غديرية زين الدين الحميدي











غديرية زين الدين الحميدي



المتوفي 1005


صاح! عرج علي قباب قباء
وارتقب خلوة عن الرقباء


لا تکن لاهيا بسعدي وسلمي
لا ولا معجبا بجر قباء


وتدلل لسادة في فؤادي
لهم مسکن حصين البناء


وتلطف وارو حديثا قديما
عن غرام نام حشا أحشائي


وتعطف وانشر لهم طي وجدي
وهيامي بهم وطول بکائي


قل: ترکنا صباصبا في هواکم
وتباريح الهجر في برحائي


قد وهي في الهوي تجلده وال د
نوم کالصبر عنه قاص ونائي


بين واش وشي بافتراء
وعذول يعزي إلي العواء


وجنان عن التسلي جبان
ودموع ممزوجة بدماء


وزفير لولا المدامع تهمي
لشواه قد صار خلف عناء


شاقه نشق طيب مأوي الفخر
والمجد والعلي والهناء


مهبط الوحي منزل العز مثوي الفضل
دار الثنا محل البهاء


تربة تربها علي التبر يسمو
وضياها يفوق ضوء ذکاء


بقعة فضلت علي العرش والکرسي
فضلا عن سائر البطحاء


موطن حل فيه خير نبي
متحل بأشرف الاسماء


أحمد الحامدين محمود فعل
خص بالحوض واللوا والولاء


حسن محسن رؤف رحيم
خاتم الرسل صفوة الاصفياء


أعبد العابدين بر کريم
منه کانت مکارم الکرماء

[صفحه 239]

رحمة الله للخلائق طرا
فبه منه رحمة الرحماء


أعذب الخلق منطقا أصدق الناس
مقالا ما فاه بالفحشاء


أعرف العارفين أخوف خلق الله
منه في جهره والخفاء


کل ما في الوجود من أجله اوجد
لا تفتقر إلي استثناء


أکمل الکاملين کل کمال
منه فضلا سري إلي الفضلاء


فبه آدم تعلم ما لم
يدره غيره من الاسماء


وبه في السفين نجي نوح
ونجا يونس من الغماء


حر نار الخليل قد صار بردا
إذ به کان حالة الالقاء


أي حر يقوي بمن کانت السحب
له في الهجير أقوي وقاء


کشف الضر منه عن جسم أيوب
واوتي ضعفا من الآلاء


وبه قد علا لادريس شأن
والذبيحان أنقذا بالفداء


منه سر سري لعيسي فأحيا
دارسا مذ دعاه بعد البلاء


وکذا أکمها وأبرص أبرا
فشفاذا وذاک أوفي شفاء


هو من قبل کل خلق نبي
لا تقف عند حد طين وماء


کان نور الاله إذ ذاک فاستودع
ضمنا بمبدأ الآباء


فتلقاه من شريف شريف
من لدن آدم ومن حواء


مودع في کرائم من کرام
عن سفاح تنزهوا وخناء


فأتي الفخر منه آمنة إذ
کان منها له أجل وعاء


حملته فلم تجد منه ثقلا
حال حمل کما يري بالنساء


فهنيئا به لها إذ بخير الخلق
جاءت وسيد الانبياء


وضعته فکان في الوضع رفع
وارتفاع للحق والاهواء


أبرزته شمسا محا غيهب الشرک
ومنها استضاء کل ضياء


وبميلاده بدت معجزات
فرأي المشرکون هول المرائي


أطفئت نارهم ليعلم أن قد
جاء من کفرهم به في انطفاء


أي نار تري وبالنور لاحت
دور بصري لمن بمکة رائي؟

[صفحه 240]

وبکسر الايوان قد آن جبر
وانکسار للدين والاعداء


وأکبت أوثانهم فأحسوا
بمبادي الوبال والاوباء


وعيون سيلت بساوة ساوت
حيث غيصت مقعرا الغبراء


يالها ليلة لنا اسفرت عن
بدر تم محا دجي الظلماء


ليلة شرفت علي کل يوم
إذ هبطنا مشرف الشرفاء


إلي أن قال فيها:


وبصديقک الصدوق الذي حاز
بسبق التصديق فضل ابتداء[1] .


الرفيق الرفيق بالغار والواقيک
فيه من حية رقطاء[2] .


المواسيک بالذي ملکت يمناه
صدر الائمة الخلفاء[3] .


الامام الذي حمي بيضة الدين
بإحياء سنة بيضاء[4] .


قام بالرفق في الخليفة من بعدک
رفق الآباء بالابناء[5] .


وبفاروقک المفرق بالبأس
جموع الاضلال والاغواء[6] .


السديد الشديد بالمسخط الله
الرحيم الشفيق بالاتقياء[7] .

[صفحه 241]

عمر فاتح الفتوح الذي مهد
طرق الهدي بحسن ولاء


سالب الفرس ملکهم وکذا الروم
ومبدي الصلاة بعد الخفاء


الامير الذي برحمته مار
عفاة الارامل الضعفاء[8] .


فرقا فر من مهابته الشيطان
عن فجه فرار فراء[9] .


وبتاليهما ابن عفان من جهز
لله الجيش في اللاواء


الموفي في يوم بدر وقد خلف
الاذن أوفر الانصباء


جامع الذکر في المصاحف ذي النورين
شيخ الاحسان کهف الحياء


فاسح المسجد المؤسس بالتقوي
وملقي الاملاک باستحياء[10] .


وبباب العلوم صنوک مردي
في الردي کل مبطل بالرداء


أسد الله في الحروب مجلي
أزمان الکروب والغماء


جعل الباب معجز القوم نقلا
ترسه يوم خيبر بنجاء


لم يمله عن التقي زخرف اللهو
ولا مال قط للاهواء


بت زهدا طلاق دنياه
ما غر بام الغرور بالاغراء


الحسيب النسيب أول لاق
من ثنيات نسبة الاقرباء


الوزير المشير بالصوب في الحرب
الذي قد علا علي الجوزاء[11] .


وکفاه حديث من کنت مولاه
فخارا ناهيک ذا من ثناء


أخذنا هذه الابيات من قصيده شاعرنا (الحميدي) البالغة 337 بيتا يمدح بها النبي الاقدس صلي الله عليه وآله أسماها (الدر المنظم في مدح النبي الاعظم) طبع ببولاق سنة 1313 ضمن ديوانه في 149 صحيفة توجد من ص 5 تا 22.

[صفحه 242]


صفحه 239، 240، 241، 242.








  1. مر في الجزء الثاني ص 312 ان الصديق حقا هو سيدنا امير المؤمنين بتلقيب من النبي الاعظم وحيا من الله تعالي. وبينا في الجزء الثالث ص 240 ان أبابکر لم يحز فضل السبق إلي الايمان.
  2. اسلفنا في الجزء الثامن ص 41 تا 46 ط 1: ان حديث الحية مکذوب مفتري وان حياة الفضائل لا تثبت بالحيات.
  3. سبق منا القول الفصل حول ما ملکت يمني ابي بکر وما أنفقه في سبيل الدعوه الاسلامية راجع الجزء الثامن ص 50 تا 60 ط 1.
  4. عرفت في الجزء السابع ص 108 تا 120 ط 1 مبلغا من عرفانه السنة، وکيف کان يحيي ما لا يعرف وفي لسانه قوله: لئن أخذتموني بسنة نبيکم لا اطيقها؟.
  5. سل العترة النبوية الطاهرة عن رفق الخليفة وخص بالسؤال الصديقة بضعة النبي الاقدس.
  6. أني واين کان هذا البأس المزعوم عن مغازي رسول الله صلي الله عليه وآله وحروبه؟ ولعله يريد يوما فر عن الزحف وولي الدبر.
  7. استحف السؤال عن الشطر الاول ام جميل الزانية أو المغيرة الزاني، وسل عن الرحيم الشفيق بضعة المصطفي الصديقة وبعلها الصديق.
  8. مار عياله: اتاهم بالطعام والمؤنة.
  9. حديث فرار الشيطان فرقا من عمر من الاکاذيب المضحکة تمس کرامة النبي الاقدس راجع الجزء الثامن ص 65 ط 1.
  10. استوفينا البحث عما لفقه الشاعر من مناقب عثمان، وفصلنا القول حول حيائه في الجزء التاسع ص 273 ط 1.
  11. الصوب: الصواب.