شيخ يبيع القصر في الجنة











شيخ يبيع القصر في الجنة



أتي رجل من أهل خراسان حبيب بن محمد العجمي البصري يريد مکة وقال له: يا شيخ! اشتر لي دارا ودفع إليه مالا وخرج إلي مکة فأخذ حبيب المال فتصدق به فلما قدم الرجل قال له: إذهب بي إلي الدار التي إشتريتها فأرنيها فقال له: إنک لا تراها اليوم ولکن إذا مت تراها فقال له الخراساني: اکتب إلي عهدتها حتي اذهب بها إلي خراسان فکتب له حبيب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشتري حبيب قصرا في الجنة کذا وکذا، وارتفاعه کذا کذا في الجنة. ثم ختم الکتاب ودفعه إليه فأخذه الرجل فذهب به إلي خراسان إلي أهله فقالوا له: أنت مجنون لولا انک ضيعت مالک لذهب بک إلي الدار، ولکن هذا شأن مجنون، فبقي الرجل ما شاء الله، فلما حضره النزع قال لاهله: إجعلوا هذا الکتاب في کفني، فلما مات وضعوه في أکفانه وحملوه إلي القبر فأصبح حبيب بالبصرة وإذا الکتاب عنده في بيته وفي ذيله: يا أبا محمد! إن الله قد سلم إليه القصر الذي اشتريته له فذهب إلي أهل الرجل وقال لهم: إن الله قد سلم إلي أبيکم القصر، وهذه العهدة فبصروا بها فإذا هي الکتاب الذي وضعوه معه في القبر.

أخرجه ابن عساکر في تاريخه 32:4 وقال مهذبه: قد روي الحافظ هذه القصة باسناده من طريقين مطول ومختصر والمعني واحد، وهذه القصة کانت لحبيب، وأرجو أن؟ لا يحوم حولها المدعون فيجعلونها سلما لاکل مال الناس بالباطل، فإن أحوال امثال حبيب لايقاس عليها ولا تکون قاعدة للعمل.