امراة تلد بدعاء مالك ابن اربع سنين











امراة تلد بدعاء مالک ابن اربع سنين



أخرج البيهقي في السنن الکبري 443:7 بإسناده عن هاشم المجاشعي قال: بينما

[صفحه 122]

مالک بن دينار- المتوفي 123 وقيل غير ذلک- يوما جالس إذ جاءه رجل فقال: يا أبا يحيي! ادع لامرأة حبلي منذ أربع سنين قد أصبحت في کرب شديد، فغضب مالک و أطبق المصحف ثم قال: ما يري هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء، ثم دعا فقال: أللهم هذه المرأة إن کان في بطنها ريح فأخرجها عنها الساعة، وإن کان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاما، فإنک تمحو ما تشاء وتثبت، وعندک ام الکتاب، ثم رفع مالک يده ورفع الناس أيديهم، وجاء الرسول إلي الرجل فقال: أدرک امرأتک، فذهب الرجل، فما حط مالک يده حتي طلع الرجل من باب المسجد علي رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت اسنانه ما قطعت أسراره.

قال الاميني: ليس من المستحيل التلفظ بالمحال، لکن التقوي أو الحياء يزع کل منهما إلانسان عن أن يلهج بما هو خارج عن مستوي المعقول. ألا من مسائل هذا الراوي عن ان رحم المرأة هل فيها تمطط فتبلغ من السعة ما يقل ابن أربع سنين وقد استوت أسنانه ونبت شعره ويرکب الرقاب؟ وهب ان فيها تمططا فهل ما يحويها من بنية البدن له مثل ذلک التمطط؟ فيجب عليه أن يکون في هيئة الحامل إذن تضخما أکثر من النساء العاديات، فهل کانت ام الغلام هکذا ؟ أو أنها بقيت علي حالتها وهي کرامة اخري لاحد من عباد الله؟ سبحان الذي تولي کلائة هذه المرأة المسکينة عن أن تنکسر عظامها، وتنقطع عروقها، وينفتق جلدها ولحمها، وقد فعل سبحانه ما أراد في الزمن من الماضي.

ورحم الله مالک بن دينار لولا دعائه للمرأة المسکينة لکان يبقي جنينها في بطن امه أربعين عاما أو إلي ما شاء الله.

ثم هل کان المولود في بطن امه اثني فأبد له دعاء ابن دينار ذکرا؟ أو أنه کان ذکرا ولا صلة للدعاء المذکور به، وان الله هو الذي يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذکور؟ وإن من المقطوع به ان في تلک الساعة کان قد افرزت خلقة المولود وصور مثاله فلم يبق فيه بعد مجال للتغير والتأثر وإنه إما ذکر أو انثي، فلا محل من الاعراب لدعاء ابن دينار: (وان کان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاما) غير أنه دعا، وهل کانت له هذه

[صفحه 123]

الدعوة المستجابة بعد الولادة أخذا بقوله: إنک تمحو ما تشاء وتثبت؟ لعلها له وليس علي الله بعزيز، ولا يسئل عما يفعل، وهو علي کل شئ قدير.


صفحه 122، 123.