تقديم











تقديم



بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والحمد لله، والصلاة والسلام علي محمد وآله الطاهرين. واللعنة علي أعدائهم أجمعين إلي يوم قيام الدين.

وبعد..

فإن القضية التي عرفت في تاريخ الإسلام بـ «قضية الغدير» تعتبر من أهم القضايا الإسلامية، وأشدها خطورة وحساسية. وذلک لأنها تمثل المحور والأساس الذي يتم علي أساسه تحديد الاتجاه العام للإنسان المسلم، ويرتسم خط مسيره إلي مصيره، إن من الناحية العقائدية، أو الفکرية، أو في نطاق التشريع، أو في مجال الارتباط الشعوري والعاطفي.

[صفحه 8]

وعلي أساس ذلک کله يکون رسم العلاقات في کل ما ومن يحيط به وتتحدّد المنطلقات، وتتکون الارتباطات، وتتشکل العوامل والمؤثرات.

ولأجل ذلک، فإن البحث في هذه القضية، وإيضاح ما لها من أبعاد، ودلالات، والتعرف علي ما اکتنفها من ظروف وملابسات، يصبح بالغ الأهمية لکل مسلم يؤمن بربه، يرجو ثوابه، ويخاف سخطه وعقابه، في يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار.

وقد جاء هذا البحث المقتضب، الذي بين يدي القاريء الکريم ـ والذي نشر في سنة 1410 هـ. ق، في مجلة «تراثنا» التي تصدر في قم المشرفة ـ ليوضح جانباً مما يُعتقد أنه لم ينل قسطاً کافياً من العناية من قبل الباحثين والمحققين، أو هکذا خيِّل لکاتبه علي الأقل.

[صفحه 9]

وغني عن القول هنا: أن نظرة عابرة يلقيها القارئ علي هذا البحث سوف تجعله مقتنعاً: بأنه قد کان بالإمکان إثراؤه بالنصوص والمصادر بصورة أوسع وأتم، وأوفي مما هو عليه الآن.

إذ إن ما ورد فيه من نصوص ومصادر ما هو إلا غيض من فيض، وقطرة من بحر، وکله يؤيد بعضه بعضاً، ويشد بعضه أزر البعض الآخر.

ولکن کثرة الصوارف، واعتمادنا علي نباهة القارئ الکريم، وإيثارنا أن نکتفي بتقديم النموذج والمثال قد شجعنا علي الإقتصار علي هذا القدر من النصوص والمصادر..

فإلي القارئ الکريم عذري، وله خالص حبي وشکري.

ومن الله نستمد العون والقوة. وهو ولينا، وهو الهادي إلي سبيل الرشاد والسداد.

جعفر مرتضي العاملي

[صفحه 11]



صفحه 8، 9، 11.