ترجمة ابن أبي شافين البحراني











ترجمة ابن أبي شافين البحراني



الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني، من حسنات القرن العاشر، ومن مآثر ذلک العصر المحلي بالمفاخر، شعره مبثوث في مدونات الادب، والموسوعات العربية، ومجاميع الشعر، إن ذکر العلم فهو أبوعذره أو حدث عن القريض فهو ابن بجدته، ذکره السيد علي خان في (السلافة) ص 529 و أطراه بقوله: البحر العجاج إلا أنه العذب لا الاجاج، والبدر الوهاج إلا انه الاسد المهاج، رتبته في الاباءة شهيرة، ورفعته أسمي من شمس الظهيرة، ولم يکن في مصره وعصره من يدانيه في مده وقصره، وهو في العلم فاضل لا يسامي، وفي الادب فاصل لم يکل الدهر له حساما، إن شهر طبق، وإن نشر عبق، وشعره أبهي من شف البرود، وأشهي من رشف الثغر البرود، وموشحاته الوشاح المفصل، بل التي فرع حسنها و أصل، ومن شعره قوله:


أنا والله المعاني
بالهوي شوقي أعرب


کل آن مرحالي
في الهوي يا صاح أغرب


کل ما غني الهوي لي
أرقص القلب وأطرب


وغدا يسقيه کاسات
صبابات فيشرب


فالذي يطمع في سلب
هوي قلبي أشعب


قلت للمحبوب: حتام
الهوي للقلب ينهب؟


وبميدان الصبا واللهو
ساه أنت تلعب؟


قال: ما ذنبي إذا شاهدت
نار الخد تلهب؟

[صفحه 234]

فهوي قلبک فيها
ذاهبا في کل مذهب


قلت: هب إن الهوي هب
فألقاه بهب هب


أفلا تنقذ من يهواک
من نار تلهب؟


ثم ذکر له لامية وموشحة دالية تناهز 42 بيتا مطلعها:


قل لاهل العذل: لو وجدوا
من رسيس الحب ما نجد


أوقدوا في کل جارحة
زفرة في القلب تتقد


فاسعد الهايم ايها اللايم
فالهوي حاکم. إن عصي أحد


وذکره المحبي في خلاصة الاثر 88:2 وقال: من العلماء الاجلاء الادباء، استاد السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني ولما توفي تلميذه السيد العلامة الغريفي في سنة 1001 وبلغ نعيه إلي شيخه الشيخ داود ابن أبي شافير البحراني استرجع الشيخ وأنشد بديهة.


هلک القصر ياهمام فغني
طربا منک في أعالي الغصون[1] .


وأثني عليه الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته في علماء البحرين بقوله: واحد عصره في الفنون کلها، وشعره في غاية الجزالة، وکان جدليا حاذقا في علم المناظرة و آداب البحث، ما ناظر أحدا إلا وأفحمه. إلخ.

وقال الشيخ صاحب (انوار البدرين): کان هذا الشيخ من أکابر العلماء وأساطين الحکماء.

وذکره العلامة المجلسي في (إجازات البحار) ص 129 وأطراه بما مر عن سلافة العصر، وجمل الثناء عليه منضدة في (انوار البدرين) و (وفيات الاعلام) لشيخنا الرازي، و (الطليعة) للمرحوم السماوي، وتتميم أمل الآمل للسيد ابن أبي شبانة البحراني.

لشاعرنا (ابن أبي شافين) رسائل منها رسالة في علم المنطق، وشرح علي الفصول النصيرية في التوحيد. وشعره مبثوت في مجاميع الادب ذکر له شيخنا الطريحي في المنتخب 127:1 قصيدة يرثي بها الامام السبط عليه السلام تناهز 37 بيتا مستهلها:

[صفحه 235]

هلموا نبک أصحاب العباء
ونرثي سبط خير الانبياء


هلموا نبک مقتولا بکته
ملائکة الاله من السماء


وذکر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من موسوعه (الرائق) قوله في رثاء الامام السبط سلام الله عليه:


يا واقفا بطفوف الغاضريات
دعني أسح الدموع العندميات


من أعين بسيوف الحزن قاتلة
طيب الکري لقتيل السمهريات


وسادة جاوزوا بيد الفلات بها
وقادة قددوا بالمشرفيات


القصيدة تناهز 62 بيتا يقول في آخرها:


لا يبتغي بن أبي شافين من عوض
إلا نجاة وإسکانا بجنات


وذکر السيد قدس سره في (الرائق) ايضا له قوله في رثاء الامام الشهيد صلوات الله عليه:


مصائب يوم الطف أدهي المصائب
وأعظم من ضرب السيوف القواضب


تذوب لها صم الجلاميد حسرة
وتنهد منها شامخات الشناخب


بها لبس الدين الحنيف ملابسا
غرابيب سودا مثل لون الغياهب


القصيدة 50 بيتا وفي آخرها قوله:


ودونکم غراء کالبدر في الدجي
من بن أبي شافين ذات غرائب.


وذکر الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته[2] الشعرية له قصيدة تبلغ 71 بيتا في رثاء الامام السبط الطاهر عليه السلام أولها:


قفا بالرسوم الخاليات الدواثر
تنوح علي فقد البدور الزواهر


بدور لآل المصطفي قد تجللت
بعارض جون فاختفت بدياجر


ففي کل قصر منهم قمر ثوي
وجلل من غيم الغموم بساتر

[صفحه 236]

وفي تلک المجموعة له في رثاء الامام السبط عليه السلام تناهز 42 بيتا مطلعها:


قف بالطفوف بتذکار وتزفار
وذب من الحزن ذوب التبر في النار


واسحب ذيول الاسي فيها ونح أسفا
نوح القماري علي فقدان أقمار


وانثر علي ذهب الخدين من درر
الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري


ونح هناک بليعات الاسي جزعا
فما علي الواله المحزون من عار


وعز نفسک عن أثواب سلوتها
علي القتيل الذبيح المفرد العاري


لهفي وقد مات عطشانا بغصته
يسقي النجيع ببتار وخطار


کأنما مهره في جريه فلک
ووجهه قمر في افقه ساري


وله قصيدة يمدح بها النبي الاعظم ووصيه الطاهر وآلهما صلوات الله عليهم أولها:


بدا يختال في ثوب الحرير
فعم الکون من شر العبير


فقلنا: نور فجر مستطير
جبينک؟ أم سنا القمر المنير؟


وقد مائل أم غصن بان
تثني؟ أم قضيب خيزراني؟


عليه بدر تم شعشعاني
بنور في الدياجي مستطير؟


ألا يايوسفي الحسن کم کم
فؤادي من لهيب الشوق يضرم؟


وکم يافتنة العشاق اظلم
ومالي في البرايا من نصير؟


يقول فيها:


فإن ضيعت شيئا من ودادي
فحسبي حب أحمد خير هادي


ومبعوث إلي کل العباد
شفيع الخلق والهادي البشير


وهل اصلي لظي نار توقد
وعندي حب خير الخلق أحمد


وحب المرتضي الطهر المسدد
وحب الآل باق في ضميري؟

[صفحه 237]

به داود يجزي في المعاد
نجاة من لظي ذات اتقاد


وينجو کل عبد ذي وداد
بحب الآل والهادي البشير


صفحه 234، 235، 236، 237.








  1. وذکره السيد صاحب (السلافة) ص 504.
  2. هذه المجموعة تتضمن علي ما قاله اربع وعشرون شاعرا من فحول الشعراء في رثاء الامام السبط عليه السلام اولهم سيدنا الشريف الرضي، وقفت منها بخط جامعها علي عدة نسخ في النجف الاشرف والکاظمية المشرفة، وطهران عاصمة ايران.