ولادة السيد علي خان ونشأته











ولادة السيد علي خان ونشأته



ولد سيدنا المدني بالمدينة المنورة ليلة السبت 15 جمادي الاولي سنة 1052، واشتغل بالعلم إلي أن هاجر إلي حيدرآباد الهند سنة 1068، وشرع بها في تأليف (سلافة العصر) سنة 1081، وأقام بالهند ثمان وأربعين سنة کما ذکره معاصره في (نسمة السحر) وکان في حضانة والده الطاهر إلي أن توفي أبوه سنة (1086)[1] فانتقل إلي (برهان پور) عند السلطان اورنک زيب، وجعله رئيسا علي ألف وثلاثمائة فارس، وأعطاه لقب (خان) ولما ذهب السلطان إلي بلد (أحمد نکر) جعله حارسا (لاورنک آباد) فأقام فيه مدة، ثم جعله واليا علي (لاهور) وتوابعه، ثم ولي ديوان (برهانپور) واشغل هناک منصة الزعامة مدة سنين، وکان بعسکر ملک الهند سنة 1114، ثم استعفي وحج وزار مشهد الرضا عليه السلام وورد إصفهان في عهد السلطان حسين سنة 1117، وأقام بها سنين ثم عادها إلي شيراز، وحط بها عصي السير زعيما مدرسا مفيدا، وتوفي بها في ذيقعدة الحرام سنة 1120، ودفن بحرم الشاه چراغ أحمد بن الامام موسي بن جعفر سلام الله عليه عند جده غياث الدين المنصور صاحب المدرسة المنصورية.

[صفحه 350]

قال صاحب (رياض العلماء): انه توفي سنة 1118، وفي (سفينة البحار) 1119، وفي (آداب اللغة) 1104، والذي اختاره مشايخنا من سنة 1120 هو المعتضد بأن المترجم له نفسه نص علي قدومه إلي اصبهان سنة 1117، وقال الشيخ علي الحزين في (التذکرة): إني أدرکته بها سنين.

توجد ترجمته في أمل الآمل، رياض العلماء، نسمة السحر ج 2، تذکرة الشيخ علي الحزين، السوانح له أيضا، نشوة السلافة لابن بشارة، رياض الجنة للزنوزي، تتميم أمل الآمل للسيد ابن شبانة، نجوم السماء ص 176، روضات الجنات ص 412، المستدرک 386:3، سفينة البحار 245:2، معجم المطبوعات ص 244، آداب اللغة العربية 285:3، مجلة المرشد العراقي 197:1، وفي غير واحد من أعداد (المرشد) نشر شطر من شعره.

ومن غرر شعر شاعرنا المدني قوله يمدح به أميرالمؤمنين عليه السلام لما ورد إلي النجف الاشرف مع جمع من حجاج بيت الله:


يا صاح! هذا المشهد الاقدس
قرت به الاعين والانفس


والنجف الاشرف بانت لنا
أعلامه والمعهد الانفس


والقبة البيضاء قد أشرقت
ينجاب عن لالائها الحندس


حضرة قدس لم ينل فضلها
لا المسجد الاقصي ولا المقدس


حلت بمن حل بها رتبة
يقصر عنها الفلک الاطلس


تود لو کانت حصا أرضها
شهب الدجي والکنس الخنس[2] .


وتحسد الاقدام منا علي
السعي إلي أعتابها الارؤس


فقف بها والثم ثري تربها
فهي المقام الاطهر الاقدس


وقل: صلاة وسلام علي
من طاب منها الاصل والمغرس


خليفة الله العظيم الذي
من ضوئه نور الهدي يقبس


نفس النبي المصطفي أحمد
وصنوه والسيد الارؤس


العلم العيلم بحر الندا
وبره والعالم النقرس[3] .

[صفحه 351]

فلينا من نوره مقمر
ويومنا من ضوءه مشمس


اقسم بالله وآياته
ألية تنجي ولا تغمس


إن علي بن أبي طالب
منار دين الله لا يطمس


ومن حباه الله أنباء ما
في کتبه فهو لها فهرس


أحاط بالعلم الذي لم يحط
بمثله بليا ولا هرمس[4] .


لولاه لم تخلق سماء ولا
أرض ولا نعمي ولا ابؤس


ولا عفي الرحمن عن آدم
ولا نجا من حوته يونس


هذا أميرالمؤمنين الذي
شرايع الله به تحرس


وحجة الله التي نورها
کالصبح لا يخفي ولا يبلس


تالله لا يجحدها جاحد
إلا امرء في غيه مرکس


المعلن الحق بلا خشية
حيث خطيب القوم لا ينبس


والمقحم الخيل وطيس الوغي
إذا تناهي البطل الاحرس


جلبابه يوم الفخار التقي
لا الطيلسان الخز والبرنس[5] .


يرفل من تقواه في حلة
يحسدها الديباج والسندس


يا خيرة الله الذي خيره
يشکره الناطق والاخرس


عبدک قد أمک مستوحشا
من ذنبه للعفو يستأنس


يطوي إليک البحر والبر لا
يوحشه شئ ولا يونس


طورا علي فلک به سابح
وتارة تسري به عرمس[6] .


في کل هيماء يري شوکها
کأنه الريحان والنرجس


حتي أتي بابک مستبشرا
ومن أتي بابک لا ييأس


أدعوک يا مولي الوري موقنا
ان دعائي عنک لا يحبس

[صفحه 352]

فنجني من خطب دهر غدا
للجسم مني أبدا ينهس[7] .


هذا ولولا أملي فيک لم
يقر بي مثوي ولا مجلس


صلي عليک الله من سيد
مولاه في الدارين لا يوکس[8] .


ما غردت ورقاء في روضة
وما زهت أغصانها الميس


صفحه 350، 351، 352.








  1. ذکر شيخنا النوري في المستدرک، 1066 وفيه تصحيف.
  2. النجوم کلها والسيارات منها.
  3. النقرس: الطبيب الماهر المدقق.
  4. لهرامسة ثلاثة: هرمس الاول وهو عند العرب ادريس، وعند العبرانيين اخنوخ وهو اول من درس الکتب ونظر في العلوم وانزل الله عليه صحائف. هرمس الثاني کان بعد الطوفان، کان بارعا في علم الطب والفلسفة. هرمس الثالث. سکن مصر وکان بعد الطوفان، وکان طبيبا فيلسوفا عالما.
  5. البرنس: قلنسوة طويلة کانت تلبس في صدر الاسلام.
  6. العرمس: الناقة الصلبة الشديدة.
  7. نهس: اخذ بمقدم اسنانه: نهست الحية. نهشت. نهس الکلب: قبض بالفم.
  8. وکس: نقص. ووکس وأوکس: خسر.