فيما قيل من الشعر في أنّه وصيّ رسول اللَّه
ومن جملة الأشعار الّتي أوردها في هذا المقام قول عبداللَّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب: ومنّا عليّ ذاک صاحب خيبر وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمّه وقال عبدالرحمن بن الحنبل[1] وهو صحابي استشهد في صفّين: لعمري لقد بايعتم ذا حفيظةٍ عليّاً وصيّ المصطفي وابن عمّه وقال أبو الهيثم بن التيهان، وکان بدرياً: قل للزبير وقل لطلحة إنّنا إنّ الوصيّ إمامنا ووليّنا وقال حُجر بن عدي الکندي، وهو صحابي: يا ربّنا سلّم لنا عليّاً المؤمن الموحّد التقيا بل هادياً موفّقاً مهدياً فيه فقد کان له وليّاً وقال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وکان بدريّاً: فادْعُها تستجب فليس من الخز يا وصيّ النبيّ قد أجْلَتِ الحر وقال عقبة بن أبي لهب يخاطب عائشة: أعايش خلّي عن عليّ وعتبة وصيّ رسول اللَّه من دون أهله وأنشأ الحميري: وصيّ النبيّ المصطفي وابن عمّه وناصره في کلّ يوم کريهة وأنشأ جرير بن عبداللَّه البجلي: عليّ وصيّ له بعده له الفضل والسبق والمکرمات
أفرد ابن أبي الحديد لذلک فصلاً بعنوان: ما ورد في وصاية عليّ من الشعر، ذکر فيه أربع وعشرين قصيدة شعريّة کلّها تنتمي إلي جيل الصحابة، ممّا يدلّ علي عمق وجود هذه اللفظة في التاريخ الإسلامي، ثمّ قال ابن أبي الحديد بعد إيرادها: والأشعار الّتي تتضمّن هذه اللفظة کثيرة جدّاً، ولکنّا ذکرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحربين - أراد الجمل وصفّين - فأمّا ما عداهما فإنّه يجلّ عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعدّ، ولولا خوف الملالة والإضجار لذکرنا من ذلک ما يملأ أوراقاً کثيرة، انتهي.
وصاحب بدرٍ يوم سالت کتائبه
فمن ذا يدانيه ومن ذا يقاربه
علي الدين معروف العفاف موفّقا
وأوّل من صلّي أخا الدين والتُّقي
نحن الّذين شعارنا الأنصارُ
بَرَح الخفاءُ وباحتِ الأسرارُ
سلّم لنا المبارک المضيّا
لا خطل الرأي ولا غويّا
واحفظه ربّي واحفظ النبيّا
ثمّ ارتضاه بعده وصيّا
رج والأوس يا عليّ جبانُ
ب الأعادي وسارت الأضغانُ[2] .
بما ليس فيه إنّما أنت والده
فأنت علي ما کان مِن ذاک شاهده[3] .
وأوّل من صلّي لذي العزّة العالي
إذا کان يوم ذو هرير وزلزالِ[4] .
خليفتنا القائم المنتقم
وبيت النبوّة والمدعم[5] .