تاريخ مولد النبيّ ووفاته











تاريخ مولد النبيّ ووفاته



إنّ تاريخ ولادة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله ووفاته من المواضيع الّتي لا يمکن الإجابة عنها بشکل صريح وقاطع؛ إذ أنّ هناک اختلافاً بين علماء الفريقين في التحديد، فالمشهور بين علماء الشيعة والمعمول به في عصرنا الحاضر أنّه صلي الله عليه و آله وُلد في (17) ربيع الأوّل من عام الفيل، وتوفّي في (28) صفر للسنة الحادية عشرة من الهجرة، وهو ابن ثلاث وستّين سنة.

والمشهور بين علماء أهل السنّة أنّ ولادته صلي الله عليه و آله في (12) ربيع الأوّل من عام الفيل، ووفاته في (12) ربيع الأوّل، وکان عمره الشريف (63) سنة، وقد طابق الشيخ الکليني رحمه الله أهل السنّة حينما ذهبوا إليه، حيث قال: وُلد النبيّ صلي الله عليه و آله لاثنتي عشر ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال، ورُوي أيضاً عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة، إلي أن قال: ثمّ قبض لاثنتي عشر ليلة مضت من ربيع الأوّل يوم الاثنين، وهو ابن ثلاث وستّين سنة.[1] .

وقال المجلسي رحمه الله في شرحه لکلام المحدث المحقق الکليني رحمه الله: إعلم أنّه اتّفقت الإماميّة، إلّا من شذّ منهم، علي أنّ ولادته صلي الله عليه و آله کانت في سابع عشر شهر ربيع الأوّل، وذهب أکثر المخالفين إلي أنّها کانت في الثاني عشر منه، واختاره الکليني إمّا اختياراً أو تقيّة، والأخير أظهر - إلي أن قال: - وأمّا ما ذکره الکليني من يوم وفاته صلي الله عليه و آله فقد بناه علي ما هو المشهور بين المخالفين أيضاً، والمشهور بيننا ما ذکره الشيخ في (التهذيب) وغيره في کتبهم أنّه صلي الله عليه و آله قُبض مسموماً يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة، والأصوب أنّ وفاته صلي الله عليه و آله کانت سنة إحدي عشرة من الهجرة، ليتمّ عشر سنين منها، کما ذکره المسعودي وغيره.[2] .

وقال صاحب (کشف الغمّة): وروي الجمهور موت النبيّ صلي الله عليه و آله في الاثنين ثاني عشر ربيع الأوّل، قالوا: ولد يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين.. ودفن يوم الأربعاء.[3] .







  1. اُصول الکافي 439:1.
  2. مرآة العقول 170:5 و 174.
  3. کشف الغمّة - باب المناقب 26:1.