ترجمة الشيخ علي العاملي
قرأ علي المدرس الشريف الاوحد السيد نصرالله الحايري، وبأمره دون شعره وقال في اول ديوانه ما ملخصه: اجتمعت مع السيد نصرالله بن حسين بن إسماعيل الحسيني فأمرني بأن أجمع شمل ما نظمت من القوافي بعد الشتات، واؤلف بينهن مدونا، ولعمري ان أمره لمطاع، ومخالفته لا تستطاع، فامتثلت لما أشار إليه، وأجبت ملبيا لما دعاني بالحث عليه. ولاستاذه السيد المدرس ثناه علي ديوانه بقوله: ديوان مولانا علي ذي الندي قد ضمن اللؤلؤ إلا أنه رتب المترجم له ديوانه علي مقدمة وأبواب وخاتمة، کان رحمه الله رحالة تجول في بلاد ايران ونزل بشيراز واصفهان، وغادرها إلي النجف الاشرف سنة 1120، وله في الباب الخامس من ديوانه قصيدة يمدح بها السيد المدرس الحائري سنة 1122 مجيبا قصيدة السيد التي مدحه بها وهي تعرب عن مقامه الشامخ في الفضائل، ونبوغه في الادب، وتحليه بالنفسيات الکريمة، ألا وهي: قم فاجل شمس الراح للندماء فمجامر الازهار فاح أريجها والطل فوق الورد أضحي حاکيا ولئالئ الانداء قد لاحت ضحي [صفحه 366] فکأنها نطف الدموع تدافعت فانشط وأسرج لي کميتا روضت تجري بمضمار اللهي لکن غدا شمطاء ترقص في الزجاج وإنما يا حبذا وقد اجتلاها أهيف ما لاح لي ظبي سواه مقرطا وسوي (علي) ذي المعالي ما انجلي رب المفاخر من سما أوج السما ندب يري بدل الرغائب واجبا ذو هيبة بالبشر شيبت مثلما راحاته الراحات تولي والعنا الثاقب الآراء نجل الثاقب الآ يهتز عند الحمد إلا إنه مولي إذا اسود الزمان وأمه وإذا عتا فرعون فقر مؤمل لم تسمع العوراء منه وطالما من معشر حازوا النهي بفخارهم لا ينصتون إلي الغنا ولطالما ما أشرعوا الارماح إلا أشرقوها تهديهم بدجي القتام غرائم غارت رماح الخط من أقلامهم فلکم زها فوق الطروس بطلها زهر يلوح الدهر غضا ناضرا ولکم سبت عقلا بسحر بيانها يا صاحب الفضل الذي من فضله [صفحه 367] خذ روض مدح لم يجده القطر بل يبدي الشذي منه قبول قبولکم فأعوذ بالرحمن من أن يغتدي لازال قدرک کاسمک السامي الذي ماخاط أجفان الوري وسن وما ولشاعرنا العاملي قصائد طوال في مدح الامام اميرالمؤمنين ورثاء ولده الامام السبط الشهيد سلام الله عليهما، ومن مديحه أميرالمؤمنين قصيدة أولها: الدهر أصبح لي معاند وأشارت الايام نحوي إلي أن يقول: يا سعد وقيت النوي بالله إن جزت الغري وقف الرکاب ونادها واخلع بها نعليک ملتثم واعمد إلي تقبيل أعتاب مولي البرية ذي التقي نجل الغطارفة الکرام کالبحر إلا إنه وقل:السلام عليک يا ومحط رحل المستضام يا آية الله التي والحجة الکبري المناطة لولاک ما اتضح الرشاد کلا ونيران الضلالة لم والدين کان بناؤه [صفحه 368] حارت بک الاوهام و فمن اقتدي بک اهتدي يامن نعوذ باسمه وبه نلوذ من الزمان أنت المرجي في الفوادح مولاي معتقدي بإنک ومعاد أجسام الوري فلذلک الله العلي تدعو الانام إلي الهدي خذها أبا حسن! إلي [صفحه 369]
الشيخ علي بن أحمد الفقيه العادلي العاملي الغروي. من رجال عاملة القاطنين بالعراق، موصوف بالعلم والادب والفضيلة، وقفت علي ديوانه وقد کتب علي ظهره هذا ديوان الشيخ الامام العلامة، فريد دهره، ووحيد عصره، وقدوة الادباء، وقبلة الشعراء، الشاعر الاديب الاريب النبيه علي بن أحمد الفقيه العاملي نسبا والغروي مولدا ومسکنا.
کالروض إذ قد جاده سحابه
(عذب فرات سائغ شرابه)[1] .
کي تنجلي فيها دجي الغماء
عبقا بنار البرق ذي الالاء
صدغا أحاط بوجنة حمراء
بشقائق راقت لعين الرائي
في حرف جفن المقلة الرمداء
بعد الشماس بمزجها بالماء
عوض القتام لها دخان کباء
برد الوقار يري علي الشمطاء
نشوان من غنج ومن صهباء
ومقلدا بالنجم والجوزاء
قمر يمد الشمس بالاضواء
بمکارم جلت عن الاحصاء
للمجتدي والدهر ذو أکداء
يبدي السحاب النار ضمن الماء
للاولياء له وللاعداء
راء نجل الثاقب الآراء
عند النوائب ثابت الارجاء
عاف حباه باليد البيضاء
ألقاه من جدواه في دأماء
اطفي توقد فتنة عمياء
قد حبرت ديباجة العلياء
نال الغني بهم ذوو استجداء
من دم الاقران في الهيجاء
لهم غدت تحکي نجوم سماء
فلذلک ارتعدت لدي الهيجاء
زهر له کم من الاحشاء؟
والزهر يذبل عند فقد الماء
وبحکمة من شعرها غراء
يجني جني بلاغة البلغاء
قد جاد منبته ولي ولاء
لوحب في أسحار حسن رجائي
بهجير هجرک شاحب الارجاء
قد سار في الآفاق سير ذکاء
شق الصباح غلاله الظلماء
وسطي علي وصال عامد
بالمکاره والمکائد
وکفيت منها ما أکابد
فعج علي خير المشاهد
هنيت في نيل المقاصد
الثري لله ساجد
الامام البر عامد
علم الهدي حاوي المحامد
الاريحيين الاماجد
عذب المصادر والموارد
کهف النجاة لکل وافد!
المستجير وکل وارد
ظهرت فأعيت کل جاحد!
بالاقارب والاباعد
ولا اهتدي فيه المعاند
تکن أبدا خوامد
لولاک منهد القواعد
اختلفت بمعناک العقايد
وهوي ضلالا عنک حايد
من کل شيطان ومارد!
وحين نودع في الملاحد
والمؤمل في الشدايد
علة الاشياء واحد
يوم المعاد عليک عايد
براک في الکونين قائد
وعليهم في ذاک شاهد
علياک أبکارا خرائد
صفحه 366، 367، 368، 369.