غديرية الشيخ حسن آل أبي عبدالکريم
وصارم فکري لا يفل غراره سجية نفسي انها لسخية ويقتادني صدق الولاء ولي هوي انظم درا في سلوک من العلي فشيدت من فکري مباني غريزة مراثي محب لامراء وإنها بضائع ليس المدح فيها بضائع أحل بها أوج السعود فإن أحل وأحيي بها ليلي وأجني ثمارها أقول لنفسي مسعفا ومسددا فلا تعدلي يا نفس! عن طلب العلي ففي ذروة العلياء فخر وسودد خليلي ظهر المجد صعب رکوبه جميل صفات المرء زهد وعفة فلا رتبة إلا وللفضل فوقها فلله عمر ينقضي وقرينه زول بنو الدنيا وإن طال مکثها فيا راقدا في صفو عيش ولذة إذا خالط الشيب الشباب وأقبلت عليک بزاد المتقين لانه [صفحه 203] فلا تذمم الدنيا إذا هي أدبرت ولا تترکن النفس تتبع الهوي وبالصبر مرها ثم عظها فإنها وخذ من يد الدنيا الکفاف وصاحب وأقلل من الحرص الذميم تعففا ألم تر ان الدائرات دوائر وللدهر سلب سآء بعد مسرة دع القدر المحتوم يجري بما قضي وخل عنان الهم إن کنت عاقلا فکم أفنت الايام ملکا ومالکا لمن وفت الدنيا؟ وما زال خطبها ومن بات منها سالما من مصابها مفرقة الاخيار بعد اجتماعهم بها النفع ضر والصفاء مکدر لهاجرها منها الهنا وهو آهل جعلت فدا من لارضوا بنعيمها ولا علقت کف لهم بحبالها لقد صحبوا فيها کفافا وعفة فهم أهل بيت شرف الله قدرهم هم الصابرون المؤثرون بقوتهم هم الحامدون الشاکرون لربهم هم العالمون العاملون بلا مرا هم الراکعون الساجدون إذا بدا هم التائبون العابدون اولو النهي [صفحه 204] هم الزاهدون الخاشعون ولم يکن هم العترة الاطهار آل محمد بشير نذير طاهر علم سما ومدثر مزمل متوکل سراج منير فاضل فاصل أتي له معجزات أعجزت کل واصف وأشرق منها الکون واتضح الهدي فيا خير مبعوث لاعظم ملة تقاصر عنه المدح عن کل مادح لقد قال فيک الله جل جلاله لانت علي خلق عظيم کفي بها مدينة علم بابها الصنو حيدر[2] . إمام بري زند الضلال وقد روي ومولي له من فوق غارب أحمد[3] . تصدق بالقرص الشعير لسائل[4] . وبايعه في يوم احد وخيبر وبيعة (خم) والنبي خطيبها وأحمد من فوق الحدائج راقع ألا فاسمعوا ثم ارشدوا کل غائب فمن کنت مولاه فمولاه حيدر علي أميرالمؤمنين ومن دعا [صفحه 205] فقالوا جميعا: يا علي بخ بخ فمن مثل مولانا علي الذي له فيا رافع الاسلام من بعد خفضه ويا أسد الله الذي مر بأسه ويا من له قلب الحوادث خافق نعزيک بالسبط الشهيد فرزؤه دعته إلي کوفان شر عصابة فلما أتاهم واثقا بعهودهم وأحقاد بدر أظهروا ثم أشهروا أحاطوا وحطوا بالفرات فلم يکن فلما رأي المولي الحسين ضلالهم فقام إلي أصحابه الغر في الدجا ألا فاذهبوا فالليل قد مد سجفه کفيتم ووقيتم بأن تردوا الردي فقام إليه کل ليث غضنفر فضجوا جميعا ثم قالوا: نفوسنا إذا نحن أسلمناک فردا إلي العدي فما عذرنا عند النبي وصنوه فقال: جزيتم کل خير وإنني فبادر أصحاب الحسين کأنهم اسود الوغي غاباتهم اجم الفنا کرام لهم بذل النفوس مواهب ليوث لها بيض الصفاح مخالب علي الاعداء في حومة الوغي فجالوا جلوا کرب الحسين وجاهدوا [صفحه 206] وسمر القنا في الدارعين شوارع وجادوا فجد الضرب والطعن في العدي للبيض شکل في الشواکل مشکل کأن غمام النقع غيم وبرقه وأنصار مولاي الحسين کأنهم يجودون بالارواح وهي عزيزة جنوا ثمر العلياء من دوحة المني وفازوا وحازوا سبق کل فضيلة رأوا الحور کشفا أيقنوا ان وصلهم فجادوا بأرواح لها الموت راحة قضوا إذ قضوا حق الحسين عليهم فلهفي لهم صرعي أمام إمامهم وأکفانهم نسج العجاج وغسلهم ولم يبق إلا السبط فردا ورهطه ومنجدل من حوله وهو عافر وصال عليهم صولة حيدرية بأدهم من صوب الدماء مجلل وسابغة تحکي الغدير وأبيض فجدل من فوق الجياد جيادها فکم جافل في ظهره صدر ذابل فجاشت جيوش المشرکين وفوقت ويممهم يمني ويسري وقلبه وکر وفر القوم خيفة بأسه فلما تناهي الامر واقترب الردي [صفحه 207] فمال عليه الجيش حملة واحد ففرقهم حتي تولت جموعهم رموه بسهم من سهام کثيرة فخر صريعا ظاميا عن جواده وراح إلي نحو الخيام جواده برزن إليه الطاهرات حواسرا فلهفي وقد جاءت إليه سکينة أبي کنت بدرا يرشد الناس نوره وکنت منارا للهدي غاله الردي أبي أنت نور الله اطفئ نوره فيادوحة المجد الذي عندما ذوت يعز علي الاسلام رزؤک سيدي ووافت إليه زينب وهي حاسر فلاقته من فوق الرمال مرملا فقبلت الوجه التريب وأنشدت أخي! ضيعت فينا وصايا محمد أخي! ظفرت فينا علوج امية فلو کان حيا أحمد ووصيه فدافعها الشمر اللعين وقد جثا وحز وريدا ظاميا دون ورده وحل عري الاسلام وانهدم الهدي وناحت له الاملاک والجن والملا وزلزلت الارض البسيط لفقده ومزقت الدنيا جلابيب عزها فلهفي له بالطف ملقي ورأسه [صفحه 208] فلله امر فادح شمل الوري وخطب جليل جل في الارض وقعه بنو الوحي في أرض الطفوف حواسر ويصبح في تخت الخلافة جالسا ويقتل ظلما ظاميا سبط أحمد حبيب النبي المصطفي وابن فاطم لقد صدق الشيخ السعيد أخو العلي (فما کل جد في الرجال محمد کفي السبط فخرا والداه وجده أمولاي! دمعي لا يجف مسيله فلا مدمعي يابن الوصي مبرد يزول جميل بنا الصبر الجميل وإنما أعزي بک الاسلام والمجد والعلي قفوا يا حداة العيس بالطف في حمي أريحانة الهادي النبي محمد عليک سلام الله يا سيد الوري! لئن جهلت يوما عليک امية وإن حال منک الحال في دار غربة وإن بت مسلوب الرداء ففي غد وإن مسکم حرالهجير فإنما وإن منعت ماء الفرات نفوسکم أمولاي! آمالي تؤمل نصرکم وقد طال دور الصبر في أخذ ثارکم [صفحه 209] متي ينطفي حر الغليل ويسشتفي ويجبر هذا الکسر في ظل دولة وينشر للمهدي عدل وينطوي هنالک يضحي دين آل محمد ويطوي بساط الحزن بعد کآبة فيا آل طه الطاهرين رجوتکم أقيلوا عثاري يوم فقري وفاقتي مدحتکم أرجو النجاة بمدحکم وقد قيل في المعروف: أما مذاقه فدونکم من عبدکم ووليکم أتت فوق أعواد المنابر باديا لسبع سنين بعد سبعين قد خلت لها حسن المخزوم عبدکم أب بها منکم نال القبول ولم يقل عليکم سلام الله ما ذکر اسمکم
فروع قريضي في البديع اصول
بها في المعاني والبيان أصول
ومن دونه العضب الصقيل کليل
تميل إلي العلياء حيث تميل
قبول له القلب السليم قبول
بحسن سلوک هذبته فصول
مثابي لها عند الجليل جليل
نصول بها في الملحدين نصول
لعلمي بها أن الجزاء جزيل
سيبقي بها ذکري وليس يحول
لعل إلي نيل المراد وصول
وأنشد قلبي مرشدا وأفول
ويا قلب! لا يثنيک عنه عذول
وعز ومجد في الانام وصول
ولکنه للعارفين ذلول
وأجمل منها ان يقال: فضيل
مقام منيف في الفخار أثيل
علوم وذکر في الزمان جميل
وحسن ثناء الذکر ليس يزول
عن القدر الجاري عليه غفول
عساکره في العارضين تجول
أتاک بشير منذر ورسول
وإن أقبلت فالحالتان تزول
تميل وعن؟ جبل؟ الرشاد تميل
لامارة بالسوء وهي عجول
العفاف فلا مثل العفاف خليل
بصبر جميل فالمقام قليل؟
وليس إلي سبل النجاة سبيل؟
وللخلق إن طال الزمان رحيل
به الله والصبر الجميل جميل
فليس يفيد الثاکلات عويل
فزال؟ وملک الله ليس يزول
علينا بخيل الحادثات تجول
وما کف منه الکف وهو طويل؟
وإن طاب منها العيش فهي ملول
بها الحلو مر والعزيز ذليل
ويهلک مهتم بها وأهيل
ولا دنست فيها لهن ذيول
ولاغرهم فيها خنا ووغول
وزهدا وتقوي والجزاء جزيل
علي الخلق طرا ماجد ورذيل[1] .
هم في الندا قبل النداء سيول
هم للوري يوم النجاة سبيل
علومهم في العالمين اصول
ظلام وليل العابدين يطول
هم لقلوب العارفين عقول
لهم في جميع العالمين مثيل
نبي لسان الوحي عنه يقول
حبيب نجيب شاهد ورسول
علي الله لا يثنيه عنه عذول
بدين له الذکر المبين دليل
بها دحض الاشراک وهو مهول
وعز بها الاسلام وهو ذليل
وأکرم منعوت نمته اصول!
فماذا عسي فيما أقول أقول
من الحمد مدحا لم ينله رسول
فماذا عسي بعد الاله نقول؟
ومن غير ذاک الباب ليس دخول
زناد الهدي والمشرکون ذهول
صعود له للحاسدين نزول
ورد عليه القرص وهو أفول[5] .
لها في حدود الحادثات فلول
لها في قلوب المشرکين نصول
يمين علي المرتضي ويقول
ويصغي عزيز منکم وذليل
علي وعن رب السماء أقول
سواه بهذا مبطل وجهول
وللقوم داء في القلوب دخيل
محمد خير المرسلين خليل
وناصب دين الله حيت يميل!
لاعدائه مر المذاق وبيل!
ويا من له صعب الامور ذلول!
عظيم علي أهل السماء جليل
عصاة وعن نهج الصواب عدول
فمالوا وطبع الغادرين يميل
کتائب غدر بالطفوف تجول
لآل رسول الله منه نهول
وقد حان حال لا يکاد يحول
يخاطبهم رفقا بهم ويقول
ومدت له فوق البسيط ذيول
فما قصدهم إلا إلي يؤل
کريم جواد بالوفاء فعول
فداک وبذل النفس فيک قليل
وأنت لنا يوم النجاة سبيل
علي؟ وما ذا للبتول نقول؟
غدا لکم عند الاله وسيل
جبال ولکن في العطاء سيول
لهم في متون الصافنات مقيل
سهام لهم زرق الرماح نصول
غيوث لها حمر الدماء سيول ثقال
إذا جل خطب في الزمان ثقيل
بعزم له فوق السماک حلول
وللبيض في بيض الکماة صليل
بفتک له شم الجبال تزول
وللسمر نفذ في الصدور مهول
بريق المواضي والدماء سيول
اسود لهم دون العرين شبول
وکل بخيل بالحياة ذليل
فتم لهم قصد بذاک وسؤل
وفضل منيل لم ينله منيل
بدون المنايا ما إليه وصول
وظل عليها في الجنان ظليل
وفاء وإخوان الوفاء قليل
تجر عليهم للرياح ذيول
دم النحر عن ماء الفرات بديل
لديه وزين العابدين عليل
ومن جدل القوم اللئام ملول
لهيبتها شم الجبال تزول
له قمم الشوش الکماة نعول
يباريه مرهوب السنان طويل
فخيل وقوم جفل وقتيل
وکم قاتل بالمشرفي قتيل؟
إليهم نصول ما لهن نصول
صبور وللخطب الجليل حمول
کأن عليا في الصفوف يجول
وذل عزيز واستعز ذليل
فبيض وسمر ذبل ونصول
کسرب قطاة غار فيه صليل
فلم يبق إلا من قواه قليل
فأضحت ربوع الخصب وهي محول
خليا من الندب الجواد يجول
لهن علي المولي الحسين عويل
تقبل منه النحر وهي تقول:
فوافاه في بدر الکمال افول
فلم يبق للدين الحنيف کفيل
ولکن إلي الله الامور تؤل
تصوح نبت العز وهو محيل
وذلک رزؤ في الانام جليل
ودمعتها فوق الخدود تسيل
سليب الردي تسفي عليه رمول
ومن حولها للطاهرات عويل
وأرداک بغضا للنبي جهول
وسادت علينا أعبد ونغول
فأي يد کانت عليک تطول؟
بقلب قسي والکفر فيه أصيل
فحزت فروع للعلي واصول
وطرف المعالي والفخار کليل
وکادت له السبع الشداد تميل
ومالت جبال فوقها وسهول
عليه وقلب الکائنات ملول
سنان به فوق السنان يجول
ورزؤ علي الاسلام منه خمول
عظيم علي أهل السمآء ثقيل
وأبناء حرب في القصور نزول
يزيد وفي الطف الحسين قتيل
إمام لخير الانبياء سليل
وأين لذين الوالدين مثيل؟
علي وحاز الفضل حيث يقول:
ولا کل ام في النساء بتول)[6] .
وهم لمعالي والفخار اصول
وحزني مقيم لا يخف ثقيل
عليلا ولا حزني المقيم
عليک جميل الصبر ليس جميل
وحزنهم باق عليک طويل
الحسين وطوفوا بالطفوف وقولوا
ومن لعلي والبتول سليل!
ويا خير من سارت إليه قفول!
فقدر کم عند الاله جليل
فإنک في دار الفخارأهيل
من السندس العالي رداک جميل
لکم في جنان العاليات مقيل
لها من رحيق السلسبيل نهول
وقلبي اليکم بالولاء يميل
أما آن للظلم المقيم رحيل؟
فؤاد بآلام المصاب عليل؟
لها النصر جند والامان دليل؟
به الظلم حتما والعناد يزول؟
عزيزا ويمسي الکفر وهو ذليل
وينشر نشر للهنا وذيول
ليوم به فصل الخطاب طويل
فظهري بأعباء الذنوب ثقيل
لعلمي بکم أن الجزاء جزيل
فحلو وأما وجهه فجميل
عروسا ولکن في الزفاف ثکول
لها أنة محزونة وعويل
وعامين ايضاح لها ودليل
لآل أبي عبدالکريم سليل
(عسي موعد إن صح منک قبول)[7] .
وذاک مدي الايام ليس يزول
صفحه 203، 204، 205، 206، 207، 208، 209.