خلافة أم إمامة











خلافة أم إمامة



وما ذلک إلا لأن القضية لا تقتصر علي أن تکون مجرد قضية خلافة وحکم وسلطة في الحياة الدنيا، ولا هي قضية: أن يحکم هذا، أو يحکم ذاک، لسنوات معدودة، وينتهي الأمر.. وإن کان ربما يقال: إن الذين تصدوا للحکم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلک.

ولکننا نجد شواهد کثيرة قد لا تساعد علي هذا الفهم الساذج للأمور.

[صفحه 22]

وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، وأدهي وأعظم، فقد عمل الحکام الأمويون علي تکريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في کل شخصية تصدت للحکم. وذلک في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير، المستندة إلي مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهره، يتم علي أساسها اضطهاد الفکر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخري.

وقد سرت تلک المفاهيم المخترعة في الناس، وأصبحت أمراً واقعاً، لا مفر منه ولا مهرب، ولا ملجأ منه ولا منجي. وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن غير الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يدَّعون شيئاً، ويمارسون شيئاً آخر، فهم يعتقدون بالخلفاء أکثر مما يعتقده الشيعة في أئمتهم، ويمارسون ذلک عملاً، ولکنهم ينکرون ذلک، ولا يعترفون به قولاً، بل هم ينکرون علي الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلک وأيسر.



صفحه 22.