غديرية الشيخ البهائي
رعي الله ليلة بتنا سهاري[1] . ولما سري النجم والبدر حارا وصيرت الليل منها النهارا وکنا بجنح الدجي أدعج فقامت لساق لها مدلج کما طلع البدر حين استنارا تبدت بنور لها لائح وخد بماء الحيا ناضح کزهر الاقاح إذا ما استنارا شربنا لداء الهموم الدوا حللنا علي النيرين السوي ونور الصباح لدينا استنارا هوينا رداحا حجازية فمدت إلينا سراحية کأنا نقابل منها شرارا سقينا مداما مجوسية [صفحه 245] قديمة عهد رمانية تدب النفوس اليها افتقارا فقم إنما الديک قد نبها جلت حين ساقي الهوي صبها يقبل في طخية الليل نارا وبي غارة رنحت قدها وقد جعلت مقلتي خدها جلسنا صحاوي وقمنا سکاري نعمنا أخلاء دون الانام ألم ترنا إذ هجرنا المنام ونحن نميس کلانا حياري؟ فلله مجلسنا باللوي إذا نزعت من نزيل الجوي تستر بالغيم الجلنارا لها وجه سعد يزيل الشقا وتشفي عليل الهوي منطقا توجهه خيفة واستنارا هلال السما من سناها يغيب ألا إن هذا لشيئ عجيب تلبس هذا وهذا تواري أضاء الدجا نورها حين لاح أزلنا الهموم بذات الوضاح وفر الدجا من ضياها فرارا فيا ظبية طال يا للرجال؟! [صفحه 246] ففر وقد صح فيه المثال عن الطهر حيدرة حين غارا إمام البرية أصل الاصول فتي حبه الله ثم الرسول حوي في الزمان الندي والفخارا فياويح من لم ينل مرة فطوبي لمن زاره مرة تبيد السهول وتفري القفارا إذا شئت ترضي إله السما وتسقي من الحوض يوم الظما وجئت من البعد تلک الديارا وقابلت مثوي علي الولي وشاهدت حبل الاله القوي فلا تذق النوم إلا غرارا فحط الرحال بذاک المحل وکن لسما قبره مستهل وسر في الغمار وشم الغبارا فإن طعت رب السما فارضه وضاعف ثوابک من فرضه وقل: يا رعي الله مغناک دارا إذا جئت ذاک الحمي سلما وزر قبر من بالمعالي سما يعم الشعاع ويغشي الديارا إذا لم تکن حاضرا عصره فقف عنده وامتثل امره [صفحه 247] حويت الزمان وحزت الفخارا؟ وقف والها وابر من ضده ولا تبرح الارض من عنده سلام محب تنائا ديارا ألا زره ثم احظ في قربه وقم والتثم ترب أعتابه معفر خديک فيه احتقارا ويامن أتي بعد قطع الفلا تمسک به فهو عفد الولا سوي حيدر لا يفک الاساري وکثر بکاک بذاک المکان عبيدک يرجو لديک الامان وفيک من الحادثات استجارا مواليک مستأثر في يديک أتاک من الذنب يشکو اليک وبعد المهيمن فيک استجارا إليک التجي يا سفين النجاة! فقه محنة القبر عند المماة فتي لا يضيم له الدهر جارا إمام له خص رب السما ومأوي الطريد وحامي الحما أبي أن يري في الحروب الضرارا إمام تحن المطايا إليه غدا أرتجي شربة من يديه ولا غيره کان لي مستجارا [صفحه 248] فما خاب من يشتکي حاله إله السما وارتضي ماله به کلها ووقاه العثارا إمام به الشرک عني خفي وواخاه واختاره المصطفي ورکن الهدي ودليل الحياري لنا أظهر الدين لما خفي ولي الاله التقي الوفي فضيلته وارتضاه جهارا فکم في الوغي بطلا قد أذل نعم: هو رب العطاء الاجل في إثره حيث سارا به انتصر الدين لما فشا له مفخر في البرايا فشي سوي ما ادعته بعيسي النصاري إمام لدي الحوض يسقي العطاش علي الذي قدره لا يناش وصاحبه حيث جاء المغارا علي أميري ونعم الامير وکان لاحمد نعم النصير من الله نصا به واختيارا علي إمامي وإلا فلا توليته وهو عقد الولا محلا وأزکي قريش نجارا هدي الخلق في دينه المستقيم [صفحه 249] ونال الرضا من إله کريم وسر البساط الذي فيه سارا أيا سيدي! يا أخا المصطفي! عليک سلامي لوقت الوفا بليل وما حادي العيس سارا (القصيدة وتخميسها)[2] .
المولود 953، المتوفي 1031
خلعنا بحب العذاري العذارا
أماطت ذات الخمار الخمارا
وبعض إلي بعضنا ملتجي
وجاءت تشمر من أبلج
ووجه لبدر الدجا فاضح
وتبسم عن أشنب واضح
وشبنا نسيم الهوي بالهوي
وقد حلک الليل عنا انطوي
فبحنا ضمائر مخفية
تناول صهباء قانية
کما التبر حمراء مصرية
مشعشة ارجوانية
إلي خمرة فاز من حبها
کأن النديم إذا عبها
حميا الصبا والفت ضدها
ولم أنس مجلسنا عندها
بتلک الربوع وتلک الخيام
تميل بنا عذبات المدام
لکل المني والهنا قد حوي
فقامت وقد عاث فيها الهوي
وقد حکي غصنا مورقا
تريع کما ريع ظبي النقا
ومن قدها الغصن مضني کئيب
إذ البدر أبصرها والقضيب
بوجه سبي حسن کل الملاح
سقتنا إلي حين بان الصباح
نقمنا بها في لذيد الوصال
کما فر جيش العدا بالنزال
شفيع الانام بيوم مهول
وصي النبي وزوج البتول
لمن فاق بدر السما غرة
فياراکبا يمتطي حرة
وتهدي إلي الرشد بعد العمي
إذا ما انتهي السير نحو الحمي
وأظهرت حب الصراط السوي
وواجهت بعد سراک الغري
وعن أرضه قدما لا تزل
وقف وقفة البائس المستذل
فحب الائمة من فرضه
وعفر خدودک في أرضه
وکن والها بالفنا مغرما
فثم تري النور ملؤ السما
فکن بالبکا مدرکا نصره
وقل سائلا: کيف يا قبره!
وبث إليه الهوي وابده
وأبلغه يا صاح! من عبده
لتکسب أجرا وتنجو به
وأظهر عناک بأبوابه
إمام الهدي وشفيع الملا!
فمن کان مستأثرا في البلا
وقل: يا قسيم اللظي والجنان
دعاه البلا وجفاه الزمان
ولم يکل الفک إلا عليک
أبت نفسه الذل إلا لديک
وعن حبکم ماله في الحياة
فأنت وإن حلت النازلات
وفي يده الحوض يوم الظما
أبي أن يباح حماه کما
وتزوي ذنوب البرايا لديه
وليس المعول إلا عليه
لمن في الوصية أوحي له
فان الذي ناط اثقاله
وللظلم والفسق عنا نفي
خلاصة أهل التقي والوفا
ومن ذکره کم عليل شفي؟
علي الذي شهد الله في
وآوي کريما وکهفا أظل
يحل الندي به حيث حل ويرحل
وأخضبت الارض لما مشي
فتي قل بتعظيمه ماتشا
بيوم تري الخلق مثل الفراش
فدي أحمدا بمبيت الفراش
مجيري غدا من لهيب السعير
وواخاه أمرا غداة (الغدير)
ومن خصه الله رب العلا
أعز الوري وأجل الملا
کما انتصروا فيه أهل الرقيم
ويا فلک نوح ونار الکليم!
ومن لک بعد النبي الصفا!
متي ما أصا بارق واختفي
صفحه 245، 246، 247، 248، 249.