ترجمة شيخنا الحر العاملي











ترجمة شيخنا الحر العاملي



محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحسين بن عبدالسلام بن عبدالمطلب بن علي ابن عبدالرسول بن جعفر بن عبد ربه بن عبدالله بن مرتضي بن صدرالدين بن نورالدين ابن صادق بن حجازي بن عبدالواحد بن الميرزا شمس الدين بن الميرزا حبيب الله بن علي بن معصوم بن موسي ابن جعفر بن الحسن بن فخر الدين بن عبدالسلام بن الحسين بن نورالدين بن محمد بن علي بن يوسف بن مرتضي بن حجازي بن محمد بن باکير بن الحر الرياحي المستشهد أمام الامام السبط الشهيد يوم الطف سلام الله عليه وعلي أصحابه.

هذا الحر الشهيد في الطف يوم الامام السبط الطاهر هو مؤسس الشرف الباذخ لآله الاکارم، الذين فيهم أعلام الدين، وأساطين المذهب، وصيارفة الکلام، وقادة الفکر، ونوابغ الخطابة والکتابة، ومهرة الفقه، وأئمة الحديث، وحملة الفضل والادب، وصاغة القريض، وأشهرهم في تلکم الفضائل کلها شيخنا المترجم له الذي لا تنسي مآثره، ولا يأتي الزمان علي حلقات فضله الکثار، فلا تزال متواصلة العري ما دام لاياديه المشکورة عند الامة جمعاء أثر خالد، وإن من أعظمها کتاب وسائل الشيعة

[صفحه 336]

في مجلداتها الضخمة التي تدور عليها رحي الشريعة، وهو المصدر الفذ لفتاوي علماء الطايفة، وإذا ضم إليه مستدرکه الضخم الفخم لشيخنا الحجة النوري[1] المناهز لاصله کما وکيفا فمرج البحرين يلتقيان، وکان غير واحد من المحققين لا يصدر الفتيا إلا بعد مراجعة الکتابين معا. نعم: لاهل الاستنباط النظر في أسانيد ما حواه الکتابان من الاحاديث، وأنت لا تقرأ في المعاجم ترجمة لشيخنا الحر إلا وتجد جمل الثناء علي کتابه الحافل (وسائل الشيعة) مبثوثة فيها، وقد أحسن وأجاد أخوه العلامة الصالح في تقريظه بقوله:


هذا کتاب علا في الدين رتبته
قد قصرت دونها الاخبار والکتب


ينير کالشمس في جو القلوب هدي
فتنتحي؟ منه عن أبصارنا الحجب


هذا صراط الهدي ما ضل سالکه
إلي المقامة بل تسمو به الرتب


إن کان ذا الدين حقا فهو متبع
حقا إلي درجات المنتهي سبب


فشيخنا المترجم له درة علي تاج الزمن، وغرة علي جبهة الفضيلة، متي استکنهته تجد له في کل قدر مغرفة، وبکل فن معرفة، ولقد تقاصرت عنه جمل المدح، وزمر الثناء، فکأنه عاد جثمان العلم، وهيکل الادب، وشخصية الکمال البارزة، وإن من آثاره أو من مآثره تدوينه لاحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام في مجلدات کثيرة، وتأليفه لهم بإثبات إمامتهم، ونشر فضائلهم، والاشادة بذکرهم، وجمع شتات أحکامهم وحکمهم، ونظم عقود القريض في إطرائهم، وإفراغ سبائک المدح في بوتقة الثناء عل د؟ ولقد أ؟ قت له الذکر الخالد کتبه القيمة، منها:

1- ديوان شعره يناهز عشرين ألف بيت في مدح النبي صلي الله عليه وآله والائمة عليهم السلام

2- کشف التعمية في حکم التسمية، في تسمية الامام المنتظر.

3- نزهة الاسماع في حکم الاجماع، في صلاة الجمعة.

4- بداية الهداية في الواجب والمحرم المنصوص عليهما.

5- رسالة فيها نحو من ألف حديث رد علي الصوفية.

6- أمل الآمل في علماء جبل عامل وجملة من غيرهم

[صفحه 337]

7- إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات مجلد ان يشتمل علي أکثر من عشرين ألف حديث.

8- تحرير وسائل الشيعة وتحبير وسائل الشريعة. شرح کتابه الوسائل.

9- هداية الامة إلي أحکام الائمة ثلث مجلدات منتخبة من الوسائل.

10- منظومة في تواريخ النبي صلي الله عليه وآله والائمة عليهم السلام.

11- فهرست وسائل الشيعة الموسوم ب د: من لا يحضره الامام.

12- الصحيفة الثانية من أدعية الامام علي بن الحسين عليه السلام.

13- الفصول المهمة في اصول الائمة عليهم السلام.

14- الايقاظ من الهجعة بالبرهان علي الرجعة.

15- الجواهر السنية في الاحاديث القدسية.

16- تنزيه المعصوم عن السهو والنسيان.

17- الفوايد الطوسية: نحو عشر رسالة.

18- العربية العلوية واللغة المروية.

19- رسالة في أحوال الصحابة.

20- رسالة في تواتر القرآن.

21- رسالة في خلق الکافر.

22- منظومة في المواريث.

23- منظومة في الزکاة.

24- منظومة في الهندسة.

25- رسالة في الرجال.

قرأ شيخنا الحر علي أبيه الشيخ حسن بن علي المتوفي 1062 وعلي

عمه الشيخ محمد بن علي المتوفي 1081 وعلي جده لامه:

الشيخ عبدالسلام بن محمد الحر وعلي خال أبيه:

الشيخ علي بن محمود العاملي. وعلي

الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن صاحب المعالم، وعلي

[صفحه 338]

الشيخ حسين الظهيري. وغيرهم.

يروي بالاجازة[2] عن أبي عبدالله الحسين بن الحسن بن يونس العاملي وعن العلامة المجلسي، وهو آخر من أجاز له کما ينص عليه هو في إجازة له.

ويروي عنه بالاجازة[3] العلامة المجلسي، و

الشيخ محمد فاضل[4] بن محمد مهدي المشهدي و

السيد نورالدين بن السيد نعمة الله الجزائري بالاجازة المورخة ب د 1098 و

الشيخ محمود بن عبدالسلام البحراني کما في المستدرک 390:3.

ولد في قرية مشغر[5] ليلة الجمعة ثامن رجب 1033 وأقام في بيئة محتده أربعين عاما، وحج فيها مرتين، ثم سافر إلي العراق فزار الائمة عليهم السلام ثم اتيحت له زيارة الامام أبي الحسن الرضا عليه السلام، وقطن ذلک المشهد الطاهر، وحج في خلال إقامته به مرتين، وزار أئمة العراق ايضا مرتين، واعطي شيخوخة الاسلام وحاز منصب القضاء، إلي أن توفي في يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 1104 ودفن في الصحن العتيق الشريف إلي جنب مدرسة ميرزا جعفر، وقبره معروف يزار قدس الله سره ونور ضريحه.

ومن شعره قوله من قصيدة محبوکة الاطراف الاربعة:


فإن تخف في الوصف من إسراف
فلذ بمدح السادة الاشراف


فخر لهاشمي أو منافي
فضل سمي مراتب الآلاف


فعلمهم للجهل شاف کاف
وفضلهم علي الانام واف


فاقوا الوري منتعلا وحاف
فضلا به العدو ذو اعتراف


فهاکه محبوکة الاطراف
فمن غريب ما قفاه قاف


وله:


کم حازم ليس له مطمع
إلا من الله کما قد يجب

[صفحه 339]

لاجل هذا قد غدا رزقه
جميعه من حيث لا يحتسب


وله:


ذوات خال خدها مشرق
نورا کرکن الحجر الاسود


کعبة حسن ولها برقع
من الحرير المحض والعسجد


قد أکسبت کل امرئ فتنة
حتي إمام الحي والمسجد


کم هام إذ شاهدها جاهل
بل هام فيها عالم المشهد


وله:


لا تکن قانعا من الدين بالدون
وخذ في عبادة المعبود واجتهد


في جهاد نفسک وابذل
في رضي الله غاية المجهود


وله في مديح العترة الطاهرة:


قلما فاخروا سواهم وحاشا
ذهبا أن يفاخر الفخارا[6] .


وأري قولنا: الائمة خير
من فلان ومن فلان عارا


إنما سبقهم لبکر وعمرو
مثل ما يسبق الجواد الحمارا


إنني ذو براعة وإقتدار
جاوز الحد في الانام اشتهارا


وإذا رمت وصف أدني علاهم
لا أري لي براعة واقتدارا


وله


من قصيدة ثمانين بيتا خالية من الالف في مدح العترة عليهم السلام:


وليي علي حيث کنت وليه
ومخلصه بل عبد عبد لعبده


لعمرک قلبي مغرم بمحبتي
له طول عمري ثم بعد لولده


وهم مهجتي هم منيتي هم ذخيرتي
وقلبي بحبيهم مصيب لرشده


وکل کبير منهم شمس منبر
وکل صغير منهم شمس مهده


وکل کمي منهم ليث حربه
وکل کريم منهم غيث وهده


بذلت له جهدي بمدح مهذب
بليغ ومثلي حسبه بذل جهده


وکلفت فکري حذف حرف مقدم
علي کل حرف عند مدحي لمجده


وله من قصيدة:

[صفحه 340]

أنا حر لکن کرق لخود[7] .
سلبتني سکينة ووقارا


کل حسن من الحرائر لا
بل من إماء يستعبد الاحرارا


وهوي المجد والملاح وأهل ال د
بيت في القلب لم يدع لي قرارا


راجع أمل الآمل 448، إجازات البحار 159 و 158 و 126، سلافة العصر 367، لؤلؤة البحرين، روضات الجنات ص 544، مستدرک الوسائل 390:3، سفينة البحار 1 ص 242، الفوائد الرضوية 473:2، شهداء الفضيلة 210 وفيه تراجم جمع من رجالات هذه الاسرة الکريمة وأعلام بيت الحر الفطاحل.

[صفحه 341]


صفحه 336، 337، 338، 339، 340، 341.








  1. راجع ما مر في هذا الجزء صفحة.
  2. اجاز له سنة 1051 وهو اول من اجاز له کما في اجازات البحار ص 160.
  3. اجازته له توجد في البحار 159:25، مؤرخة بسنة 1085.
  4. مؤرخة ب 1085، توجد في اجازات البحار ص 158.
  5. إحدي قري عاملة.
  6. الفخار: الخزف.
  7. الخود: المرأة الشابة.