الخثعمي والعنزي من أصحاب حجر











الخثعمي والعنزي من أصحاب حجر



قال عبدالرحمن بن حسان العنزي، وکريم بن عفيف الخثعمي: إبعثوا بنا إلي أمير المؤمنين فنحن نقول في هذا الرجل مثل مقالته. فبعثوا إلي معاوية فأخبروه فبعث ائتوني بهما فالتفتا إلي حجر فقال له العنزي: لا تبعد يا حجر! ولا يبعد مثواک، فنعم أخو الاسلام کنت. وقال الخثعمي نحو ذلک ثم مضي بهما فالتفت العنزي فقال متمثلا.


کفي بشفاة القبر بعدا لهالک
وبالموت قطاعا لحبل القرائن


فلما دخل عليه الخثعمي قال له: ألله ألله يا معاوية! إنک منقول من هذه الدار الزائلة إلي الدار الآخرة الدائمة ومسئول عما أردت بقتلنا وفيم سفکت دماءنا؟ فقال معاوية: ما تقول في علي؟ قال أقول فيه قولک، أتتبرأ من دين علي الذي کان يدين الله به؟ فسکت وکره معاوية أن يجيبه فقام شمر بن عبدالله الخثعمي فاستوهبه. فقال: هو لک غير اني جالسه شهرا فحبسه فکان يرسل إليه بين کل يومين فيکلمه، ثم أطلقه علي أن لا يدخل الکوفة ما دام له سلطان فنزل الموصل فکان يقول: لو قد مات معاوية قدمت المصر فمات قبل معاوية بشهر.

ثم أقبل علي عبدالرحمن بن حسان فقال له: ايه يا أخا ربيعة! ما قولک في علي؟

[صفحه 53]

قال: دعني ولا تسألني فإنه خير لک قال: والله لا أدعک حتي تخبرني عنه. قال: أشهد انه کان من الذاکرين الله کثيرا، ومن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنکر[1] والعافين عن الناس. قال: فما قولک في عثمان؟ قال: هو أول من فتح باب الظلم وارتج أبواب الحق. قال: قتلت نفسک. قال بل إياک قتلت لا ربيعة بالوادي- يعني انه ليس ثم أحد من قومه فيتکلم فيه- فبعث به معاوية إلي زياد وکتب إليه: أما بعد: فإن هذا العنزي شر من بعثت به فعاقبه بالعقوبة التي هو أهلها واقتله شر قتلة. فلما قدم به علي زياد بعث به إلي قس الناطف[2] فدفن به حيا.

فقتل من أصحاب حجر معه.


شريک بن شداد الحضرمي، صيفي بن فسيل الشيباني، قبيصة بن ضبيعة العبسي، محرز بن شهاب المنقري، کدام بن حيان العنزي، عبدالرحمن بن حسان العنزي

ونجا منهم:

کريم بن عفيف الخثعمي، عبدالله بن حوية التميمي، عاصم بن عوف البجلي، ورقاء بن سمي البجلي، أرقم بن عبدالله الکندي، عتبة بن الاخنس السعدي، سعد بن نمران الهمداني.

أخذنا ما في هذا الفصل[3] من الاغاني 11:2 تا 16، عيون الاخبار لابن قتيبة 147:1 تاريخ الطبري141:6 تا 156، مستدرک الحاکم 468:3، تأريخ ابن عساکر 84:4، ج 459:6، الکامل لابن الاثير 202:3 تا 208، تاريخ ابن کثير 49:8 تا 55.

قال الاميني: من حجر بن عدي؟ ومن الذين کانوا معه؟ وما الذي کانت غايتهم في تلکم المواقف الهائلة؟ وماذا اقترفوه من ذنب حتي قتلوا تقتيلا؟ ولماذا هتکت حرمانهم، وقطعت أوصال حياتهم وهم فئة مسلمة!؟

حجر بن عدي من عدول الصحابة، أو أحد الصحابة العدول، راهب أصحاب محمد صلي الله عليه وآله کما قاله الحاکم[4] من أفاضل الصحابة وکبارهم مع صغر سنه مستجاب

[صفحه 54]

الدعوة کما في الاستيعاب[5] وکان ثقة معروفا کما قاله ابن سعد[6] وقال المرزباني: إنه وفد إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وکان من عباد الله وزهادهم وکان بارا بامه، وکان کثير الصلاة والصيام[7] وقال أبومعشر: کان عابدا وما أحدث الا توضأ وما توضأ إلا صلي[8] وکان له صحبة ووفادة وجهاد وعبادة کما في الشذرات[9] وکان صاحب کرامة واستجابة دعاء مع التسليم إلي الله، روي ابن الجنيد في کتاب الاولياء: إن حجر بن عدي أصابته جنابة فقال للموکل به: اعطني شرابي أتطهر به ولا تعطني غدا شيئا. فقال: أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية قال: فدعا الله فانسکبت له صحابة بالماء فأخذ منها الذي احتاج إليه، فقال له أصحابه: ادع الله أن يخلصنا. فقال: أللهم خر لنا[10] .

وقالت عائشة: أما والله إن کان ما علمت لمسلما حجاجا معتمرا[11] وقالت لمعاوية: قتلت حجرا وأصحابه، أما والله لقد بلغني انه سيقتل بعذراء سبعة رجال- وفي لفظ: اناس- يغضب الله وأهل السماء لهم[12] .

وقال مولانا اميرالمؤمنين عليه السلام: يا أهل الکوفة! سيقتل فيکم سبعة نفرهم من خيارکم بعذراء مثلهم کمثل أصحاب الاخدود. وفي لفظ: حجر بن عدي واصحابه کأصحاب الاخدود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد[13] .

وفيما کتب[14] الامام السبط الحسين عليه السلام إلي معاوية: ألست قاتل حجر وأصحابه

[صفحه 55]

العابدين المخبتين؟ الذين کانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنکر، فقتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود المؤکدة جرأة علي الله واستخفافا بعهده؟

أو لست بقاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقت وأبلت وجهه العبادة، فقتلته من بعد ما أعطيته من العهود ما لو فهمته العصم نزلت من سقف الجبال؟

أو لست قاتل الحضرمي[15] الذي کتب إليک فيه زياد: انه علي دين علي کرم الله وجهه، ودين علي هو دين ابن عمه صلي الله عليه وسلم الذي اجلسک مجلسک الذي أنت فيه، ولو لا ذلک کان أفضل شرفک وشرف آبائک تجشم الرحلتين: رحلة الشتاء والصيف، فوضعها الله عنکم بنا، منة عليکم.

هذا حجر وأصحابه، وأما غاية ذلک العبد الصالح والتابعين له باحسان في مواقفهم کلها فهي النهي عن المنکر الموبق من لعن مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام علي صهوات المنابر فکانوا يغبرون في وجه من يرتکب تلکم الجريمة من عمال معاوية وزبانيته الاشداء علي إمام الحق وأوليائه، ولم ينقم القوم منهم غير ذلک من عيث في المجتمع، أو إفساد علي السلطان، أو شق لعصا المسلمين وکان حجر وهو سيد قومه يقول: ألا إني علي بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها سماع الله والناس. ويقول ليزيد بن حجية: ابلغ معاوية انا علي بيعتنا لا نستقيلها ولا نقيلها، وانه انما شهد علينا الاعداء والاظناء. ويقول: ما خلعت يدا عن طاعة ولا فارقت جماعة وإني علي بيعتي. ولما ادخل علي معاوية سلم عليه بإمرة المؤمنين[16] .

لم يکن صلاح الرجل وأصحابه يخفي علي أي أحد حتي علي مثل المغيرة الذي کان من زعانف معاوية الخصماء الالداء علي شيعة أميرالمؤمنين علي عليه السلام فإنه لما اشير إليه بالتنکيل بحجر وأصحابه قال: لا احب أن أبتدئ أهل هذا المصر بقتل

[صفحه 56]

خيارهم وسفک دماءهم، فيسعدوا بذلک وأشقي، ويعز في الدنيا معاوية ويذل يوم القيامة المغيرة، ورأي أصحاب معاوية منهم آخر ليلة حياتهم بعذراء حسن صلاة ودعاء فأعجبهم نسکهم وأکبروا موقفهم من طاعة الله غير أنهم ألقوا عليهم البراءة من علي أميرالمؤمنين عليه السلام بأمر من معاوية برائة يتبعها الامان والسلام فلم يفعلوا، فقتلوا في موالاة علي عليه السلام کما قاله الحاکم في المستدرک 470:3، وسمعت في کلمة الامام السبط عليه السلام قوله: أو لست قاتل الحضرمي الذي کتب إليک فيه زياد: أنه علي دين علي کرم الله وجهه. فلم يک ذنبهم إلا موالاة من قرن الله ولايته بولايته وولاية رسوله.

ونحن لا ندري هل ثبت في الشريعة أن البراءة من إمام الهدي ولعنه مجلبة للامان علي حين أن الرجل مستحق للاعدام؟ أو أن ذلک نفسه فريضة ثابتة قامت بها الضرورة من الدين فيهدر به دم تارکها، ويکون قتله من احب ما يکون إلي معاوية کما جاء فيما رواه ابن کثير في تاريخه 54:8 من أن عبدالرحمن بن الحارث قال لمعاوية: أقتلت حجر بن الادبر؟ فقال معاوية: قتله أحب إلي من أن أقتل معه مائة ألف.

نعم: نحن لا ندري، لکن فقه معاوية وشهواته يستسيغان ذلک، فلا يصيخ إلي نصح أي ناصح، فإنه لما استشار أصحابه في أمر حجر وهو في سجن عذراء قال له عبدالله بن زيد بن أسد البجلي: يا أميرالمؤمنين! أنت رأعينا ونحن رعيتک، وأنت رکننا ونحن عمادک، إن عاقبت قلنا: أصبت. وإن عفوت قلنا: أحسنت. والعفو أقرب للتقوي، وکل راع مسؤول عن رعيته[17] .

وما ذنب حجر وأصحابه الصلحاء ومن شاکلهم من أهل الصلاح وحملة الاسلام الصحيح إذ عبسوا علي إمارة السفهاء؟ إمارة الوزع ابن الوزغ، إلي أزني ثقيف مغيرة، إلي طليق إسته بسر بن أرطاة، إلي ابن أبيه زياد، إلي خليفتهم الغاشم ابن هند. و حجر وأصحابه هم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأخبتوا إلي ما جاء به نبي الاسلام، وقد صح عنه صلي الله عليه وآله انه قال لجابر بن عبدالله: أعاذک الله من إمارة السفهاء. قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: امراء يکونون بعدي لا يقتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بکذبهم، وأعانهم علي ظلمهم فاولئک ليسوا مني ولست منهم، ولا يردوا علي

[صفحه 57]

حوضي، ومن لم يصدقهم بکذبهم، ولم يعنهم علي ظلمهم فاولئک مني وأنا منهم، و سيردوا علي حوضي[18] .

وقال صلي الله عليه وآله: إن هلاک امتي أو فسادا امتي رؤس امراء اغيلمة سفهاء من قريش[19] وعن کعب بن عجرة مرفوعا: سيکون امراء يکذبون ويظلمون، فمن صدقهم بکذبهم وأعانهم علي طلمهم، فليس مني ولا أنا منه، ولا يرد علي الحوض يوم القيامة، ومن لم يصدقهم بکذبهم، ولم يعنهم علي ظلمهم فهو مني وأنا منه، ولا يرد علي الحوض يوم القيامة[20] .

وقال صلي الله عليه وآله: ستکون عليکم امراء تشغلهم أشياء عن الصلاة حتي يؤخروها عن وقتها، فصلوها لوقتها[21] وابن سمية من اولئک الامراء الذين أخروا الصلاة وأنکره عليه ذلک حجر بن عدي کما مر حديثه في الجزء العاشر ص 120.

ولم يکن لمعاوية عذر في قتل اولئک الصفوة إلا التشبث بالتافهات فکان يتلون في الجواب بمثل قوله: إني رأيت في قتلهم صلاحا للامة، وفي مقامهم فسادا للامة. وقوله: إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خيرا من استحيائه في فسادهم[22] وهل صلاح الناس في الالتزام بلعن علي أميرالمؤمنين عليه السلام والبرائة منه والتحامل علي شيعته، وفسادهم في ترکها أو النهي عنها؟ انظر لعلک تجد له وجها في غير شريعة الاسلام.

وبمثل قوله: لست أنا قتلتهم إنما قتلهم من شهد عليهم[23] ولقد عرفت حال تلک الشهادة المزورة، أو انها من قوم لا خلاق لهم، وکان معاوية أعرف بها وبهم، ومع ذلک استباح دماء القوم، وتترس بقيله عن مراشق العتاب، والانسان علي نفسه بصيرة ولو ألقي معاذيره.

[صفحه 58]

وبمثل قوله: فما أصنع کتب إلي فيهم زياد يشدد أمرهم ويذکر انهم سيفتقون علي فتقا لا يرقع[24] وقوله: حملني ابن سمية فاحتملت[25] قبح الله الصلف والوقاحة أکان زياد عاملا له أو هو عامل لزياد؟! حتي يحتمل الموبقات بإشارته. وهل يهدر دماء الصالحين- وبذلک عرفهم المجتمع الديني- بقول فاسق مستهتر؟! والله يقول: يا أيها الذين آمنوا إن جاءکم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين[26] لکن معاوية بعد أن استلحق زيادا بأبي سفيان راقه أن لا ينحرف عن مرضاته وفيها شفاء غلته وإن زحزحته عن زمرة اناس خوطبوا بالآية الشريفة.

وبمثل قوله لعائشة لما عاتبته علي قتله حجرا وأصحابه: فدعيني وحجرا نلتقي عند ربنا عزوجل. وقوله لها حين قالت له: أين عزب عنه حلم أبي سفيان في حجر وأصحابه؟: حين غاب عني مثلک من حلماء قومي[27] إن هو إلا الهزء بالله و بلقاءه، أو لم يکف من آمن بالله واليوم الآخر نصح القرآن وحده وشرعة محمد صلي الله عليه وآله وسلم معه في حرمة دماء المؤمنين الابرياء؟ هل يسع معاوية أو يغنيه يوم لقاء الله التمسک بالترهات تجاه قوله تعالي: ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق[28] وقوله تعالي وما کان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ. ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما[29] وقوله تعالي: إن الذين يکفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم[30] وقوله تعالي: وعباد الرحمن الذين يمشون في الارض هونا- إلي قوله- ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلک

[صفحه 59]

يلق أثاما؟!.[31] .

أو لم يکف معاوية ما رواه هو نفسه عن رسول الله صلي الله عليه وآله من قوله: کل ذنب عسي الله أن يغفره إلا الرجل يموت کافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا؟ مسند أحمد 96:4.

أو ما کتبه بيده الاثيمة إلي مولانا أميرالمؤمنين من کتاب: واني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: لو تمالا أهل صنعاء وعدن علي قتل رجل واحد من المسلمين لاکبهم الله علي مناخرهم في النار؟.

أو ما رواه ابن عمر مرفوعا: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما؟.

أوما جاء به البراء بن عازب مرفوعا: زوال الدنيا أهون علي الله من قتل مؤمن بغير حق. رواه ابن ماجة والبيهقي، وزاد فيه الاصبهاني: ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشترکوا في دم مؤمن لادخلهم النار.

وفي رواية لبريدة مرفوعا: قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا.

وفي حديث لابي هريرة مرفوعا: لو أن أهل السماء وأهل الارض اشترکوا في دم مؤمن لاکبهم الله في النار.

ومن حديث لابن عباس مرفوعا: لو اجتمع أهل السماء والارض علي قتل امرئ لعذبهم الله إلا أن يفعل ما يشاء.

ومن حديث لابي بکرة مرفوعا: لو ان أهل السماوات والارض اجتمعوا علي قتل مسلم لکبهم الله جميعا علي وجوههم في النار.

ومن طريق ابن عباس مرفوعا: أبغض الناس إلي الله ملحد في الحرم. ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه، صحيح البخاري، سنن البيهقي 27:8.

ومن طريق أبي هريرة مرفوعا: من أعان علي قتل مؤمن بشطر کلمة لقي الله مکتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله.

[صفحه 60]

ومن حديث أبي موسي مرفوعا: أصبح أبليس بث جنوده فيقول: من أخذل اليوم مسلما ألبسه التاج. ويجئ هذا فيقول: لم أزل به حتي طلق امرأته. فيقول: أوشک أن يتزوج. ويجئ هذا فيقول: لم أزل به حتي عق والديه. فيقول: يوشک أن يبرهما ويجئ هذا فيقول: لم أزل به حتي أشرک. فيقول: أنت أنت ويجئ هذا فيقول: لم أزل به حتي قتل فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج.

ومن حديث عبدالله بن عمرو مرفوعا: من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وان ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما. وفي لفظ أحمد: من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله تبارک وتعالي عليه الجنة لم يشم ريحها.

إلي أحاديث جمة اخري أخرجها الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد وجمع شطرا منها الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 120:3 تا 123.

ما أحوج معاوية مع هذه کلها إلي نصح ضرائب عائشة في هذه الموبقة الکبيرة و هي نفسها لم تکترث لسفک دماء آلاف مؤلفة ممن حسبتهم أبنائها علي حد قول الشاعر:


جاءت مع الاشقين في هودج
تزجي إلي البصرة أجنادها


کأنها في فعلها هرة
تريد أن تأکل أولادها


نعم: مضي حجر سلام الله عليه إلي ربه سجيح الوجه، وضئ الجبين، حميدا سعيدا مظلوما مهتضما، مضرجا بدمه، مصفدا بقيود الظلم والجور، خاتما حياته الحميدة بالصلاة، قائلا: لا تطلقوا عني حديدا، ولا تغسلوا عني دما، وادفنوني في ثيابي فإني مخاصم. وفي لفظ: فإنا نلتقي معاوية علي الجادة.[32] وأبقت تلک الموبقة علي معاوية خزي الابد، وعد الحسن من أربع خصال کن في معاوية لو لم يکن فيه منهن إلا واحدة لکانت موبقة: قلته حجرا، وقال: ويلا له من حجر و أصحاب حجر[33] .

ونحن علي يقين من أن الله تعالي سيأخذ ابن آکلة الاکباد بما خطته يده

[صفحه 61]

الاثيمة إلي أهل البصرة من قوله: إن سفک الدماء بغير حلها، وقتل النفوس التي حرم الله قتلها، هلاک موبق، وخسران مبين، لا يقبل الله ممن سفکها صرفا ولا عدلا[34] .


صفحه 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61.








  1. في الاغاني: من الامرين بالحق والقائمين بالقسط.
  2. موضع قرب الکوفة علي شاطئ الفرات الشرقي.
  3. المذکور تحت عنوان (معاوية وحجر بن عدي وأصحابه) ص 37.
  4. مستدرک الحاکم 468: 3.
  5. ج 135:1.
  6. طبقات ابن سعد، تاريخ ابن عساکر 85:4، تاريخ ابن کثير 50:8.
  7. تاريخ ابن کثير: 50:8.
  8. تاريخ ابن عساکر420 و 85: 4، ج 5، تاريخ ابن کثير: 50:8.
  9. 57:1.
  10. الاصابة 315:1.
  11. الاغاني 16:11، تاريخ الطبري 156:6، الکامل 209:4.
  12. تاريخ ابن عساکر 86:4، تاريخ ابن کثير 55:8، الاصابة 315:1.
  13. تاريخ ابن عساکر 66:4، تاريخ ابن کثير 55:8، شذرات الذهب 57:1.
  14. مر تمام الکتاب في الجزء العاشر ص 161 و 160.
  15. يعني شريک بن شداد الحضرمي، کان من أصحاب حجر الذين بعث بهم زياد إلي معاوية وقتل مع حجر.
  16. الاغاني 6:16، تاريخ الطبري 153:6، الکامل لابن الاثير: 210:4، مستدرک الحاکم 470 و 469: 3، الاستيعاب 357:1، الاصابة: 315:1.
  17. مستدرک الحاکم 469:3.
  18. مسند أحمد 321:3.
  19. مسند أحمد 520 و 328 و 304 و 299: 2.
  20. مسند أحمد 243:4، تاريخ الخطيب 362:5.
  21. مسند أحمد 315:5، تاريخ الخطيب 185:13.
  22. تاريخ ابن کثير 55:8.
  23. تاريخ الطبري 156:6، الاستيعاب 135:1.
  24. الاستيعاب 134:1، اسد الغابة 386:1.
  25. الاغاني 11:16، تاريخ الطبري 156:6، کامل ابن الاثير 209:4.
  26. سورة الحجرات: 6.
  27. الاغاني 11:16، الاستيعاب 134:1، اسد الغابة 386:1، تاريخ ابن کثير 55: 8.
  28. سورة الاسراء: 33.
  29. سورة النساء: 93 و 92.
  30. سورة آل عمران: 21.
  31. سورة الفرقان: 68.
  32. مستدرک الحاکم 470 و 469: 3، الاستيعاب 135:1، کامل ابن الاثير 210:4، اسد الغابة 386:1، الاصابة 315:1.
  33. مرح تمام حديث الحسن في ص 225 من الجزء العاشر.
  34. شرح ابن أبي الحديد 350:1.