ترجمة ضياء الدين الهادي
أحد رجالات اليمن وأعلامها المتضلعين من فنون العلم والادب، ترجمه صاحب[2] (مطلع البدور) قال: قال العلامة إبن الوزير في تاريخهم: إنه لم تسمح بمثله الاعصار في أولاد الامام الهادي، کان جامع شتات العلوم، وشاطرها في المنثور والمنظوم، ولد في (شظب) ولما قرأ القرآن أخذه والده مع ابن عمه محمد بن أحمد المرتضي إلي (صعدة) وکان يحملهما قليلا متي تعيا من السير لصغرهما حتي وصلوا (صعدة) فقرء مدة في أنواع العلوم العربية وغيرها علي عميه: المرتضي بن علي وأحمد بن علي، وقرأ التفسير علي الشيخ العلامة ترجمان أهل عصره إسماعيل بن إبراهيم بن عطية البحراني، وعلوم الادب علي الفقيه العلامة محمد بن علي بن ناجي العالم المشهور، قرأ عليه ديوان المتنبي وغيره. والاصولين، والفروع علي القاضي العلامة ملک العلماء عبدالله بن الحسن الدواري، وعلي عمه المرتضي بن علي الذي کان إماما في علم الکلام، وکذا علي عمه أحمد بن علي، وحصلت له اجازات وطرق سماعية، منها: سماعه لجامع الاصول بمکة المشرفة علي قاضي الحرم محمد بن عبدالله بن ظهيرة القرشي المخزومي في سنة حجه، ولد رسائل ومسائل وأشعار ومنظومات لا تحصي، حتي قال شيخه الفقيه محمد بن علي بن ناجي: إنه المراد بقول النبي صلي الله عليه وآله يکون رجل من ولد الحسن ينفث بالشعر کما ينفث الافعي بالسم. ومن تصانيفه: کفاية القانع في معرفة الصانع، نظم الخلاصة[3] شرحها، الطرازين المعلمين في المفاخرة بين الحرمين، التفصيل في التفضيل، الرد علي ابن [صفحه 200] العربي، هداية الراغبين إلي مذهب أهل البيت الطاهرين، الرد علي الفقيه علي بن سليمان في العارضة والناقضة، وکلها موجودة ومن أحسنها: کاشفة الغمة عن حسن سيرة إمام الامة، وکريمة العناصر في الذب عن سيرة الامام الناصر، والسيوف المرهفات علي من ألحد في الصفات، ونهاية التنويه في إزهاق التمويه في الرد علي نشوان، ومن شعره قصيدته (المنسک) أولها: بعث الهوي شوقي إلي ام القري وله مراجعات ومراسلات ومشاعرات بينه وبين علماء اليمن الاسفل کاسماعيل المقري، والنظاري، وابن الخياط، الذي استجاز منه، وبين أهل تهامة مثل بني الناشري، والنفيس العلوي الحنفي المذهب، العتکي النسب، بين علماء المخاليف والحواز مثل الفقيه محمد بن الحسن بن سود العابد المشهور أحد الواصلين في علم الطريقة وغيرهم، وکان منتشر الذکر عند جميع الاکابر في جميع البلاد حتي في مصر مع غلظة أهلها، وقد ذکره وذکر أخاه محمد الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني المصري في تاريخه وأثني عليهما. توفي بذمار تاسع عشر ذيحجة سنة 822 ومولده يوم الجمعة السابع والعشرين من المحرم سنة 758 وموته کان عظيما علي أهل البيت حيث منعوا بعده عما کان معتاد أهل الاموال في المدائن والامصار، ورثاه عدة من الناس وأحسن مراثيه ما رثاه الفقيه الاديب عبدالله بن عتيق المعروف بالمزاح المروعي. انتهي ما في (مطلع البدور) ملخصا. وذکره شمس الدين السخاوي في (الضوء اللامع) ج 10 ص 206 وقال: ذکره شيخنا في أنبائه فقال: عني بالادب ففاق فيه، ومدح المنصور صاحب صنعاء، مات يوم عرفة سنة اثنتين وعشرين، وذکره ابن فهد في معجمه فقال: إنه حدث سمع منه الفضلاء قال: وله مؤلفات منها: الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين، والقصيدة البديعية في الکعبة اليمنية الثمينة أولها: سري طيف ليلي فابتهجت به وجدا [صفحه 201] وترجم السخاوي لاخي المترجم له محمد بن إبراهيم بن علي وقال: ولد تقريبا سنة 765، وتعاني النظم فبرع فيه، وصنف في الرد علي الزيدية (العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم) واختصره في (الروض الباسم عن سنة أبي القاسم) و غيره، ذکره التقي بن فهد في معجمه وله قوله؟ العلم ميراث النبي کذا أتي فإذا أردت حقيقة تدري لمن ما ورث المختار غير حديثه قلنا: الحديث وراثه نبوية مات بصنعاء في المحرم سنة 840 وأرخه بعضهم في التي قبلها[5] . [صفحه 202]
السيد جمال ضياء الدين الهادي بن إبراهيم بن علي المتوفي 784، ابن المرتضي المتوفي 785، ابن الهادي بن يحيي بن الحسين بن القسم بن إبراهيم بن اسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب[1] اليمني الصنعاني الزيدي.
وتوح قلبي من لطائفه مجدا[4] .
في النص والعلماء هم وراثه
وراثه فکيف ما ميراثه؟
فيناو ذاک متاعه وأثاثه
ولکل محدث بدعة أحداثه
صفحه 200، 201، 202.