غديرية أبي محمد ابن صنعان











غديرية أبي محمد ابن صنعان



نهج البلاغة روضة ممطورة
بالنور من سبحات وجه الباري


أو حکمة قدسية جليت بها
مرآة ذات الله للنظار


أو نور عرفان تلالا هاديا
للعالمين مناهج الابرار


أو لجة من رحمة قد أشرقت
بالعلم فهي تموج بالانوار


خطب روت ألفاظها عن لؤلؤ
من مائه بحر المعارف جاري


وتهللت کلماتها عن جنة
حفت من التوحيد بالنوار


وکأنها عين اليقين تفجرت
من فوق عرش الله بالانهار


حکم کأمثال النجوم تبلجت
من ضوء ما ضمنت من الاسرار


کشف الغطاء بيانها فکأنها
للسامعين بصائر الابصار


وتري من الکلم القصار جوامعا
يغنيک عن سفر من الاسفار


لفظ يمد من الفؤاد سواده
والقلب منه بياض وجه نهار


وجلي عن المعني السواد کأنه
صبح تبلج صادق الاسفار


من کل عاقلة الکمال عقيلة
تشتاف فوق مدارک الافکار


عن مثلها عجز البليغ وأعجزت
ببلاغة هي حجة الاقرار


وإذا تأملت الکلام رأيته
نطقت به کلمات علم الباري


ورأيت بحرا بالحقايق طاميا
من موجه سفن العلوم جواري


ورأيت أن هناک برا شاملا
وسع الانام کديمة مدرار


ورأيت أن هناک عفو سماحة
في قدرة تعلو علي الاقدار


ورأيت أن هناک قدرا ماشيا
عن کبرياء الواحد القهار

[صفحه 331]

قدر الذي بصفاته وسماته
ممسوس ذات الله في الآثار[1] .


مصباح نور الله مشکاة الهدي
فتاح باب خزائن الاسرار


صنو الرسول وکان أول مؤمن
عبد الاله کصنوه المختار


وبه أقام الله دين نبيه
وأتم نعمته علي الاخيار[2] .


صفحه 331.








  1. اشار إلي ما أخرجه ابونعيم في (حلية الاولياء) 68:1 مرفوعا: لا تسبوا عليا فانه ممسوس في ذات الله.
  2. اشار إلي قوله تعالي: اليوم أکملت لکم دينکم واتممت عليکم نعمتي. النازل يوم الغدير في علي اميرالمؤمنين کما فصلنا القول فيه في الجزء الاول ص 230 تا 238 ط 2.