ترجمة أبي الرضا ابن بشارة
يا أخا الفضل والمکارم والسؤ والاديب الاريب المصقع المد أي در أودعت في صدف الطر لو رأي هذه الرياض زهير لودري عرفهن صاحب عرف الطيب لو رأي جمعها علي[1] رأي الفضل قال: جمعي صبابة في إناء أي مستمتع لذي الفضل فيها جئتها طاوي الحشا فأضافتني ومنها: نتائج الافکار. قرظها المدرس الاوحد السيد نصر الله الحائري بقوله: حير عقلي ذا الکتاب الانيق رقيق لفظ جزل معني له ما هو إلا روضة غضة صاداتها الغدران همزاتها [صفحه 375] کم نشق العشاق من نفحها کم قد جلت أکؤس الفاظها رصعها صوب يراع الذي مولي جليل القدر في شانه لازال (نصر الله) طول المدي ومنها: شرح نهج البلاغة، وريحانة النحو. ذکرهما الشيخ أحمد النحوي الحلي في قصيدته التي مدحه بها أولها: برزت فيا شمس النهار تستري فهي التي فاقت محاسن وجهها يقول فيها: من آل موح شهب أفلاک العلي وهم الغطارفة الذين لبأسهم وهم البرامکة الذين بجودهم لم يخل عصر منهم أبدا فهم لاسيما العلم الذي دانت له الأعلام ولقد کسا (نهج البلاغة) فکره وعجبت من (ريحانة النحو) التي فذروا (السلافة)[2] ان في ديوانه ودعوا (اليتيمة)[3] ان بحر قريضه ما (دمية القصر)[4] التي جمع الاولي يا صاحب الشرف الاثيل ومعدن الکرم خذها إليک عروس فکرزفها [صفحه 376] فاسلک علي رغم العدي سبل العلي ومنها: ديوان شعره الذي وصفه السيد المدرس الحائري بقوله: ديوان نجل المقتدي بشاره ما هو إلا جنة قد أزهرت وقوله فيه: ألا قد غدا ديوان نجل بشارة مهذبة أبياته کخلائقي وللسيد العلامة المدرس الحائري عدة قواف في الثناء علي شاعرنا ابن بشارة منها: سلام يسحب الاذيال تيها أخص به شقيق الصبح بشرا فتي أضحت بغيث نداه تزهو وراحت في صباح الرأي منه شأي قسا بلفظ راق رصفا له فکر بأدني الارض لکن ونظم يشبه الازهار لو لم وبعد فإن روض العيش أضحي وقد کانت نواحيه قديما وأمسي يا شهاب سما المعالي فعوذني بکتبک من أذاه ولا زالت جلابيب المعالي ومنها قوله: سلام کزهر الروض إذ جاده القطر أخص به المولي سليل بشارة سحاب الندي السهم الذي فاقت السها [صفحه 377] فتي فاز بالقدح المعلي من العلي فما (القطب) ما (الرازي) وما جوهريهم مناقبه غر مواهبه حيا طوي سبل العلياء في متن سابق وبعد: فإن الحال من بعد بعدکم فلله ليلات تقضت بقربکم وإذ مورد اللذات صاف وناظري فلا تقطعوا يوما عن الصب کتبکم ولا برحت تبدو بافق جبينکم ومنها قوله مهنئا له بعيد النحر: نشر الربيع مطارف الازهار وخرائد الاغصان بالاکمام قد وصوادح الاوراق في الاوراق قد والظل ظل محاکيا بدبيبه فبدار نجلو خمره تجلو العنا بکر إذا ما قلدت بحبابها شمس يطوف بافق مجلسنا بها سلب السلاف مذاقها وفعالها ساق تخال الثغر منه لئالئا أو أحرفا رقمت بکف المجتبي ماء الطلاقة في أسرة وجهه مولي بافق سما المناقب قد بدا فبذاک يثمر قصد کل مؤمل شهم لبيب لم تلد ام العلي [صفحه 378] ندس بديع بنانه قد راح عن ولقد غدا صرف الزمان يصد عن نعم تعم عموم هطال الحيا وشمائل کالروض لولا انه أقلامه قد قلمت ما طال للاخطاب ودواته أدوت وداوت کاشحا من آل خاقان الذين وجوههم قوم إذا شاموا الصوارم اغمدت وإذاهم اعتقلوا الذوابل في الوغي أخبارهم بسواد کل دجنة يا من له بأس يحاکي الصخر في وعلا تناسق کابرا عن کابر وافاک عيد النحر طلقا وجهه عبد يعود عليکم بمسرة لازالت الايدي تشير إليکم وبقيت ترفل من علاک بحلة وله مراسلا إياه لازما الجناس المذيل قوله: لعمرک إن دمع العين جار ومالي غير شهد الوصل شاف وقلبي للوصول إليک صاد وهمي ليثه الفتاک ضار ولوني أصغر والد مع قان ومذ غبتم فصبحي شبه قار وإني للتواصل منک راج وإني بالذي تهواه راض [صفحه 379] فيالک من کريم الاصل سام هزبر عنه سيف الضد ناب وطرف الخائف المذعور ساج وبحر علومه للناس طام وغيث نداه طول الدهر هام ومعشره اولو سلم وضال[6] . له سيف غداة الحرب دام ونسک من رياء الخدع خال وشعر رائق کشراب جام وقلب قلب في الحرب ساط واحسان لحر المدح شار حليم للعدي بالصفح جاز وزاک علمه للجهل ناف وشهم ماله في الناس زار لما لا يرتضيه الله قال وقاه الله نظرة کل راء ومنها قوله حينما اهدي إليه ماء ورد: ياأيها المولي الذي وجهت نحوک ماء ور فاقبله من حب جواه ومنها قوله مراسلا إياه. سلام لا لاوله بدايه علي ابن بشارة المولي الذي قد فتي برق البشاشة في المحيا [صفحه 380] جليل القدر محمود السجايا روي الاحسان عن جد فجد فلو وافاه يوم الجدب عاف إذا ما جن للاشکال ليل وإن حسرت لثاما حرب بحث له وجه حکاه البدر حسنا وفي العهد زاکي الجد مولي ولما کان في ذا العصر فردا وأني يمکن التصريح باسم فسدد رأيه يا رب لطفا وألبسه من الانعام بردا إلي غيرها من قصائد توجد في ديوان الشريف السيد المدرس في ثناء المترجم له، وهي تعرب عن مکانته العالية في الفضائل والفواضل، وتحليه بنفسيات کريمة و ملکات فاضلة. ومن شعر شاعرنا (ابن بشارة) قوله في کتابه (نشوة السلافة) يمدح به مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام، جاري به قصيدة السيد علي خان المدني المذکورة ص 350: من ظلمة الليل لي المأنس والطيف يأتيني به زائرا ولم نراقب من رقيب الهوي ومن رياض الوصل کم نجتني کم ليلة بت بظلمائها حتي هوت للغرب شهب الدجا [صفحه 381] وانتشر الصبح بأنواره فارقني خشية أعداؤه لا أقبل الصبح باسفاره والليل لو جن به جنتي موسي رأي النار به سابقا وقد أتاها طالبا جذوة نودي بالشاطي غربيها ونار موسي سرها حيدر والاسد المغوار يوم الوغي لو قامت الحرب علي ساقها کم قد في صارمه فارسا هو ابن عم المصطفي والذي عيبة علم الله شمس الهدي مهبط وحي لم ينل فضله قد طلق الدنيا ولم يرضها يقطع الليل بتقديسه وفي الندي بحر بلا ساحل إذا رقي يوما ذري منبر يريک من ألفاظه حکمة فيالها من رتب نالها [صفحه 382] قد شرفت کوفان في قبره إن أنکر الجاحد قولي أقل أما تري النور به مشرقا والله لولا حيدر لم يکن فليس يحصي فضله ناثر لو کان ما في الارض أقلامه سمعا أبا السبطين منظومة تختال من مدحک في حلة أرجو بها منک الجزا في غد صلي عليک الله ما أشرقت شمس الصحي وانکشف الحندس ومن شعره في تقريظ (المطول) للتفتازاني قوله: إن المطول بحر فاض ساحله فرقان أهل المعاني في بلاغته [صفحه 383]
أبوالرضا الشيخ محمد علي بن بشارة من آل موحي الخيقاني النجفي، أوحدي حقت له العبقرية والنبوغ، وفذ من أفذاذ الفضيلة، برع في فنون الشعر والادب، ورث فضله الکثار وأدبه الموصوف عن أبيه العلامة الشاعر المفلق الشيخ بشاره، وعاصر نوابغ العلم وأساتذة البيان وأخذ منهم، ونال من الفضل حظه الوافر، ونصيبه المقدر، فأطروه و وأثنوا عليه، وعد من رجال تلک الحلقة، وأبقي شعره وأدبه له ذکري خالدة، وسجلت آثاره القيمة العلمية والادبية في صفحة التاريخ له غررا ودررا تذکر وتشکر، منها (نشوة السلافة ومحل الاضافة) قرظها السيد حسين بن الامير رشيد الآتي ذکره، وقال الشيخ أحمد النحوي الحلي مقرظا إياها:
دد والمجد والعلي والشرافه
ره رب الکمال رب الظرافه
س غدا الدر حاسدا أوصافه؟
لتمني من زهرهن اقتطافه
أبدي لطيبهن اعترافه
علي جمعه لکم والانافه
من سلاف وذا حباب السلافه
وبشتي نکاتها واللطافه؟
وقالت: هذا محل الاضافه
فليس للوصف إليه طريق
کل مجاميع البرايا رقيق
شقيقها ليس له من شقيق
حمايم تشدو بلحن أنيق
نسيم أخبار اللوي والعقيق؟
معانيا يخجل منها الرحيق؟
أصبح دوح الفضل فيه وريق
قد اغتدي صاحب فکر دقيق
له رفيقا فهو نعم الرفيق
خجلا ويا زهر النجوم تکدري
حسن الغزالة والغزال الاحور
وبدور هالات الندي والمفخر
ذهل الوري عن سطوة الاسکندر
نسي الوري فضل الربيع وجعفر
مثل الاهلة في جباه الاعصر
ذوالفضل الذي لم ينکر
شرحا فأظهر کل خاف مضمر
لم يذو ناصرها مرور الاعصر
في کل بيت منه حانة مسکر
قذفت سواحله صنوف الجوهر
کخرائد برزت بأحسن منظر؟
الجزيل وآية المستبصر
صدق الوداد لکم وعذر مقصر
واسحب علي کيوان ذيل المفخر
لسائر الشعر غدا إکليلا
(وذللت قطوفها تذليلا)
طراز دواوين الانام بلا ريب
فليس به عيب سوي عدم العيب
علي هام الدراري الثاقبات
سليل بشارة ذي المنقبات
أزاهير الاماني للعفاة
تجابات دياجي المشکلات
ومعنا بالهبات الوافرات
له عزم بأعلي النيرات
تعد بعد النضارة ذابلات
هشيما ذا نواح شاحبات
بطل البشر منکم زاهيات
مريد الوجد مخترقا جهاتي
فمالي غيرها من راقيات
بمجدکم المبجل معلمات
وکالدر في اللالاء إذ حازه البحر
أخي الفضل من في مدحه يزدهي الشعر
عزائمه وانقاد قنا له الدهر
وحاز علوما لا يحيط بها الحصر
إذا مابه قيسوا وما العضد ما الصدر؟
منازله خضر مناصله حمر
لهمته القعساء عثيره الفخر
کحال رياض الحزن فارقها القطر
ولم يندمن روضات وصلکم الزهر
يزيل قذاه منظر منکم نضر
ففي نشرها للميت من بعدکم نشر
نجوم السعود الزهر ما نجم الزهر
في طيها نفحات مسک داري[5] .
رقصت بتشبيب النسيم الساري
غنت بأعواد بلا أوتار
خط العذار بوجنة الانهار
عنا ولا ترکن إلي الاعذار
حلت يمين مديرها بسوار
قمر تقلد نحره بدراري
برضابه وبطرفه السحار
أو اقحوانا لاح غب قطار
أعني سليل بشارة المغوار
يجري ونار سطاه ذلت شرار
قمرا ولکن لم يرع بسرار
وبهذه تصلي مني الفخار
ندا له في سائر الاعصار
وجه المعاني کاشف الاستار
من نحوه أضحي مريد جوار
لکنها جلت عن الاضرار
يذوي لفقد العارض المدرار
والاخطار من أظفار
ومؤملا جدواه ذا اعسار
عند اسوداد النقع کالاقمار
في جيد کل مملک کرار
آبت نواضر بالنجيع الجاري
حررن فوق بياض کل نهار
خلق أرق من النسيم الساري
يحکي أنابيب القنا الخطار
يحکي رقيق نسيمه أشعاري
محمودة الايراد والاصدار
شبه الهلال عشية الافطار
فضفاضة قد طرزت بفخار
لاني حنظل التفريق جارع
فهل لي في اجتناء منه شافع؟
ونظمي بالثناء عليک صادع
ولولاه لما أمسيت ضارع
وطرفي منکم بالطيف قانع
لدي وإصبعي للسن قارع
فهل ذاک الزمان العذب راجع؟
ايا مولي لدر الفضل راضع!
لهمس المجتدين نداه سامع
وينبوع الفضائل منه نابع
بمغناه وطير المدح ساجع
فکل منهم بالري طامع
وغيث الافق بعض العام هامع
لديهم سابق الکرماء ضالع
وطرف خشية الجبار دامع
وطبع للخلاعة راح خالع
لحسن نفائس الاشعار جامع
ووجه في ظلام الخطب ساطع
ورمح عزيمة ما زال شارع
ومن هول الحوادث غير جازع
وطب إن يضرک فهو نافع
للحب هواه في الاحشاء زارع
ألم تره لضرس هواه قالع؟
فإن جماله للعقل رائع
هو من (أياس) اليوم أذکي
د من أريج المسک أذکي
في حشاه النار أذکي
ولا يلفي لآخره نهايه
تجاوز في المعالي کل غايه
علي طيب الارومة منه آيه
علي کل القلوب له الولايه
وقد صحت له تلک الروايه
أباح له حمي روض الرعايه
تري مثل الصباح الطلق رأيه
فليس لها بکف سواه رايه
وما من ريبه في ذي الحکايه
سلامة ذاته أقصي منايه
مدحناه بعنوان الکنايه
بأعلي العرش خطته العنايه؟
وجنبه الضلالة والغوايه
موشي بالکلائة والحمايه
إذ فيه تبدو الشهب الکنس
وتارة صاحبه بغلس[7] .
خوفا ولا تبصرنا الحرس
زواهرا تحيي بها الانفس
معانقا للحب لا أدنس[8] .
والنجم في اسرائه ينعس[9] .
وانجاب عن أضواء الحندس[10] .
وقد خلا من جمعنا المعرس[11] .
لانه الفضاح والاوکس
وجنتي طاب بها المأنس
من جانب الطور لها غرنس
حتي دنا من قربها يقبس
: أنا الاله الخالق الاقدس
العالم الخنذيذ والدهرس[12] .
تفرق من صولته الاشوس[13] .
قال إليها وهو لا ينکس
وصير السيد له ينهس؟[14] .
قد طاب من دوحته المغرس
ونوره الزاهر لا يطمس
وکنهه في الوهم لا يحدس
ما همه المطعم والملبس
يزهو به المحراب والمجلس
وفي المعالي الاصيد الارءس
وألسن الخلق له خرس
يحتار فيها العالم الکيس
من دونها کيوان والاطلس؟
ولم تکن أعلامها تدرس
: يا صاح هذا المشهد الاقدس[15] .
قرت به الاعين والانفس
في الارض ديار ولا مکنس
أو ناظم في شعره منبس
والابحر السبع له مغمس
غراء من غصن النقا أميس
لم يحکها في نسجها السندس
فإن من والاک لا يبخس
فلا يحيط به وصفي وانجازي
وفي الدلائل منه أي إعجاز
صفحه 375، 376، 377، 378، 379، 380، 381، 382، 383.