امثلة وشواهد











امثلة وشواهد



1ـ قال الطبرسي: «قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبدالله [عليهما السلام]: أن الله أوحي إلي نبيه [صلي الله عليه وآله]: أن يستخلف علياً [عليه السلام]؛ فکان يخاف أن يشق ذلک علي جماعة من أصحابه؛ فأنزل الله هذه الآية تشجيعاً له علي القيام بما أمره الله بأدائه..»[1] .

والمراد بـ «هذه الآية» قوله تعالي: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ مِن رَّبِّکَ..}[2] .

2ـ عنه [صلي الله عليه وآله]: أنه لما أُمر بإبلاغ أمر الإمامة قال:

«إن قومي قريبو عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل

[صفحه 51]

الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ..}»[3] .

3ـ عن ابن عباس إنّه [صلي الله عليه وآله] قال في غدير خم:

«إن الله أرسلني إليکم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني، وتکذبوني، حتي عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد..»[4] .

4ـ عن الحسن أيضاً:

«إن الله بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مکذبي، فوعدني لأبلغنّ أوليعذبني، فأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ مِن رَّبِّکَ..}»[5] .

5ـ عن ابن عباس، وجابر الأنصاري، قالا: أمر الله تعالي محمداً [صلي الله عليه وآله]: أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي [صلي الله عليه وآله] أن يقولوا: حابي ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلک فأوحي الله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ مِن رَّبِّکَ..}[6] .

[صفحه 52]

6ـ عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله [صلي الله عليه وآله] نزل بخم، فتنحي الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب؛ فشقّ علي النبي تأخر الناس؛ فأمر علياً فجمعهم؛ فلمّا اجتمعوا قام فيهم، متوسداً [يد] علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثني عليه، ثم قال:

«أيها الناس، إنه قد کرهت تخلفکم عني حتي خُيّل إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليکم من شجرة تليني..»[7] .

7ـ ويقول نص آخر: إنه لما أمر [صلي الله عليه وآله] بنصب علي [عليه السلام]:

«خشي رسول الله [صلي الله عليه وآله] من قومه، وأهل النفاق، والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية، لِما عرف من عداوتهم، ولِما تنطوي عليه أنفسهم لعلي [عليه السلام] من العدواة والبغضاء، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس».

ثم تذکر الرواية:

«أنه انتظر ذلک حتي بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرائيل، فأمره بذلک مرة أخري، ولم يأته بالعصمة، ثم جاء مرة أخري في کراع الغميم ـ موضع بين مکة والمدينة ـ وأمره

[صفحه 53]

بذلک، ولکنه لم يأته بالعصمة.

ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة».

فخطب [صلي الله عليه وآله] الناس، فأخبرهم:

«أن جبرائيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالي، بنصب علي [عليه السلام] إماماً ووليّاً للناس»..

إلي أن قال:

«وسألت جبرائيل: ان يستعفي لي عن تبليغ ذلک إليکم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين، وکثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في کتابه بأنهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}[8] ، {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[9] وکثرة أذاهم لي في غير مرّة، حتي سمّوني أُذناً، وزعموا: أنّي کذلک لکثرة ملازمته إيّاي، وإقبالي عليه، حتي أنزل الله عز وجل في ذلک قرآناً: {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}[10] .

إلي أن قال:

ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لفعلت. ولکني والله في أمورهم تکرّمت»[11] .

8 ـ عن مجاهد، قال: «لما نزلت: {بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ

[صفحه 54]

مِن رَّبِّکَ..}. قال:

«يا رب، إنما أنا واحد کيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}»[12] .

9ـ قال ابن رستم الطبري:

«فلما قضي حجّه، وصار بغدير خم، وذلک يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أمره الله عز وجل بإظهار أمر علي؛ فکأنه أمسک لما عرف من کراهة الناس لذلک، إشفاقاً علي الدين، وخوفاً من ارتداد القوم؛ فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ..}[13] .

10ـ وفي حديث مناشدة علي [عليه السلام] للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عازب، وأبو ذر، والمقداد، أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال، وهو قائم علي المنبر، وعلي [عليه السلام] إلي جنبه:

«أيها الناس، إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لکم إمامکم، والقائم فيکم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل علي المؤمنين في کتابه طاعته، فقرب[14] بطاعته طاعتي، وأمرکم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن

[صفحه 55]

أهل النفاق، وتکذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني»[15] .

وعند سليم بن قيس:

«إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت الناس يکذبوني، وأوعدني..»[16] .

11ـ وعن ابن عباس: لما أمر النبي [صلي الله عليه وآله] أن يقوم بعلي ابن أبي طالب المقام الذي قام به؛ فانطلق النبي [صلي الله عليه وآله] إلي مکة، فقال:

«رأيت الناس حديثي عهد بکفر بجاهلية ومتي أفعل هذا به، يقولوا، صنع هذا بابن عمّه. ثم مضي حتي قضي حجة الوداع»[17] .

وعن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي [صلي الله عليه وآله] بذلک ذرعاً، وقال:

«قومي حديثو عهد بجاهليّة، فنزلت الآية»[18] .

[صفحه 56]

12ـ وروي: أنه [صلي الله عليه وآله] لما انتهي إلي غدير خم: «نزل عليه جبرائيل، وأمره أن يقيم علياً، وينصبه إماماً للناس.

فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية.

فنزل عليه: إنها عزيمة لا رخصة فيها، ونزلت الآية: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ..}[19] .

13ـ وجاء في رواية عن الإمام الباقر [عليه السلام]: أنه حين نزلت آية إکمال الدين بولاية علي [عليه السلام]:

«قال عند ذلک رسول الله: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية، ومتي أخبرتهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني، فأتتني عزيمة من الله بتلةً أوعدني: إن لم أبلغِّ أن يعذبني. فنزلت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْکَ}[20] وفي بعض الروايات:

أنه [صلي الله عليه وآله] إنما أخر نصبه [عليه السلام] فَرَقاً من الناس، أو لمکان الناس[21] .

[صفحه 57]



صفحه 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57.





  1. مجمع البيان ج3 ص223.
  2. الآية 67 من سورة المائدة.
  3. شواهد التنزيل ج1، ص 191.
  4. شواهد التنزيل ج1 ص193.
  5. شواهد التنزيل ج1 ص193.
  6. الدر المنثور ج2، ص 193 وص 298 عن أبي الشيخ.
  7. راجع: مجمع البيان ج3، ص 223، وتفسير العياشي ج1، ص 331، وتفسير البرهان ج1، ص 489، وشواهد التنزيل ج1، ص192، والغدير ج1، ص 219 و223 و377 عن المجمع، وعن روح المعاني ج2، ص 348.
  8. الآية 11 من سورة الفتح.
  9. الآية 15 من سورة النور.
  10. الآية 61 من سورة التوبة.
  11. راجع: مناقب علي بن أبي طالب: لابن المغازلي: ص 25 والعمدة: لابن البطريق ص 107، والغدير ج 1، ص 22 عنه وعن الثعلبي في تفسيره، کما في ضياء العالمين.
  12. الاحتجاج ج1، ص، 69 و 70 و 73 و 74، وراجع: روضة الواعظين: ص90 و 92 والبرهان ج1، ص 437 ـ 438 والغدير ج1، ص 215 ـ 216 عن کتاب «الولاية» للطبري.
  13. الدر المنثور ج 2، ص 298 عن ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد وابن جرير».
  14. المسترشد في إمامة علي [عليه السلام]: ص 94 ـ 95.
  15. لعل الصحيح: فقَرَنَ.
  16. فرائد السمطين ج1، ص 315 و 316، والغدير ج1، ص 165 ـ 166 عنه، وإکمال الدين ج1، ص 277 وراجع البرهان ج1، ص445 و 444 وسليم بن قيس: 149، وثمة بعض الاختلاف في التعبير.
  17. سليم بن قيس: ص 148، والبرهان ج1، ص 444 و 445، والغدير ج1، ص 196 عن سليم بن قيس.
  18. الغدير ج1، ص 51 ـ 52 و 217 و 378، عن کنز العمال ج6، ص 153 عن المحاملي في أماليه، وعن شمس الأخبار ص 38، عن أمالي المرشد بالله، وراجع کشف الغمة ج1، ص 318 وغير ذلک.
  19. إعلام الوري: ص 132».
  20. البرهان في تفسير القرآن ج1، ص 488، والکافي ج 1، ص 230».
  21. تفسير العياشي ج1، ص 332 والبرهان [تفسير] ج1، ص 489.