راس احمد الخزاعي يتكلم











راس احمد الخزاعي يتکلم



ذکر الخطيب وابن الجوزي بالاسناد عن إبراهيم بن إسماعيل بن خلف قال: کان أحمد بن نصر خلي، فلما قتل في المحنة وصلب رأسه اخبرت: أن الرأس يقرأ القرآن، فمضيت فبت بقرب من الرأس مشرفا عليه، وکان عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلما هدئت العيون سمعت الرأس تقرأ: الم أحسب الناس أن يترکوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون فاقشعر جلدي.

وعن أحمد بن کامل القاضي عن أبيه انه قال: وکل برأس أحمد من يحفظه بعد أن نصب برأس الجسر، وإن الموکل به ذکر: انه يراه بالليل يستدير إلي القبلة بوجهه فيقرأ سورة يس بلسان طلق، وإنه لما أخبر بذلک طلب فخاف علي نفسه فهرب.

وعن خلف بن سالم انه قال: عندما قتل أحمد بن نصر وقيل له: ألا تسمع ما الناس فيه يا أبا محمد؟ قال: وما ذلک؟ قال: يقولون إن رأس أحمد بن نصر يقرأ القرآن، قال: کان رأس يحيي بن زکريا يقرأ.[1] .

لا تبهظ الخطيب وابن الجوزي هذه الاضحوکة، ولا احسب انهما يصدقانها ولکن لما کان يبهظهما وأمثالهما ما يؤثر[2] من أن رأس مولانا أبي عبدالله السبط الشهيد صلوات الله عليه کان يقرأ القرآن الکريم علي عامل السنان، ولقد کانت هذه الا کرومة متسالما عليها في العصور الخالية، فنحتوا هذه الافائک تجاهها تخفيفا لتلک المنزلة الکريمة الخاصة ببضعة المصطفي صلي الله عليه وآله.









  1. تاريخ بغداد 179:5، صفة الصفوة 205:2.
  2. سيوافيک حديثه في مسند المناقب ومرسلها انشاء الله تعالي.