كلمة المؤلف











کلمة المؤلف



محمد صلي الله عليه و آله و علي عليه السلام و حديث الثقلين: عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم: إني تارک فيکم خليفتين کتاب الله عز و جل ممدود ما بين السماء و الارض، و عترتي أهل بيتي، و إنهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض.

(مسند احمد و المعجم الکبير للطبراني و کنز العمال ج 1 ص 47 ص 48) و حديث السفينة: عن ابي ذر قال: قال رسول الله صلي الله عليه (و آله) و سلم: مثل أهل بيتي فيکم کمثل سفينة نوح من رکب فيها نجا، و من تخلف عنها هلک، و مثل باب حطة في بني إسرائيل.

(کنز العمال ج 6 ص 216 من المعجم الکبير للطبراني) تأليف نجم الدين الشريف العسکري کلمة المؤلف: عند مطالعتي للاحاديث النبوية و علي الاخص حديث الثقلين و حديث السفيتة اللذين هما من أدلة الامامية في اتباعهم القرآن و النبي صلي الله عليه و اله و سلم و أهل بيته المعصومين عليهم السلام عثرت علي بيان لطيف في شرح الحديثين و بيان أسباب صدور الحديثين، لبعض علماء السنة المعروفين بالعلم و الفهم و الورع و التقوي فرأيت أن اجعله مقدمة للحديثين الشريفين اللذين بلغا من الشهرة حد التواتر، و إليک نص ألفاظه بلا تصرف فيه: (قال العلامة) أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي[1] ما هذا نص ألفاظه

[صفحه 2]

و بنيه عليهم السلام متابعة للحق لانهم علي الحق و من تابعهم تابع للحق.

(و فيه أيضا ج 6 ص 157) أخرجه أبو يعلي في مسنده، و ابن منصور في سننه أن النبي صلي الله عليه و اله قال مشيرا إلي أمير المؤمنين عليه السلم (الحق مع ذا) يعني عليا عليه السلم (ع ص عن أبي سعيد).

(و فيه أيضا ج 6 ص 155) عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله) يا عمار إن رأيت عليا سلک واديا و سلک الناس واديا غيره فاسلک مع علي ودع الناس إنه لن يدلک ردي و لن يخرجک من الهدي (خرجه الديلمي في فردوس الاخبار).

(قال المؤلف) هذه بعض الاحاديث الخاصة الآمرة باتباع علي أمير المؤمنين و العمل بأوامره، و أما الاحاديث العامة الآمرة باتباع أهل البيت و السير علي هديهم و إرشادهم فهي کثيرة، خرجها علماء السنة و الامامية في کتبهم و إليک بعض ما خرجه علماء السنة في کتبهم المعتبرة.

(منها) ما خرجه علي المتقي الحنفي في کتابه (کنز العمال) ج 6 ص 155) نقلا من مستدرک الحاکم الشافعي، و من المعجم الکبير للطبراني الشافعي، و من فضائل الصحابة لابي نعيم الاصبهاني فانهم خرجوا بأسانيدهم عن زيد بن أرقم (قال قال رسول الله صلي الله عليه وأله): من أحب أن يحيي حياتي و يموت موتي و يسکن جنة الخلد التي وعدني ربي فان ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب، فانه لن يخرجکم من هدي و لن يدخلکم في ضلالة (طب ک و تعقب و أبو نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم).

(قال المؤلف) خرج علماء السنة هذا الحديث في کتبهم و في بعضها زيادة (منها ما في کنز العمال ج 6 ص 155) نقلا عن کتب عديدة لعلماء السنة قالوا: قال رسول الله صلي الله عليه و اله): من أحب أن يحيي حياتي، و يموت ميتتي

[صفحه 3]

و يدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانا من قضبانها غرسه بيده و هي جنة الخلد فليتول عليا و ذريته من بعدي فانهم لن يخرجوکم من باب هدي و لن يدخلوکم في باب ضلالة (مطير و الباوردي و ابن شاهين و ابن مندة عن زياد ابن مطرف.

(قال المؤلف) الامامية يحبون النبي و عليا و ذريته عليهم الصلاة و السلام و يتمسکون بهم لانهم سفن النجاة، واحد الثقلين اللذين ترکهما النبي صلي الله عليه وأله في أمته و أمرهم باتباعه کي لا يضلوا و يهلکوا، أللهم وفقنا للعمل بکتابک الذي أنزلته علي سيد رسلک محمد صلي الله عليه و اله و اتباع أهل بيته و عترته سفن النجاة آمين رب العالمين 14/12/1371 ه (المؤلف)

[صفحه 4]


صفحه 2، 3، 4.








  1. أبو نصر محمد بن عبد الجبار العتبي من عتبة بن غزوان مؤرخ من الکتاب الشعراء، أصله من الري، نشأ في خراسان و ولي نيابتها.

    ثم استوطن نيشابور.

    و انتهت اليه رياسة الانشاء في خراسان و العراق.

    و ناب عن شمس المعالي قابوس بن وشمکير في خراسان إلي أن توفي سنة 427 ه من کتبه لطائف الکتاب في الادب، و (اليميني)، نسبة إلي السلطان يمين الدولة محمود بن سبکتکين، و يعرف بتاريخ العتبي، طبع طبعات عديدة في بولاق (مصر) و لا هور، و دهلي بعنوان (تاريخ اليميني) و قد ذکره صاحب کشف الظنون (في حرف الياء بعنوان (اليميني) و کتبوا له شروحا.

    ذکر تفاصيلها في (کشف الظنون) و الشرح الاخير الذي ألف بعد عصر صاحب (کشف الظنون) هو الفتح الوهبي في شرح تاريخ العتبي.

    ألفه الشيخ أحمد بن علي بن عمر العدوي الدمشقي الشهير بالمنيني المولود سنة 1089 ه.

    و المتوفي سنة 1172 ه کما ترجمه في سلک الدر، فرغ من شرحه سنة 1147 ه.

    و طبع في مجلدين [ ] " و استخلف (أي رب البرية) علي عمارة عالمه، من انتخبهم من خلفه و آثرهم بالهامه، و دبر بهم بأوامره و أحکامه، و کان أعلم بهم من ملائکته حيث قالوا (أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفک الدماء و نحن نسبح بحمدک و نقدس لک قال إني أعلم ما لا تعلمون) و أقام عليهم مهيمنا من لدنه يهديهم الرشاد، و يحذرهم الفساد، و يرجيهم الثواب، و ينذرهم العقاب، و لم يقتصر علي ما أقامه من الحجة و أوضحه من المحجة حتي ابتعث الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين بالمعجزات الباهرة، و الدلالات الزاهرة، و البينات المتظاهرة، داعين إلي توحيده، و ناد بين لتسبيحه و تمجيده، فازاح بهم العلة، و أزال (بهم) الشبهة، و أفاد سکون النفس، و نفي خلاج الشکوک، و لم يزل يستحدث من يشاء من خليقته موسومين بسنن الانبياء، و مثل من قام بعدهم علي مناهجهم، من الولاة و الامراء حتي انتهت نوبة الخلق إلي زمن المصطفي الامين، الابطحي المرتضي المجتبي محمد صلي الله عليه و اله، فارسله بالحق بشيرا و نذيرا، و داعيا إلي الله باذنه، و سراجا منيرا، و جعل أمته به أفضل الامم، و کلمتهم أعدل الکلم، و ملتهم أوسط الملل و قبلتهم أسد القبل، و سنتهم أقوي السنن، و کتابهم أشرف الکتب، و وعدهم أن يکونوا يوم العدل و قضاء الفصل، شهداء علي من يظهر و ينکر الواحد المعبود، قال الله تعالي جده و هو أصدق الصادقين و أحکم الحاکمين (و کذلک جعلناکم أمة وسطا، لتکونوا شهداء علي الناس و يکون الرسول عليکم شهيدا) فنسخت بشريعته الشرايع، و بضيعته البضايع، و بدليله الادلة، و ببدره الاقمار (هامش) بالمطبعة الوهبية سنة 1286 ه.

    أنظر في التعريف بالکتابين المتن و الشرح (الذريعة) ج 3 ص 256) و انظر ترجمة الماتن في يتيمة الدهر (ج 4- 281 ص 289) و في إعلام الزرکلي (ج 7 ص 56) و في غيرهما من المعاجم الرجالية.

    [ ] و الاهلة، و انتشرت نبوته مسداة بالخلاص، ملحمة بالاخلاص، معلمة بالتمام مطرزة بالدوام، علي تعاقب الليالي و الايام، لم يفرط فيها من شيء يقتضي تماما، و يستدعي روية و لجاما، قال الله تعلي جده (اليوم أکملت لکم دينکم و أتممت عليکم نعمتي و رضيت لکم الاسلام دينا)، فأطلق علي الدين لفظ الکمال لاستقامته علي غاية الاعتدال، و انتفائه عن عوارض النقص و الاختلال إلي ان قبضه الله، جل ذکره اليه مشکور السعي و الاثر، ممدوح النصر و الظفر مرضي السمع و البصر، محمود العيان و الخبر، فاستخلف في أمته الثقلين کتاب الله و عترته، اللذين يحميان الاقدام أن تزل، و الاحلام ان تضل، و القلوب أن تمرض، و الشکوک أن تعرض، فمن تمسک بهما فقد سلک الخيار، و أمن العثار، و ربح اليسار، و من صدف عنهما فقد أساء الاختيار، و ارتدف الادبار (أولئک الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم و ما کانوا مهتدين) فصلي الله عليه و علي آله ما انبلج الليل عن الصباح، و اقترن العز بأطرف الرماح و نادي بحي علي الفلاح، صلاة تکافئ حسن بلائه و تضاهي سابق غنائه، و تقضي فرض طاعته، و تقتضي قرض شاعته، و سلم تسليما ".

    (قال المؤلف) تأمل في هذا البيان فانه أحسن ما ورد من علماء السنة في توضيح هذا الحديث الشريف و لم يسبقه أحد من علمائهم بمثل ما ذکره في إثبات الامر الثابت، و أوضحه من الامر الواضح فشکر الله سعيه و جزاء ما يستحقه، و إذا عرفت) هذا فاعلم أن النبي الاکرم صلي الله عليه و اله لم يزل في إرشاد أمته من أول بعثته إلي آخر أيامه من الدنيا يبين لهم ما فيه رشادهم و صلاح معادهم و معاشهم، بطرق مختلفة بالاجمال و التفصيل، بالاشارة و التصريح، بالفاظ عامة و بيانات خاصة حديث الثقلين و حديث السفينة، و إليک بعضها و هي کثيرة رواها علماء السنة و علماء الامامية رحمهم الله.

    (منها) قوله صلي الله عليه وأله: ألا أدلکم علي من إذا تمسکتم به لن تضلوا بعده؟ قالوا: بلي يا نبي الله (قال): هذا علي فاحبوه بحبي و أکرموه بکرامتي (أخرجه العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي في کتانه (نزهة المجالس) ج 2 ص 208 ط القاهرة).

    (قال المؤلف) و خرجه العلامة علي المتقي في (کنز العمال ج 6 ص 400) و فيه زيادة کلمات نافعة و هذا نصه (مسند السيد الحسن) (قال رسول الله صلي الله عليه و اله: أدعوا لي سيد العرب قلت: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب، فلما جاء (علي) قال: يا معشر الانصار ألا أدلکم علي ما ان تمسکتم به لن تضلوا بعده أبدا، هذا علي فاحبوه بحبي، و أکرموه بکرامتي، فان جبريل أمرني بالذي قلت لکم عن الله عز و جل (حل) (أي خرجه أبو نعيم في حلية الاولياء).

    (قال المؤلف) صاحبة هذا القول زوجة النبي صلي الله عليه و اله عائشة کما يظهر من حديث خرجه جماعة، منهم ابن النجار في تاريخه، قال: و عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله أنت سيد العرب قال: أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب (کنز العمال ج 6 ص 400) (و منها) قوله صلي الله عليه و اله في أول البعثة لاقربائه و عشيرته لما انذرهم (و أنذر عشيرتک الاقربين) فقال لهم هذا أخي و وصيي و خليفتي فيکم فاسمعوا له و أطيعوا (خرج) هذا الحديث جماعة من علماء السنة و حفاظهم، و قد ذکرنا الحديث بطوله في کتابنا (علي و الشيعة) و إليک أسماء بعض من خرج الحديث الطبري في تاريخه الکبير ج 2/216 و في تفسيره (ج 19/129) أيضا و ابن الاثير في تاريخه المسمي بالکامل (ج 2/22) و ابن الحديد في شرحه لنهج البلاغة (ج 3/255) طبع مصر سنة 1329، و أحمد بن حنبل في مسنده (ج 1/111 طبع مصر سنة 1313) و ابن کثير في البداية و النهاية (ج 3/39) و أبو الفداء في تاريخه (ج 1/119).

    (و منها) قوله صلي الله عليه و اله کما رواه انس و أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه وأله: يا علي أنت تبين لامتي ما اختلفوا فيه من بعدي (خرجه الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب ص 30 طبع تبريز)، و خرجه أيضا علي المتقي في کنز العمال (ج 6 ص 156) و قال: أخرجه الديلمي عن انس.

    (و منها) قوله صلي الله عليه و اله لعلي عليه السلم: أنت الصديق الاکبر و أنت الفاروق الذي تفرق بين الحق و الباطل (خرجه الصفوري الشافعي في نزهة المجالس ج 1 ص 205 طبع القاهرة).

    (و منها) قوله صلي الله عليه و اله: أنا المنذر و علي الهادي، و بک يا علي يهتدي المهتدون (خرجه الذهبي الشافعي في ميزان الاعتدال ج 1/225 طبع دار السعادة بمصر) و خرجه أيضا علي المتقي الحنفي في کنز العمال (ج 6 ص 157) و هذا نصه (عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وأله) أنا المنذر و علي الهادي و بک يا علي يهتدي المهتدون من بعدي (خرجه الديلمي في فردوس الاخبار) (قال المؤلف) في هذا الحديث الشريف تصريح بأن الآخذين بهدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام الهدي الذي فيه النجاة و عليه الامامية الآخذون بهدية و هدي أولاده المعصومين مهديون ناجون.

    (و فيه أيضا ج 6 ص 157) قال: و عن کعب بن عجرة قال قال رسول الله صلي الله عليه و اله: تکون بين الناس فرقة و اختلاف فيکون هذا و أصحابه علي الحق يعني (صلي الله عليه وأله) عليا (خرجه الطبراني في المعجم الکبير الذي جميع أحاديثه صحيحة بتصريح الطبراني الشافعي.

    (قال المؤلف) هذا الحديث المبارک يکفي للاستدلال علي أن متابعية علي.