عبّرت بـ «المسجد»[1] .

وسکتت روايات أخري عن التحديد. مع أنها جميعاً قد تحدثت عن حدوث فوضي وضجيج، لم يستطع معه الراوي أن يسمع بقية کلام الرسول الأکرم [صلي الله عليه وآله]؛ وتوجد روايات أشارت إلي عدم فهم الرواي، ولکنها لم تشر إلي الضجيج.

فهل کرر النبي [صلي الله عليه وآله] ذلک في المواضع المختلفة فکان يواجه بالضجيج والفوضي؟! ويکون المقصود بالمسجد، هو المسجد الموجود في مني، أو عرفة؟! إن لم يکن ذکر مني اشتباهاً من الراوي. أم أنه موقف واحد، اشتبه أمره علي الرواة والمؤرخين؟!

[صفحه 69]

أم أن ثمة يداً تحاول التلاعب والتشويش بهدف طمس الحقيقة، وإثارة الشبهات حول موضوع هام وحساس جداً. ألا وهو موضوع الإمامة بعد رسول الله [صلي الله عليه وآله].

قد يمکن ترجيح احتمال تعدد المواقف، التي أظهرت إصرار فئات الناس علي موقف التحدي، والخلاف. وذلک بسبب تعدد الناقلين، وتعدد الخصوصيات والحالات المنقولة.

وقد صرحوا بأنه صلي الله عليه وآله قد خطب في حجته تلک: خمس خطب. واحدة في مکة، وأخري في عرفات، والثالثة يوم النحر بمني، ثم يوم النفر بمني، ثم يوم النفر الأول.

وحتي إن کان موقفاً واحداً، فإن الذي نرجحه هو أن يکون ذلک في عرفات..



صفحه 68، 69.





  1. راجع بالنسبة لخصوص هذه الطائفة من الروايات الخصال ج2، ص 469 و472، کفاية الأثر: ص 50، ومسند أبي عوانة ج4، ص 398، وإکمال الدين ج1، ص 272، وحلية الأولياء ج4، ص 333 والبحار ج 36، ص 234، ومنتخب الأثر: ص 19.