غديرية السيد علي خان المدني











غديرية السيد علي خان المدني



المولود 1052، المتوفي 1120


سفرت اميمة ليلة النفر
کالبدر أو أبهي من البدر


نزلت مني ترمي الجمار وقد
رمت القلوب هناک بالجمر


وتنسکت تبغي الثواب وهل
في قتل ضيف الله من أجر


إن حاولت أجرا فقد کسبت
بالحج أصنافا من الوزر؟


نحرت لواحظها الحجيج کما
نحر الحجيج بهيمة النحر


ترمي وما تدري بما سفکت
منها اللواحظ من دم هدر


الله لي من حب غانية
ترمي الحشا من حيث لا تدري


بيضاء من کعب وکم منعت
کعب لها من کاعب بکر؟


زعمت سلوي وهي سالية
کلا ورب البيت والحجر


ما قلبها قلبي فأسلوها
يوما ولا من أمرها أمري


أبکي وتضحک إن شکوت لها
حر الصدود ولوعة الهجر


وعلي وفور ثراي لي ولها
ذل الفقير وعزة المثري


لم يبق مني حبها جلدا
إلا الحنين ولاعج الذکر


ويزيد غلي الماء ما ذکرت
والماء يثلج غلة الصدر


قد ضل طالب غادة حميت
في قومها بالبيض والسمر


ومؤنب في حبها سفها
نهنهته عن منطق الهجر


يزداد وجدي عن سلامته
فکأنه بملامه يغري


لا يکذبن الحب أليق بي
وبشيمتي من سبة الغدر

[صفحه 345]

هيهات يأبي الغدر لي نسب
اعزي به لعلي الطهر


خير الوري بعد الرسول ومن
حاز العلا بمجامع الفخر


صنو النبي وزوج بضعته
وأمينه في السر والجهر


إن تنکر الاعداء رتبته
شهدت بها الآيات في الذکر


شکرت حنين له مساعيه
فيها وفي احد وفي بدر


سل عنه خيبر يوم نازلها
تنبيک عن خبر وعن خبر


من هد منها بابها بيد
ورمي بها في مهمه قفر؟


واسئل برائة حين رتلها
من رد حاملها أبابکر؟


والطير إذ يدعو النبي له
من جائه يسعي بلا نذر؟


والشمس إذا أفلت لمن رجعت
کيما يقيم فريضة العصر؟


وفراش أحمد حين هم به
جمع الطغاة وعصبة الکفر


من بات فيه يقيه محتسبا
من غير ما خوف ولا ذعر؟


والکعبة الغراء حين رمي
من فوقها الاصنام بالکسر


من راح يرفعه ليصدعها
خير الوري منه علي الظهر؟


والقوم من أروي غليلهم
إذ يجأرون بمهمه قفر؟


والصخرة الصماء حولها
عن نهر ماء تحتها يجري


والناکثين غداة أمهم
من رد امهم بلا نکر


والقاسطين وقد أضلهم
غي ابن هند وخدنه عمرو


من فل جيشهم علا مضض
حتي نجوا بخدايع المکر؟


والمارقين من استباحهم
قتلا فلم يفلت سوي عشر؟


و (غدير خم) وهو أعظمها
من نال فيه ولاية الامر؟


واذکر مباهلة النبي به
وبزوجه وابنيه للنفر


وقرأ وأنفسنا وأنفسکم[1] .
فکفي بها فخرا مدي الدهر


هذي المفاخر والمکارم لا
قعبان من لبن ولا خمر؟[2] .

[صفحه 346]

وله في مدح الامام أميرالمؤمنين عليه السلام قوله في ديوانه المخطوط:


أميرالمؤمنين فدتک نفسي
لنا من شأنک العجب العجاب


تولاک الاولي سعدوا ففازوا
وناواک الذين شقوا فخابوا


ولو علم الوري ما أنت أضحوا
لوجهک ساجدين ولم يحابوا


يمين الله لو کشف المغطي
ووجه الله لو رفع الحجاب


خفيت عن العيون وأنت شمس
سمت عن أن يجللها سحاب


وليس علي الصباح إذا تجلي
ولم يبصره أعمي العين عاب


لسر ما دعاک أبا تراب
محمد ن النبي المستطاب


فکان لکل من هو من تراب
إليک وأنت علته انتساب


فلولا أنت لم يخلق سماء
ولو لا أنت لم يخلق تراب


وفيک وفي ولائک يوم حشر
يعاقب من يعاقب أو يثاب


بفضلک أفصحت تورية موسي
وإنجيل بن مريم والکتاب


فيا عجبا لمن ناواک قدما
ومن قوم لدعوتهم أجابوا


أزاغوا عن صراط الحق عمدا
فضلوا عنک أم خفي الصواب؟


أم أرتابوا بما لا ريب فيه
وهل في الحق إذ صدع ارتياب؟


وهل لسواک بعد (غدير خم)
نصيب في الخلافة أو نصاب؟


ألم يجعلک مولاهم فذلت
علي رغم هناک لک الرقاب؟


فلم يطمح إليها هاشمي
وإن أضحي له الحسب اللباب؟


فمن تيم بن مرة أو عدي
وهم سيان إن حضروا وغابوا


لئن جحدوک حقک عن شقاء؟
فبالاشقين ما حل العقاب؟


فکم سفهت عليک حلوم قوم
فکنت البدر تنبحه الکلاب؟


صفحه 345، 346.








  1. سورة آل عمران آية 61.
  2. أخذناها من ديوانه المخطوط تناهز 61 بيتا.