اساتذه البهائي ومشايخه











اساتذه البهائي ومشايخه



إن رحلات شيخنا الاکبر (البهائي) لاقتناء العلوم ردحا من عمره، واسفاره البعيدة إلي أصقاع العالم دون ضالته المنشودة، وتجوله دهرا في المدن والامصار وراء أمنيته الوحيدة، واجتماعه في الحواضر الاسلامية مع أساطين الدين، وعباقرة المذهب، وأعلام الامة، وأساتذة کل علم وفن، ونوابغ الفواضل والفضايل، تستدعي کثرة مشايخه في الاخذ والقرائة والرواية غير ان المذکور منهم في غضون المعاجم:

1- الشيخ والده المقدس الحسين بن عبدالصمد، أخذ منه ويروي عنه.

2- الشيخ عبدالعالي الکرکي المتوفي 993 ابن المحقق الکرکي المتوفي 940.

3- الشيخ محمد بن محمد بن أبي اللطيف المقدسي الشافعي، يروي عنه شيخنا

[صفحه 251]

البهائي وله منه إجازة توجد في اجازات البحار ص 110 مؤرخة بسنة 992.

4- الشيخ المولي عبدالله اليزدي المتوفي 981 صاحب الحاشية، أخذ منه کما في (خلاصة الاثر) وغيرها.

5- المولي علي المذهب المدرس تلمذ له في العلوم الرياضية.

6- القاضي المولي أفضل القايني.

7- الشيخ أحمد الکجائي[1] الکهدمي المعروف بپير أحمد، قرأ عليه في قزوين.

8- النطاسي المحنک عماد الدين محمود، قرأ عليه في الطب.

قال المولي المحبي في (خلاصة الاثر) 441:3: کان يجتمع مدة إقامته بمصر بالاستاذ محمد بن أبي الحسن البکري، وکان الاستاذ يبالغ في تعظيمه، فقال له مرة: يا مولانا! أنا درويش فقير کيف تعظمني هذا التعظيم؟ قال: شممت منک رائحة الفضل، وامتدح الاستاذ بقصيدته المشهورة التي مطلعها:


يا مصر سقيا لک من جنة
قطوفها يانعة؟ دانيه


ثرابها کالتبر في لطفه
وماؤها کالفضة الصافيه


قد أخجل المسک نسيم لها
وزهرها قد أرخص الغاليه


دقيقة أصناف أوصافها
ومالها في حسنها ثانيه


منذ أنخت الرکب في أرضها
نسيت أصحابي وأحبابيه


فيا حماها الله من روضة
بهجتها کافية شافيه


فيها شفاء القلب أطيارها
بنغمة القانون کالداريه


ويقول فيها:


من شاء أن يحيا سعيدا بها
منعما في عيشة راضيه


فليدع العلم وأصحابه
وليجعل الجهل له غاشيه


والطب والمنطق في جانب
والنحو والتفسير في زاويه


وليترک الدرس وتدريسه
والمتن والشرح مع الحاشيه


إلام يادهر وحتي متي
تشقي بأيامک أياميه؟

[صفحه 252]

وهکذا تفعل في کل ذي
فضيلة أو همة عاليه


تحقق الآمال مستعطفا
وتوقع النقص بآماليه


فإن تکن تحسبني منهم
فهي لعمري ظنة واهيه


دع عنک تعذيبي وإلا فأشک د
وک إلي ذي الحضرة العاليه[2] .


وقال في الخلاصة ص 441 و 440: زار النبي عليه الصلاة والسلام، ثم أخذ في السياحة، فساح ثلاثين سنة، واجتمع في اثناء ذلک بکثير من أهل الفضل، ثم عاد وقطن بأرض العجم إلي أن قال: وصل إلي اصفهان فوصل خبره إلي سلطانها شاه عباس فطلبه لرياسة علمائها فوليها وعظم قدره، وارتفع شأنه، إلا أنه لم يکن علي مذهب الشاه في زندقته لانتشار صيته في سداد دينه، إلا انه غالي في حب آل البيت.

قال الاميني: ما أجرأ الرجل علي الوقيعة في مؤمن يقول: ربي الله؟ وبذاءه اللسان علي العلوي الطاهر عاهل البلاد في يومه، ورميه إياه بالزندقة، ومن المعلوم نزاهة هذا الملک السعيد في دينه ومذهبه وأعمال وأفعاله وتروکه، ولم يکن إلا علي مذهب أعلام امته وفي مقدمهم شيخنا البهائي، ولم يؤثر عنه إلا ما هو حسنة وقته، وزينة عصره- وزينة کل عصر- من موالاة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، وتأييد مذهبهم الحق، لکن الرجل مندفع بدافع البغضاء فيقذف ولا يکترث، ويقول ولا يبالي، شنشنة أعرفها من أخزم.

وليت شعري أي غلو وقف عليه في حب الشيخ الاجل آل بيت نبيه الاطهر؟ نعم: لم يجد شيئا من الغلو لکنه يحسب کل فضيلة رابية جعلها الله سبحانه لآل الرسول صلي الله عليه وآله وکل عظمة اختصهم بها غلوا، وهذا من عادة القوم سلفا وخلفا، وإلي الله المشتکي.


صفحه 251، 252.








  1. قرية من کهدم من بلاد کيلان.
  2. وذکرها الخفاجي في ريحانة الالباء.