وحشي أتي بماء الوضوء











وحشي أتي بماء الوضوء



قال سهل بن عبدالله رضي الله عنه: أول ما رأيت من العجائب والکرامات إني خرجت يوما إلي موضع خال فطاب لي المقام فيه فوجدت من قلبي قربا إلي الله تعالي وحضرت الصلاة وأردت الوضوء وکانت عادتي من صباي تجديد الوضوء لکل صلاة، فکأني اغتممت لفقد الماء، فبينما أنا کذلک وإذا دب يمشي علي رجليه کأنه إنسان معه جرة خضراء قد أمسک بيديه عليها، فلما رأيته من بعيد توهمت انه آدمي حتي دنا مني وسلم علي ووضع الجرة بين يدي، فجاءني إعتراض العلم فقلت: هذه الجرة والماء من أين هو؟ فنطق الدب وقال: يا سهل! إنا قوم من الوحوش قد انقطعنا إلي الله تعالي بعزم المحبة والتوکل، فبينما نحن نتکلم مع أصحابنا في مسألة إذ نودينا: ألا إن سهلا يريد ماء ليجدد الوضوء. فوضعت هذه الجرة بيدي وإذا بجنبي ملکان فدنوت منهما فصبا فيها الماء من الهواء وأنا أسمع خرير الماء. إلي آخر القصة. روض الرياحين ص 105 و 104.

قال الاميني: سل عن هذه العجائب الدب الطلق الذلق صاحب الجرة الخضراء، أو بقية الوحوش المنقطعة إلي الله بعزم المحبة والتوکل، أو سل الملکين إن سهل لک السبيل إليهما، وإن لم تجدهما فسل عقلک واتخذه حکما، واستعذ بالله من هذه الاوهام المخزية.