برواية بعض علماء السنة











برواية بعض علماء السنة



(بعض ما ذکره علماء المسلمين من أهل السنة و الامامية في حديث السفينة و المعني المقصود منه).

(قال العجيلي الشافعي في ذخيرة المال) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل أهل البيت کسفينة نوح من رکبها نجا و من تخلف عنها أهلکه الغرق.

(و قال) في شان أهل البيت أيضا هم سفينة النجاة، و حبل الاعتصام و قرناء کتاب الله إلي ورود الحوض، و قد حث صلي الله عليه و اله علي التمسک بهم، و رکوب سفينتهم، و الاخذ بهديهم، و تقديمهم، و التعلم منهم، و حاشاه أن يأمر بالتمسک بحبل مقطوع، و رکوب سفينة مخرقة، أو بأخذ هوي مبتدع، أو تقديم ضال أو تعلم من هو مخالف لسنته (و قال فيهم عليهم السلام): " قد عهد إلينا مشرفهم صلي الله عليه و اله أن نحبهم و نحترمهم و نعتقد طهارتهم و فضلهم، و أن لهم عند الله عهدا أن لا يدخل واحدا منهم النار فهل تري الحکم عليهم بالهلاک و هم السفينة و تأخيرهم و هم المقدمون و تسمية حبهم رفضا و هو واجب، و ترک التمسک بهم و هم حبل الله و قرناء کتابه من العرفاء بالعهود، أم خفر ذمة صاحب الحوض المورود "؟ (و قال): " المقرر أن مودة القربي و موالاتهم من العقائد اللازمة و الاعتزاء

[صفحه 128]

إليهم و الاقتداء بهم هو مذهب إمامي (يعني الشافعي لانه کان شافعيا) الذي قلدته في شرائع دينه و بدائع فنونه، فاندارجي في حلة الاتباع هو الشاهد لصدق التقليد عند النزاع، و کيف و أنا أصلي عليهم في کل فرض فرضا لازما و أسأل الهداية إلي صراطهم المستقيم في کل يوم خمس مرات، و هم حبل الاعتصام و سفينة النجاة، فهل يحسين أن أوثر بهم أحدا، أو أستبدل بهم ملتحدا کلا و الله بل المزاحمة علي هذا المورد العذب سبيلي، و العض بالنواجد علي تلک السنن اعتقادي و قيلي ".

(و قال) في الاستدلال علي انهم الحق و علي الحق، و أن متابعتهم واجبة و منجية و متابعة للحق إن حديث السفينة و قوله صلي الله عليه وأله (أهل بيتي کسفينة نوح) دليل علي ذلک (قال فإذا کانت السفينة منجية لمن رکبها من الغرق لزم ان تکون هي ناجية من باب الاولي، و إذا حکمنا و العياذ بالله بالهلاک (لهم) لزم أن يکون الصادق الامين (رسول رب العالمين) (صلي الله عليه و آله و سلم) قد غش أمته حيث أمرهم برکوب سفينة مخرقة هالکة حاشي الله من ذلک فقد قال صلي الله عليه و اله من غشنا ليس منا، و الدين النصيحة، فقد نصح و أفصح و أوضح صلي الله عليه (و آله) و سلم.

(قال) العجيلي الشافعي في قصيدته.

و هم السفينة للنجاة و حبهم فرض و حبل تمسک و أمان حاشاه يأمرنا برکب سفينة مخرقة أم زاغت البصر ان (و قال أيضا) في ذخيرة المال نقلا من (کتاب الاثمار): إن أهل الحل و العقد من أهل البيت عليهم السلام هم الجماعة المطهرة المعصومة، و السفينة الناجية المرحومة، بالادلة التفصيلية و الا جمالية، النقلية و العقلية، فيجب أن يکون لهم في الفروع الاقتداء، واليهم في الاصول.

[صفحه 129]

الاعتزاء (و قال ايضا).

فارکب علي اسم الله لا تخلف تنجو من الطوفان يوم التلف (قال و وجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم و عظمهم شکرا لنعمة مشرفهم و أخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمات المخالفات، و من تخلف عن ذلک غرق في بحر کفر النعم و هلک في مفاوز الطغيان.

(و قال أيضا).

سفينة ينجو بها من رکبا و هالک في النار من تجنبا (ثم قال) أخرج الطبراني، و أبو نعيم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم: مثل أهل بيتي کسفينة نوح من رکبها نجا و من تخلف عنها غرق، فثبت لهم بذلک النجاة لانها إذا کانت منجية لغيرها فهي أولي بان تکون ناجية.

قال السمهودي و غيره، فمن حفظ الحرمات الثلث، حرمة الاسلام و حرمة النبي صلي الله عليه و اله و حرمة أهل بيته فقد رکب في سفينة النجاة، و من لم يحفظهن فقد تخلف عن سفينة النجاة (قال) و محصل حديث السفينة: و إني تارک فيکم (الحديث).

الحث علي التعلق بحبلهم و حبهم و علمهم و الاخذ بهدي علمائهم، و محاسن أخلاقهم و شيمهم فمن اخذ بذلک نجا من ظلمات المخالفة، وادي شکر النعمة، و من تخلف عنهم غرق في بحار الکفر و تيار الطغيان فاستوجب النيران، فقد ورد أن بغضهم يوجب دخول النار، و کل عمل بدون ولائهم مقبول، و کل مسلم عن حبهم مسئول (و قال العلامة العجيلي الشافعي) بعد ذکره حديث السفينة و محصله ما تقدم في محصل حديث السفينة من الحث علي اعظامهم و التعلق بحبلهم و حبهم و علمهم، و الاخذ بهدي علمائهم و محاسن أخلاقهم شکرا لنعمة مشرفهم صلوات الله عليه و عليهم.

[صفحه 130]

و قال العجيلي في قصيدته.

تعلموا منهم و قدموهم تجاوزوا عنهم و عظهموهم (ثم قال) في شرح البيت: و لما أمرنا بتقديمهم فتأخيرهم عن مقاماتهم الشريفة مخالفة للمشروع، و من مقاماتهم مقارنة القرآن و دوام التطهير من المعاصي و البدع، إما ابتداء و إما انتهاء، و وجوب التمسک بهم، و اعتقاد أنهم سفينة ناجية منجية، و من قال خلاف ذلک، فقد أخر من قدم الله و رسوله.

(قال) انما جعل الامام ليؤتم به و المأموم أسير الامام، و المتابعة واجبة و التقدم عليه حرام، و من أخرهم عن مقاماتهم فصلاته باطلة و تأخير من يستحق التقديم في الموضع الذي استحقه، من عکس الحقائق، فاعتبروا يا اولي الابصار (العبقات ج 2 ص 741).

(و قال) نور الدين السمهودي الشافعي في کتابه (جواهر العقدين) في الذکر الخامس في التنبيه الثاني قوله صلي الله عليه وأله: مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح في قومه (الحديث) و وجه أن النجاة ثبتت لاهل السفينة من قوم نوح عليه السلم و قد سبق في الذکر قبله في حثه صلي الله عليه و اله علي التمسک بالثقلين کتاب الله و عترته کقوله صلي الله عليه وأله: فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، و قوله في بعض الطرق (نبأني اللطيف الخبير) فاثبت لهم بذلک النجاة و جعلهم وصلة إليها فتم التمسک المذکور، و محصله الحث علي التعلق بحبلهم و حبهم و إعظامهم شکرا لنعمة مشرفهم صلي الله عليه وأله و الاخذ بهدي علمائهم، و محاسن أخلاقهم و شيمهم، فمن أخذ بذلک نجا من ظلمات المخالفة، وادي شکر النعمة الوافرة، و من تخلف عنه غرق في بحار الکفران، و تيار الطغيان، فاستوجب النيران.

و قال الهيتمي في الصواعق المحرقة بعد ذکره حديث السفينة و وجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم و عظهمم شکرا لنعمة مشرفهم صلي الله عليه و اله و أخذ

[صفحه 131]

بهدي علمائهم نجا من ظلمة الخالفات، و من تخلف عن ذلک غرق في بحر کفر النعم، و هلک في مفاوز تيار الطغيان

(و قال) الميرزا محمد البدخشي في کتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) بعد إخراجه حديث السفينة و قد تقدم لفظه: أما بعد فلا يخفي أنه ليس لنجاة العقبي ذريعة أقوي من محبة آل المصطفي، عليه من الصوات ما هو الا زکي و من التحيات ما هو الا صفي، لان الله عز و جل أوجب محبتهم علي مؤمن مخلص موقن خالص، حيث قال (قل لا أسالکم عليه أجرا إلا المودة في القربي) و أوصي النبي صلي الله عليه و اله فيهم کل مؤمن من جن و أنس و ملک و قال: مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح من رکبها نجا و من تخلف عنها هلک (العبقات ج 2 ص 735).

(و قال البدخشاني) في کتابه (تحفة المحبين): أما بعد فلا يخفي أن محبة آل النبي صلي الله عليه وأله جزء للايمان، و تعظيم هؤلاء الکرام رکن عظيم للايقان فانه صلي الله عليه و اله حث علي ولائهم و دعا بالخيبة و الخسران لاعدائهم، حيث قال: مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح من رکبها نجا، و من تخلف عنها هلک (العبقات ج 2 ص 736).

(و قال) السيد شهاب الدين أبو بکر الشافعي في کتابه (رشفة الصادي ص 79 طبع م سنة 1303 ه): أخرج الحاکم عن أبي ذر حديث السفينة ثم ذکر حديثا تقدم نقله من مناقب ابن المغازلي الشافعي و غيره و هو الذي في آخره و من قاتلنا آخر الزمان فکانما قاتل مع الدجال، ثم أخرج حديث السفينة عن أبي سعيد الخدري، و قد تقدم نقله أيضا، و في آخره يقول: مثل باب حطة بني إسرائيل من دخله غفر له.

(ثم قال السيد رحمه الله: قال العلماء: وجه تمثيله صلي الله عليه و اله لاهل بيته

[صفحه 132]

بسفينة نوح عليه السلم، أن النجاة من هول الطوفان کانت ثابتة لمن رکب تلک السفينة و أن من تمسک من الامة بأهل بيته صلي الله عليه و اله و أخذ بهديهم کما حث عليه صلي الله عليه و اله في الاحاديث (المروية عنه صلي الله عليه و اله کحديث الثقلين و غيره) نجا من ظلمات المخالفات، و اعتصم بأقوي سبب إلي رب البريات.

(و قال العلامة) الحسن بن محمد الطيبي في کتابه (الکاشف) شرح المشکاة للخطيب التبريزي (قوله) (أي قول أبي ذر): و هو آخذ بباب الکعبة أراد الراوي بهذا مزيد توکيد لاثبات هذا (الحديث)، و کذا أبو ذر اهتم بشأن روايته فاورده في هذا المقام علي رؤوس الناس ليتمسکوا به (و في رواية) له بقوله: من عرفني فانا من قد عرفني و من أنکرني فانا أبو ذر، سمعت النبي صلي الله عليه و اله يقول الا إن مثل أهل بيتي (الحديث) أراد بقوله: فانا أبو ذر المشهور بصدق اللهجة و ثقة الرواية و أن هذا حديث صحيح لا مجال للرد فيه، و هذا تلميح إلي ما روينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله يقول: ما أظلت الخضراء، و لا اقلت الغبراء اصدق من أبي ذر (و في رواية) من ذي لهجة أصدق و لا أوفي من أبي ذر شبه عيسي بن مريم، فقال عمر بن الخطاب کالحاسد يا رسول الله أ فتعرف ذلک قال ذلک فاعرفوه، أخرجه الترمذي و حسنه (قال) الصغاني في (کشف الحجاب) شبه (النبي صلي الله عليه و اله) الدنيا بما فيها من الکفر و الضلالات و البدع و الاهواء الزائغة ببحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، و قد أحاط باکنافه و أطرافه الارض کلها، و ليس فيه خلاص و مناص إلا تلک السفينة، و هي محبة أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و اله (و متابعتهم في جميع الامور الدنيوية و الاخروية في الامور المعادية و المعاشية (العبقات ج 2 ص 719).

(و قال العلامة) ملک العلماء الدولت آبادي في کتابه (هداية السعداء)

[صفحه 133]

عند شرحه الحديث الشريف المبارک (ظهر الفساد في البر و البحر) فساد القلوب علي قدر فساد الزمان (ثم قال) في شرف النبوة و المشکاة: روي أحمد (بن حنبل) عن أبي ذر أنه قال آخذا بثياب الکعبة سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله يقول: مثل أهل بيتي (أولادي) فيکم کمثل سفينة نوح فمن رکبها نجا و من زاغ عنها هلک، لان من کان في البحر فالسفينة شرط النجاة (قال) و في التشريح) و نوح عليه السلم لن يخرق السفينة و لا يعيبها واحد من الملاحين، و السفينة إن صلح حالها صلح حال نوح، و إن غرقت دلت علي عدم النجاة، و قد أمر برکوب السفينة لنجاتها و أهلها.


صفحه 128، 129، 130، 131، 132، 133.