غديرية أبي الرضا ابن بشارة











غديرية أبي الرضا ابن بشارة



المتوفي بعد 1138


تلک الديار تغيرت آثارها
وتغيبت تحت الثري أقمارها


دار لقد أخفي البلي أضوائها
ومن السحائب جادها مدرارها


إلي أن قال:


أنا سيد الشعراء غير مدافع
وإذا نثرت فانني نثارها


وأقودهم نحو الجنان ورايتي
بيضاء تلمع فوقهم أنوارها


إذ کنت مادح حيدر رب التقي
فخر البرية حصنهم کرارها


ليث إذا حمي الوطيس وزمجرت
فرسانها والحرب طار شرارها[1] .


يسطو بأعظم صولة رواعة
منها الکمات تصرمت أعمارها[2] .


وإذا الخيول الصافنات تسابقت
يوم البراز فسبقه نحارها


صهر النبي أبو الائمة خيرهم
وبه الخلافة قد سما مقدارها


بغدير خم للولاية حازها
حقا وليس بممکن إنکارها


وإذا رقي للوعظ صهوة منبر
يصغي لزاجر وعظه جبارها


وبراحتيه تفجرت عين الندي
فالواردون جميعهم يمتارها


وله العلوم الفايضات علي الوري
فيض الغمايم إذهما مهمارها


(نهج البلاغة) من جواهر لفظه
فيه العلوم تبينت أسرارها


لولاه ما عبد الاله بأرضه
يوما ولا بخعت له کفارها[3] .

[صفحه 374]


صفحه 374.








  1. زمجرت: اکثرت الصياح والصخب. تزمجر الاسد: ردد الزئير.
  2. الکمات ج الکمي: الشجاع أو لابس السلاح.
  3. ذکرها في کتابه (نشوة السلافة) وهي تناهز الخمسين بيتا.