ترجمة ابن أبي شافين البحراني
أنا والله المعاني کل آن مرحالي کل ما غني الهوي لي وغدا يسقيه کاسات فالذي يطمع في سلب قلت للمحبوب: حتام وبميدان الصبا واللهو قال: ما ذنبي إذا شاهدت [صفحه 234] فهوي قلبک فيها قلت: هب إن الهوي هب أفلا تنقذ من يهواک ثم ذکر له لامية وموشحة دالية تناهز 42 بيتا مطلعها: قل لاهل العذل: لو وجدوا أوقدوا في کل جارحة فاسعد الهايم ايها اللايم وذکره المحبي في خلاصة الاثر 88:2 وقال: من العلماء الاجلاء الادباء، استاد السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني ولما توفي تلميذه السيد العلامة الغريفي في سنة 1001 وبلغ نعيه إلي شيخه الشيخ داود ابن أبي شافير البحراني استرجع الشيخ وأنشد بديهة. هلک القصر ياهمام فغني وأثني عليه الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين بقوله: واحد عصره في الفنون کلها، وشعره في غاية الجزالة، وکان جدليا حاذقا في علم المناظرة و آداب البحث، ما ناظر أحدا إلا وأفحمه. إلخ. وقال الشيخ صاحب (انوار البدرين): کان هذا الشيخ من أکابر العلماء وأساطين الحکماء. وذکره العلامة المجلسي في (إجازات البحار) ص 129 وأطراه بما مر عن سلافة العصر، وجمل الثناء عليه منضدة في (انوار البدرين) و (وفيات الاعلام) لشيخنا الرازي، و (الطليعة) للمرحوم السماوي، وتتميم أمل الآمل للسيد ابن أبي شبانة البحراني. لشاعرنا (ابن أبي شافين) رسائل منها رسالة في علم المنطق، وشرح علي الفصول النصيرية في التوحيد. وشعره مبثوت في مجاميع الادب ذکر له شيخنا الطريحي في المنتخب 127:1 قصيدة يرثي بها الامام السبط عليه السلام تناهز 37 بيتا مستهلها: [صفحه 235] هلموا نبک أصحاب العباء هلموا نبک مقتولا بکته وذکر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من موسوعه (الرائق) قوله في رثاء الامام السبط سلام الله عليه: يا واقفا بطفوف الغاضريات من أعين بسيوف الحزن قاتلة وسادة جاوزوا بيد الفلات بها القصيدة تناهز 62 بيتا يقول في آخرها: لا يبتغي بن أبي شافين من عوض وذکر السيد قدس سره في (الرائق) ايضا له قوله في رثاء الامام الشهيد صلوات الله عليه: مصائب يوم الطف أدهي المصائب تذوب لها صم الجلاميد حسرة بها لبس الدين الحنيف ملابسا القصيدة 50 بيتا وفي آخرها قوله: ودونکم غراء کالبدر في الدجي وذکر الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته[2] الشعرية له قصيدة تبلغ 71 بيتا في رثاء الامام السبط الطاهر عليه السلام أولها: قفا بالرسوم الخاليات الدواثر بدور لآل المصطفي قد تجللت ففي کل قصر منهم قمر ثوي [صفحه 236] وفي تلک المجموعة له في رثاء الامام السبط عليه السلام تناهز 42 بيتا مطلعها: قف بالطفوف بتذکار وتزفار واسحب ذيول الاسي فيها ونح أسفا وانثر علي ذهب الخدين من درر ونح هناک بليعات الاسي جزعا وعز نفسک عن أثواب سلوتها لهفي وقد مات عطشانا بغصته کأنما مهره في جريه فلک وله قصيدة يمدح بها النبي الاعظم ووصيه الطاهر وآلهما صلوات الله عليهم أولها: بدا يختال في ثوب الحرير فقلنا: نور فجر مستطير وقد مائل أم غصن بان عليه بدر تم شعشعاني ألا يايوسفي الحسن کم کم وکم يافتنة العشاق اظلم يقول فيها: فإن ضيعت شيئا من ودادي ومبعوث إلي کل العباد وهل اصلي لظي نار توقد وحب المرتضي الطهر المسدد [صفحه 237] به داود يجزي في المعاد وينجو کل عبد ذي وداد
الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني، من حسنات القرن العاشر، ومن مآثر ذلک العصر المحلي بالمفاخر، شعره مبثوث في مدونات الادب، والموسوعات العربية، ومجاميع الشعر، إن ذکر العلم فهو أبوعذره أو حدث عن القريض فهو ابن بجدته، ذکره السيد علي خان في (السلافة) ص 529 و أطراه بقوله: البحر العجاج إلا أنه العذب لا الاجاج، والبدر الوهاج إلا انه الاسد المهاج، رتبته في الاباءة شهيرة، ورفعته أسمي من شمس الظهيرة، ولم يکن في مصره وعصره من يدانيه في مده وقصره، وهو في العلم فاضل لا يسامي، وفي الادب فاصل لم يکل الدهر له حساما، إن شهر طبق، وإن نشر عبق، وشعره أبهي من شف البرود، وأشهي من رشف الثغر البرود، وموشحاته الوشاح المفصل، بل التي فرع حسنها و أصل، ومن شعره قوله:
بالهوي شوقي أعرب
في الهوي يا صاح أغرب
أرقص القلب وأطرب
صبابات فيشرب
هوي قلبي أشعب
الهوي للقلب ينهب؟
ساه أنت تلعب؟
نار الخد تلهب؟
ذاهبا في کل مذهب
فألقاه بهب هب
من نار تلهب؟
من رسيس الحب ما نجد
زفرة في القلب تتقد
فالهوي حاکم. إن عصي أحد
طربا منک في أعالي الغصون[1] .
ونرثي سبط خير الانبياء
ملائکة الاله من السماء
دعني أسح الدموع العندميات
طيب الکري لقتيل السمهريات
وقادة قددوا بالمشرفيات
إلا نجاة وإسکانا بجنات
وأعظم من ضرب السيوف القواضب
وتنهد منها شامخات الشناخب
غرابيب سودا مثل لون الغياهب
من بن أبي شافين ذات غرائب.
تنوح علي فقد البدور الزواهر
بعارض جون فاختفت بدياجر
وجلل من غيم الغموم بساتر
وذب من الحزن ذوب التبر في النار
نوح القماري علي فقدان أقمار
الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري
فما علي الواله المحزون من عار
علي القتيل الذبيح المفرد العاري
يسقي النجيع ببتار وخطار
ووجهه قمر في افقه ساري
فعم الکون من شر العبير
جبينک؟ أم سنا القمر المنير؟
تثني؟ أم قضيب خيزراني؟
بنور في الدياجي مستطير؟
فؤادي من لهيب الشوق يضرم؟
ومالي في البرايا من نصير؟
فحسبي حب أحمد خير هادي
شفيع الخلق والهادي البشير
وعندي حب خير الخلق أحمد
وحب الآل باق في ضميري؟
نجاة من لظي ذات اتقاد
بحب الآل والهادي البشير
صفحه 234، 235، 236، 237.