عمود نور من السماء إلي قبر الحنبلي











عمود نور من السماء إلي قبر الحنبلي



ذکر ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 46:3 في ترجمة أبي بکر عبدالعزيز بن جعفر الحنبلي المعروف بغلام الخلال المتوفي سنة 363 قال: حکي أبوالعباس ابن أبي عمرو الشرابي قال: کان لنا ذات ليلة خدمة أمسيت لاجلها، ثم إني خرجت منها نوبة الناس وتوجهت إلي داري بباب الازج، فرأيت عمود نور من جوف السماء إلي جوف المقبرة فجعلت أنظر إليه ولا ألتفت خوفا أن يغيب عني إلي أن وصلت إلي قبر أبي بکر عبدالعزيز فإذا أنا بالعمود من جوف السماء إلي القبر: فبقيت متحيرا ومضيت وهو علي حاله.

قال الاميني: أبوبکر الحنبلي هذا هو شيخ الحنابلة وعالمهم في عصره صاحب التصانيف وهو الراوي عن الخلال عن الحمصي عن إمام الحنابلة أحمد: انه سئل عن التفضيل فقال: من قدم عليا علي أبي بکر فقد طعن علي رسول الله صلي الله عليه وآله، ومن قدمه علي عمر فقد طعن علي رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي أبي بکر، ومن قدمه علي عثمان فقد طعن علي أبي بکر وعمر وعثمان وعلي أهل الشوري والمهاجرين والانصار.

وليت مثقال ذرة من ذلک النور الخيالي الممتد من قبر الرجل سطع علي مکمن بصيرته ابان حياته، فلا يخضع لکلمة شيخه التافهة هذه التي تخالف الکتاب والسنة وإن مقدار الرجل ينبو عن التدخل في هذا الشأن العظيم الذي ليس هو من رجاله لکن (حن قدح ليس منها) أني يقع قوله في التفضيل مع آيتي المباهلة والتطهير؟

ومقتضي الاولي اتحاد مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام مع صنوه النبي الاعظم صلي الله عليه وآله فيما يمکن اتحاد شخصين فيه، وليست هي إلا الفضائل والفواضل والمکارم والمآثر ما خلا النبوة فما ظنک برجل يوازنه صلي الله عليه وآله فيما ذکرناه من الفضل؟ أليس من السخف أن يقال: من قدم عليا. إلخ؟ ومقتضي الثانية عصمته صلوات الله عليه عن جميع الذنوب والمعاصي، وهل يوازي المعصوم من يجتحر السيئات ويقترف الآثام؟ لکن صاحب النور يروي: من قدم عليا. إلخ. ولا يبالي بما يروي.

فمقتضي المقام أن يقال: من قدم أحدا علي مولانا أميرالمؤمنين فقد طعن علي

[صفحه 158]

الکتاب الکريم ومن صدع به صلي الله عليه وآله ومن أنزله جلت عظمته.

وأني يقع قول صاحب النور المروي عن إمامه أحمد أمام السنة المتواترة الواردة من شتي النواحي في فضل الامام صلوات الله عليه المتقدمة في الاجزاء السابقة من هذا الکتاب؟[1] فمن قدمه سلام الله عليه علي أبي بکر وصاحبيه فقد جاء بالحجة البالغة، والنور الساطع، وأخذ بالعروة الوثقي التي لا انفصام لها.


صفحه 158.








  1. وسيوافيک قول احمد وجمع آخرين من ائمة الحديث: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالاسانيد الحسان أکثر مما جاء في حق علي بن أبي طالب. وقول حبر الامة ابن عباس: ما نزل في أحد من کتاب الله ما نزل في علي.