قتال ابن هند عليا اميرالمومنين











قتال ابن هند عليا اميرالمومنين



نحن مهما غضضنا الطرف عن شيئ في الباب فلا يسعنا أن نتغاضا عن أن مولانا أميرالمؤمنين هو ذلک المسلم الاوحدي الذي يحرم ايذاؤه وقتاله، والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اکتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا، ومن المتسالم عليه عند امة محمد صلي الله عليه وآله قوله: سباب المسلم- المؤمن- فسوق، وقتاله کفر. وقد اقترف معاوية الاثمين معا فسب وقاتل سيد المسلمين جميعا، وآذي أول من أسلم من الامة المرحومة، و آذي فيه رسول الله صلي الله عليه وآله والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم، ومن آذي رسول الله صلي الله عليه وآله فقد آذي الله، إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة.

علي أنه سلام الله عليه کان خليفة الوقت يومئذ کيفما قلنا أو تمحلنا في أمر الخلافة وکان تصديه لها بالنص، وإجماع أهل الحل والعقد، وبيعة المهاجرين والانصار، ورضي الصحابة جمعاء، خلا نفر يسير شذوا عن الطريقة المثلي لا يفتون في عضد جماعة، ولا يؤثرون علي إنعقاد طاعة، بعثت بعضهم الضغائن، وحدت آخر المطامع، واندفع ثالث إلي نوايا خاصة رغب فيها لشخصياته، وکيفما کانت الحالة فأمير المؤمنين عليه السلام وقتئذ الخليفة حقا، وإن من ناواه وخرج عليه يجب قتله، وإنما خلع ربقة الاسلام من عنقه وأهل سلطان الله، ويلقي الله ولا حجة له، وقد جاء في النص الجلي قوله صلي الله عليه وآله: ستکون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الامة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف کائنا من کان.

وفي لفظ: فمن رأيتموه يمشي إلي امة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه.

وفي لفظ الحاکم: فاقتلوه کائنا من کان من الناس. راجع صفحة 28 و 27 من هذا الجزء.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من أتاکم وأمرکم جمع علي رجل واحد يريد أن يشق عصاکم أو يفرق جماعتکم فاقتلوه. راجع ص 28 من هذا الجزء.

وقوله صلي الله عليه وآله: من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية، ومن

[صفحه 273]

قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية، أو يدعو إلي عصبية، او ينصر عصبية، فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج علي امتي يضرب برها وفاحرها لا يتحاشي من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه[1] .

وقوله صلي الله عليه وآله؟ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية[2] .

وقوله صلي الله عليه وآله: من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من رأسه إلا أن يراجع، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم، قال رجل: يا رسول الله وإن صام وصلي؟ قال: نعم وإن صام وصلي، فادعوا بدعوة الله الذي سماکم بها المسلمين المؤمنين عباد الله[3] .

وقوله صلي الله عليه وآله من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه[4] .

وقوله صلي الله عليه وآله: ليس أحد يفارق الجماعة قيد شبر فيموت إلا مات ميتة جاهلية[5] .

وقوله صلي الله عليه وآله: من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية[6] .

وقوله صلي الله عليه وآله من أهان سلطان الله في الارض أهانه الله[7] .

وقوله صلي الله عليه وآله من طريق معاوية نفسه: من فارق الجماعة شبرا دخل النار[8] .

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من فارق الجماعة، واستذل الامارة لقي الله ولا حجة له عند الله[9] .

وقوله صلي الله عليه وآله:اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليکم عبد حبشي کأن رأسه زبيبة[10] .

[صفحه 274]

أو هل تري معاوية في خروجه علي أميرالمؤمنين عليه السلام ألف الجماعة ولازم الطاعة أو انه باغ أهان سلطان الله واستذل الامارة الحقة، وخرج عن الطاعة، وفارق الجماعة وخلع ربقة الاسلام من رأسه؟ النصوص النبوية، تأبي إلا أن يکون الرجل علي رأس البغاة کما کان علي رأس الاحزاب يوم کان وثنيا، وما أشبه آخره بأوله، ولذلک أمر رسول الله صلي الله عليه وآله أميرالمؤمنين بقتاله، وان من يقتل عمارا هي الفئة الباغية، ولم يختلف اثنان في أن أصحاب معاوية هم الذين قتلوه، غير أن معاوية نفسه لم يتأثر بتلک الشية ولم تثنه عن بغيه تلکم القتلة وأمثالها من الصلحاء الابرار الذين ولغ في دمائهم.

أضف إلي ذلک ان معاوية هو الخليفة الاخير ببيعة طغام الشام وطغاتهم إن کانت لبيعتهم الشاذة قيمة في الشريعة، وقد حتم الاسلام قتل خليفة مثله بقول نبيه الاعظم صلي الله عليه وآله: إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما.

وقوله صلي الله عليه وآله: ستکون خلفاء فتکثر قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الاول فالاول، واعطوهم حقهم.

وقوله صلي الله عليه وآله: من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر.

وهذه الاحاديث الصحيحة الثابتة[11] هي التي تصحح الحديث الوارد في معاوية نفسه وإن ضعف اسناده عند القوم من قوله صلي الله عليه وآله وسلم: إذا رأيتم معاوية علي منبري فاقتلوه ز[12] وهو المعاضد بما ذکره المناوي في کنوز الدقائق ص 145 من قوله صلي الله عليه وآله: من قاتل عليا علي الخلافة فاقتلوه کائنا من کان.

وبعد أن ترائت الفئتان أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام وطغمة معاوية حکم فيهم کتاب الله تعالي بقوله: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ إلي أمر الله[13] وبها استدل أئمة الفقه کالشافعي علي قتال أهل البغي[14] وأصحاب معاوية هم الفئة الباغية بنص من

[صفحه 275]

الرسول الاعظم صلي الله عليه وآله[15] .

وقال محمد بن الحسن الشيباني الحنفي المتوفي 187: لو لم يقاتل معاوية عليا ظالما له متعديا باغيا کنا لا نهتدي لقتال أهل البغي (الجواهر المضيئة 26: 2).

قال القرطبي في تفسيره 16 ص 137: في هذه الآية دليل علي وجوب قتال الفئة الباغية المعلوم بغيها علي الامام أو علي أحد من المسلمين.

وقال: قال القاضي أبوبکر بن العربي: هذه الآية أصل في قتال المسلمين، والعمدة في حرب المتأولين، وعليها عول الصحابة، وإليها لجأ الاعيان من أهل الملة، وإياها عني النبي صلي الله عليه وسلم بقوله: تقتل عمارا الفئة الباغية. وقوله عليه السلام في الخوارج: يخرجون علي خير فرقة أو علي حين فرقة. والرواية الاولي أصح لقوله عليه السلام: تقتلهم أولي الطائفتين إلي الحق، وکان الذي قتلهم علي بن أبي طالب ومن کان معه. فتقرر عند علماء المسلمين وثبت بدليل الدين أن عليا رضي الله عنه کان إماما، وإن کل من خرج عليه باغ وان قتاله واجب حتي يفئ إلي الحق وينقاد إلي الصلح.اه.

وقال الزيلعي في نصب الراية 4 ص 69: وأما ان الحق کان بيد علي في نوبته فالدليل عليه قول النبي صلي الله عليه وسلم لعمار: تقتلک الفئة الباغية. ولا خلاف انه کان مع علي وقتله أصحاب معاوية، قال إمام الحرمين في کتاب الارشاد: وعلي رضي الله عنه کان إماما حقا في ولايته، ومقاتلوه بغاة، وحسن الظن بهم يقتضي أن يظن بهم قصد الخير وإن أخطأوه، وأجمعوا علي أن عليا کان مصيبا في قتال أهل الجمل، وهم طلحة، والزبير، وعائشة، ومن معهم، وأهل صفين وهم معاوية وعسکره وقد أظهرت عائشة الندم.اه[16] .

وحقا قالت عائشة: ما رأيت مثل ما رغبت عنه هذه الامة من هذه الآية: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا[17] وام المؤمنين هي أول من رغبت عن هذه الآية وضيعت حکمها، وخالفها وخرجت من عقر دارها، وترکت خدرها وتبرجت تبرج الجاهلية الاولي، وحاربت إمام زمانها، ولعلها ندمت وبکت حتي بلت خمارها، ولما...

[صفحه 276]

ومن هنا وهناک کان مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام يوجب قتال أهل الشام ويقول: لم أجد بدا من قتالهم أو الکفر بما انزل علي محمد صلي الله عليه وسلم. وفي لفظ: ما هو إلا الکفر بما نزل علي محمد، أو قتال القوم[18] .

وکان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يأمر وجوه أصحابه کأمير المؤمنين، وأبي أيوب الانصاري وعمار بن ياسر، بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين، وقد مرت أحاديثه في الجزء الثالث ص 170 -167 وکان من المتفق عليه عند السلف: ان القاسطين هم أصحاب معاوية.

فبأي حجة ولو کانت داحضة کان معاوية الذي يجب قتله وقتاله يستسيغ محاربة علي أميرالمؤمنين؟ وبين يديه کتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله وسلم إن کان ممن يقتص أثرهما وفي الذکر الحکيم قوله سبحانه: فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلي الله والرسول إن کنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر[19] ومن لم يحکم بما أنزل الله فاولئک هم الکافرون[20] ومن لم يحکم بما أنزل الله فاولئک هم الفاسقون[21] ومن لم يحکم بما أنزل الله فاولئک هم الظالمون.[22] فلم يکن القتال أول فاصل لنزاع الامة قبل الرجوع إلي محکمات الکتاب، وما فيه فصل الخطاب من السنة المبارکة، ولذلک کان مولانا أميرالمؤمنين يتم عليهم الحجة بکتابه وخطابه منذ بدء الامر برفع الخصومة إلي الکتاب الکريم وهو عدله، وکان يخاطب وفد معاوية ويقول: ألا إني ادعوکم إلي کتاب الله عزوجل وسنة نبيه (تاريخ الطبري 4:6) ومن کتاب له عليه السلام إلي معاوية ومن قبله من قريش قوله: ألا وإني أدعوکم إلي کتاب الله وسنة نبيه، وحقن دماء هذه الامة.

شرح نهج البلاغة 19:1.

[صفحه 277]

فلم يعبئوا به إلا بعد ما اضطروا إلي التترس به، وقد أخبر بذلک الامام قبل وقوع الواقعة فيما کتب إلي معاوية: وکأني بک غدا وأنت تضج من الحرب ضجيج الجمال من الاثقال، وستدعوني أنت وأصحابي إلي کتاب تعظمونه بألسنتکم، وتجحدونه بقلوبکم. شرح ابن أبي الحديد 411:3، ج 50:4.

وفي کتاب آخر له عليه السلام إليه وکأني بجماعتک تدعوني جزعا من الضرب المتتابع والقضاء الواقع، ومصارع بعد مصارع- إلي کتاب الله، وهي کافرة جاحدة، أو مبايعة حائدة (نهج البلاغة 12:2) فقد صدق الخبر الخبر واتخذوه جنة مکرا وخداعا يوم رفعت المصاحف وکانوا کما قال مولانا أمير المؤمنين يومئذ: عباد الله اني أحق من أجاب إلي کتاب الله، ولکن معاوية، وعمرو بن العاص، وابن أبي معيط، وحبيب بن مسلمة، وابن أبي سرح، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منکم، صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فکانوا شر أطفال وشر رجال، إنها کلمة حق يراد بها الباطل، إنهم والله ما رفعوها إنهم يعرفونها ويعملون بها، ولکنها الخديعة والوهن والمکيدة[23] .

ولم يأل الرسول الکريم صلي الله عليه وآله وسلم جهدا في تحذير المسلمين عن التورط في هذه الفتنة العمياء بخصوصها، ويعرفهم مکانة أميرالمؤمنين، ويکرههم مسه بشيئ من الاذي من قتال أو سب أو لعن أو بغض أو تقاعد عن نصرته، ويحثهم علي ولائه و اتباعه واقتصاص أثره والکون معه بعد ما قرن الله ولايته بولايته وولاية الرسول وطاعته بطاعتهما فقال: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون[24] وقوله تعالي:[25] يا أيها الذين آمنو أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منکم[26] .

لکن معاوية لم يقنعه الکتاب والسنة فباء بتلکم الآثام کلها، وجانب هاتيک الاحکام الواجبة جمعاء، فکان من القاسطين وهو يرأسهم، وأما القاسطون فکانوا لجهنم حطبا[27] .

[صفحه 278]

نعم: لم يقنع معاوية قوله صلي الله عليه وآله: علي مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي.

وقوله صلي الله عليه وآله: من کنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن عصي عليا فقد عصاني.

وقوله صلي الله عليه وآله: إني تارک فيکم الثقلين: کتاب الله وعترتي أهل بيتي، انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروني. بم تخلفوني فيهما. وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من يريد أن يحيي حياتي، ويموت مماتي، ويسکن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجکم من هدي، ولن يدخلکم في ضلالة.

وقوله صلي الله عليه وآله: إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال: إنه راية الهدي، ومنار الايمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني. وقوله صلي الله وعليه وآله وسلم: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن ابي طالب. وقوله صلي الله عليه وآله: لما نظر إلي علي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب لمن حاربکم، وسلم لمن سالمکم.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا منه، وهو ولي کل مؤمن بعدي. وقوله صلي الله عليه وآله وسلم له: أنت وليي في کل مؤمن بعدي.

وقوله صلي الله عليه وآله في حديث: علي أميرالمؤمين، إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلي جنات رب العالمين، أفلح من صدقه، وخاب من کذبه، ولو أن عبدا عبدالله بين الرکن والمقام ألف عام وألف عام، حتي يکون کالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل محمد أکبه الله علي منخره في نار جهنم.

وقوله صلي الله عليه وآله له: لا يحبک إلا مؤمن، ولا يبغضک إلا منافق. وقوله صلي الله عليه وآله آخذا بيد الحسن والحسين: من أحبني وأحب هذين وأباهما و امهما کان معي في درجتي يوم القيامة.

[صفحه 279]

وقوله صلي الله عليه وآله: علي مني بمنزلة رأسي من بدني.

وقوله صلي الله عليه وآله، والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار.

وقوله صلي الله عليه وآله له: يا علي طوبي لمن أحبک وصدق فيک، وويل لمن أبغضک و کذب فيک.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من أحبني فليحب عليا، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل، ومن أبغض الله أدخله النار.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: لا تسبوا عليا فأنه ممسوس بذاک الله.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: هذا أمير البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله.

وقوله صلي الله عليه وآله: من آذي عليا فقد آذاني.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: اوحي إلي في علي ثلاث: انه سيد المسلمين، وإمام المتقين، و قائد الغر المحجلين.

وقوله صلي الله عليه وآله: من سب عليا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله عزوجل، ومن سب الله کبه الله علي منخريه في النار.

وقوله: صلي الله عليه وآله: لو أن عبدا عبدالله سبعة آلاف سنة ثم أتي الله عزوجل ببغض علي بن ابي طالب جاهدا لحقه، ناکثا لولايته، لاتعس الله خيره، وجدع أنفه.

وقوله صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام: سجيته سجيتي، ودمه دمي، وهو عيبة علمي، لو ان عبدا من عباد الله عزوجل عبدالله ألف عام بين الرکن والمقام ثم لقي الله عزوجل مبغضا لعلي بن أبي طالب وعترتي أکبه الله علي منخره يوم القيامة في نار جهنم.

وقوله صلي الله عليه وآله لعلي: يا علي لو أن امتي صاموا حتي يکونوا کالحنايا، وصلوا حتي يکونوا کالاوتار، ثم أبغضوک لاکبهم الله في النار. وقوله صلي الله عليه وآله: لا يجوز أحد الصراط إلا من کتب علي الجواز. وقوله صلي الله عليه وآله: لا يجوز احد الصراط إلا ومعه براة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف علي الجنة، فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار.

وقوله صلي الله عليه وآله: معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز علي الصراط،

[صفحه 280]

والولاية لآل محمد أمان من العذاب.

وقوله صلي الله عليه وآله: يا ايها الناس، اوصيکم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فانه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.

وقوله صلي الله عليه وآله: سيکون بعدي قوم يقاتلون عليا، علي الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلک شيئ.

وقوله صلي الله عليه وآله لعلي: أنت وشيعتک تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، و يأتي أعداوک غضابا مقمحين. قال: ومن عدوي؟ وقال: من تبرأ منک ولعنک.

وقوله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي فيکم مثل سفينة نوح من رکبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: ألزموا مودتنا أهل البيت، فانه من لقي الله عزوجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا.

وقوله صلي الله عليه وآله: لو أن رجلا صفن بين الرکن والمقام فصلي وصام ثم لقي الله وهو مبغض لاهل بيت محمد دخل النار.

وقوله صلي الله عليه وآله: إن الله جعل أجري عليکم المودة في أهل بيتي وإني سائلکم غدا عنهم.

وقوله صلي الله عليه وآله: وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية علي

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن تمسک بنا اتخذ إلي ربه سبيلا.

وقوله صلي الله عليه وآله: وقد خيم خيمة وفيها علي وفاطمة والحسن والحسين: معشر المسلمين أنا سلم من سالم أهل الخيمة، حرب لمن حاربهم، ولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد، طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ المولد.

40- وقوله صلي الله عليه وآله: إذا جمع الله الاولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط علي جسر جهنم ما جازها أحد حتي کانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.

هذا مولانا أميرالمؤمنين وهذا غيض من فيض مما جاء في ولائه وعدائه، فأي صحابي عادل عاصر نبي الرحمة ووعي منه هاتيک الکلمات الدرية وشاهد مولانا عليه السلام

[صفحه 281]

وعرف انطباقها عليه بتمام معني الکلمة، ثم ينحاز عنه ويتخذ سبيلا غير سبيله فيبغي به الغوائل، ويتربص به الدوائر، ويقع فيه بمل ء فمه وحشو فؤاده، ويرميه بقذائف الحقد والشنئان؟ لعلک لا تجد مسلما هو هکذا غير من ألهته العصبية عن الهدي، و تدهورت به إلي هوة الشهوات السحيقة، ولعلک لا تجد ذلک الرجل البائس إلا ابن أبي سفيان المجابه للکتاب والسنة بعد الانکار بقبله بالهزء والسخرية بلسانه، فعل مردة الوقت وطواغيت الامة، فتراه عند ما روي له سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرة أحاديث مما سمعه عن رسول الله صلي الله عليه وآله في علي عليه السلام ونهض ليقوم ضرط له معاوية استهزاء کما مر حديثه في هذا الجزء ص 258.

وحينما ذکر له أبوذر الغفاري ذلک الصادق المصدق قول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: إست معاوية في النار. جابهه بالضحک وأمر بحبسه.

ولما بقر عبدالرحمن بن سهل الانصاري روايا خمر لمعاوية وبلغه شأنه قال: دعوه فانه شيخ قد ذهب عقله[28] يستهزأ إنکاره علي تلک الکبيرة الموبقة، وليت شعري بم هذا الهزأ والسخرية؟ أبا لصحابي العادل؟ أم بمن استند إليه في حکمه بتحريم الخمر؟ أم بالشريعة التي جاءت به؟ إن ابن آکلة الاکباد بمقربة من کل ذلک، أو انه لا يدين الله بذلک الحکم البات؟

ولما سمع من عمرو بن العاص ما حدثه عن رسول الله صلي الله عليه وآله من قوله لعمار تقتلک الفئة الباغية. قال لعمرو: إنک شيخ أخرق، ولا تزال تحدث بالحديث، وأنت ترحض في بولک، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاؤا به حتي ألقوه بين رماحنا. وقال: أفسدت علي أهل الشام، أکل ما سمعت من رسول الله تقوله؟[29] .

أهذا هزء؟ أم أن معاوية بلغ من السفاهة مبلغا يحسب معه أن أمير المؤمنين هو قاتل عمار، إذن فما قوله في سيد الشهداء حمزة وجعفر الطيار؟[30] أکان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قاتلهما يوم ألقاهما بين رماح المشرکين وسيوفهم؟ لا تستبعد مکابرة الطاغية

[صفحه 282]

بقوله: إن رسول الله قتلهما. أو ان الرجل وجد حمرا مستنفرة فألجمها وألجم مراشدها بتلکم التمويهات؟ وکل هذه معقولة غير مستعصية علي استقراء أعمال معاوية وأفعاله.

ثم ماذا يعني بقوله: أفسدت علي... أيريد کبحا أمام جري السنة الشريفة؟ أو يروم إسدال غطاء علي مجاليها؟ أو الاعراض عن مدلولها لانه لا يلائم خطته؟ ولا يستبعد شيئ من ذلک ممن طبع الله علي قلبه وهو ألد الخصام.

ولما حدثه عبادة بن الصامت حديث حرمة الربا[31] وقد نطق بها القرآن الکريم فقال: اسکت عن هذا الحديث ولا تذکره. فقال عبادة: بلي وإن رغم أنف معاوية. ولما سمع من عبادة حديثه عن رسول الله صلي الله عليه وآله قال: إن هذا لا يقول شيئا. فلم يک يري قول رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا يعبأ به ويصاخ إليه، ويعدل عليه.

ولما قدم المدينة لقيه أبوقتادة الانصاري[32] فقال له معاوية: يا أبا قتادة تلقاني الناس کلهم غيرکم يا معشر الانصار ما منعکم؟ قال: لم يکن معنا دواب. فقال معاوية: فأين النواضح؟ قال أبوقتادة: عقرناها في طلبک وطلب أبيک يوم بدر. قال: نعم يا أبا قتادة قال أبوقتادة: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لنا: إنا سنري بعده اثرة. قال معاوية: فما أمرکم به عند ذلک؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: فاصبروا حتي تلقوه. قال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه قول معاوية:


ألا أبلغ معاوية بن صخر
أمير المومنين عني کلامي


فأنا صابرون ومنظروکم
إلي يوم التغابن والخصام[33] .


وحق القول: إن المخذول لا يخضع لهتاف النبوة، ولا انهم سوف يلقون صاحبها، ويرفعون إليه ظلامتهم، فيحکم لهم علي من استأثر عليهم، وحسبه ذلک إلحادا وبغيا.

[صفحه 283]

وفي رواية ان أبا أيوب أتي معاوية فشکا إليه ان عليه دينا فلم ير منه ما يحب فرأي أمرا کرهه فقال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: انکم سترون بعدي أثرة. قال: فأي شئ قال لکم؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: فاصبروا. قال: فوالله لا أسألک شيئا أبدا[34] .

وفي لفظ: دخل أبوأيوب علي معاوية فقال: صدق رسول الله انکم سترون بعدي اثرة فعليکم بالصبر. فبلغت معاوية فقال: صدق رسول الله أنا أول من صدقه. فقال أبوأيوب: أجرأة علي الله وعلي رسوله؟ لا اکلمه أبدا ولا يأويني وإياه سقف بيت. تاريخ ابن عساکر 42:5.

وفي لفظ الحاکم: ان أبا أيوب أتي معاوية فذکر حاجة له فجفاه ولم يرفع به ورأسا فقال أبوأيوب: أما ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قد أخبرنا انه سيصيبنا بعده أثرة قال: فبم أمرکم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتي نرد عليه الحوض. قال: فاصبروا إذا. فغضب أبوأيوب وحلف أن لا يکلمه أبدا. الخصايص الکبري 15:2.

وحضر أبوبکرة مجلس معاوية فقال له: حدثنا يا أبا بکرة: فقال: إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: الخلافة ثلاثون ثم يکون الملک. قال عبدالرحمن بن أبي بکرة: وکنت مع أبي فأمر معاوية فوجئ في أقفائنا حتي اخرجنا.[35] .

ولعلک تعرف خبيئة ضمير معاوية بما حدثه ابن بکار في (الموفقيات) عن مطرف بن المغيرة بن شعبة الثقفي قال: سمعت المدائني يقول: قال مطرف بن المغيرة: وفدت مع أبي المغيرة إلي معاوية فکان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إلي فيذکر معاوية. ويذکر عقله ويعجب مما يري منه إذ جاء ذات ليلة فأمسک عن العشاء فرأيته مغتما فانتطرته ساعة وظننت انه لشيئ حدث فينا أو في عملنا فقلت له: مالي أراک مغتما منذ الليلة؟ قال: يا بني إني جئت من عند أخبث الناس. قلت له: وما ذاک؟ قال: قلت له وقد خلوت به: انک قد بلغت منا يا أميرالمؤمنين فلو أظهرت عدلا، وبسطت خيرا، فانک قد کبرت ولو نظرت إلي اخوتک من بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم

[صفحه 284]

اليوم شيئ تخافه. فقال لي: هيهات هيهات ملک أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فوالله ما غدا أن هلک فهلک ذکره إلا أن يقول قائل: أبوبکر، ثم ملک أخو عدي فاجتهد و شمر عشر سنين، فوالله ما غدا أن هلک فهلک ذکره إلا أن يقول قائل: عمر، ثم ملک أخونا عثمان فملک رجل لم يکن أحد في مثل نسبه فعمل ما عمل وعمل به فوالله ما غدا أن هلک فهلک ذکره وذکر ما فعل به، وان أخا هاشم يصرخ به في کل يوم خمس مرات: أشهد أن محمدا رسول الله. فأي عمل يبقي مع هذا لا ام لک، والله إلا دفنا دفنا؟.[36] .

فهل تجد إذن عند معاوية إذعانا بما جاء من الکتاب في علي عليه السلام؟ أو تراه مخبتا إلي شيئ من الکثير الطيب الوارد عن رسول الله صلي الله عليه وآله في الثناء علي الامام الطاهر؟ حينما عاداه وأبغضه ونقصه وسبه وهتک حرماته وآذاه وقذفه بالطامات وحاربه وقاتله و تخلف عن بيعته وخرج عليه.

أو تري أن يسوغ لمسلم صدق نبيه ولو في بعض تلکم الآثار والمآثر أن يبوح بما کتبه ابن هند إلي الامام عليه السلام من الکلم القارصة بمثل قوله في کتاب له إليه عليه السلام:

ثم ترکک دار الهجرة التي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عنها: إن المدينة لتنفي خبثها، کما ينفي الکير خبث الحديد. فلعمري لقد صح وعده، وصدق قوله، ولقد نفت خبثها وطردت عنها من ليس بأهل أن يستوطنها فأقمت بين المصرين، وبعدت عن برکة الحرمين، ورضيت بالکوفة بدلا من المدينة، وبمجاورة الخورنق والحيرة عوضا عن مجاورة خاتم النبوة.

ومن قبل ذلک ما عيبت خليفتي رسول الله صلي الله عليه وسلم أيام حياتهما فقعدت عنهما، و ألبت عليهما، وامتنعت من بيعتهما، ورمت أمرا لم يرک الله تعالي له أهلا، ورقيت سلما وعرا، وحاولت مقاما دحضا[37] وادعيت ما لم تجد عليه ناصرا، ولعمري لو وليتها حينئذ لما ازدادت إلا فسادا واضطرابا، ولا أعقبت ولا يتکها إلا انتشارا وارتدادا، لانک الشامخ بأنفه، الذاهب بنفسه، المستطيل علي الناس بلسانه ويده.

[صفحه 285]

وها أنا سائر اليک في جمع من المهاجرين والانصار، تحفهم سيوف شامية، و رماح قحطانية، حتي يحاکموک إلي الله، فانظر لنفسک وللمسلمين وادفع إلي قتلة عثمان فانهم خاصتک وخلصاؤک المحدقون بک، فإن أبيت إلا سلوک سبيل اللجاج والاصرار علي الغي والضلال، فاعلم أن هذه الآية إنما نزلت فيک وفي أهل العراق معک: وضرب الله مثلا قرية کانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من کل مکان فکفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما کانوا يصنعون. وقوله في کتاب له: وإن کنت موائلا فازدد غيا إلي غيک، فطالما خف عقلک، ومنيت نفسک ما ليس لک، والتويت علي من هو خير منک، ثم کانت العاقبة لغيرک، و احتملت الوزر بما أحاط بک من خطيئتک.

وقوله في کتاب له أيضا: فدعني من أساطيرک، واکفف عني من أحاديثک، و أقصر عن تقولک علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وافترائک من الکذب ما لم يقل، وغرور من معک والخداع لهم، فقد استغويتهم ويوشک أمرک أن ينکشف لهم فيعتزلوک، ويعلموا أن ما جئت به باطل مضمحل.

وقوله من کتاب آخر له: فما أعظم الرين علي قلبک، والغطاء علي بصرک، ألشره من شيمتک، والحسد من خليقتک.

وقوله في کتاب له إليه عليه السلام: فدع الحسد، فإنک طالما لم تنتفع به، ولا تفسد سابقة جهادک بشرة نخوتک، فإن الاعمال بخواتيمها، ولا تمحص سابقتک بقتال من لا حق لک في حقه، فإنک إن تفعل لا تضر بذلک إلا نفسک، ولا تمحق إلا عملک، ولا تبطل إلا حجتک، ولعمري ان ما مضي لک من السابقات لشبيه أن يکون ممحوقا لما اجترأت عليه من سفک الدماء، وخلاف اهل الحق، فاقرأ السورة التي يذکر فيها الفلق، وتعوذ من نفسک، فإنک الحاسد إذا حسد.

وقوله من کتاب له إليه عليه السلام: فلما استوثق الاسلام وضرب بجرانه، عدوت عليه، فبغيته الغوائل، ونصبت له المکايد، وضربت له بطن الامر وظهره، ودسست عليه وأغريت به، وقعدت- حين استنصرک- عن نصره، وسألک أن تدرکه قبل أن يمزق فما أدرکته، وما يوم المسلمين منک بواحد، لقد حسدت أبابکر والتويت عليه، و

[صفحه 286]

رمت افساد أمره، وقعدت في بيتک، واستغويت عصابة من الناس حتي تأخروا عن بيعته، ثم کرهت خلافة عمر وحسدته، واستطالت مدته وسررت بقتله، وأظهرت الشماتة بمصابه، حتي انک حاولت قتل ولده لانه قتل قاتل أبيه، ثم لم تکن أشد منک حسدا لابن عمک عثمان. إلخ.

وقوله في کتاب له إليه عليه السلام: أما بعد: فإنا کنا نحن وإياکم يدا جامعة، والفة أليفة، حتي طمعت يا بن أبي طالب فتغيرت وأصبحت تعد نفسک قويا علي من عاداک بطغام أهل الحجاز، وأوباش أهل العراق، وحمقي الفسطاط، وغوغاء السواد، وأيم الله لينجلين عنک حمقاها، ولينقشعن عنک غوغاؤها انقشاع السحاب عن السماء.

قتلت عثمان بن عفان، ورقيت سلما أطلعک الله عليه مطلع سوء، عليک لا لک وقتلت الزبير وطلحة، وشردت امک عائشة، ونزلت بين المصرين فمنيت وتمنيت، وخيل لک ان الدنيا فد سخرت لک بخيلها ورجلها، وإنما تعرف امنيتک، لو قد زرتک في المهاجرين من الشام بقية الاسلام، فيحيطون بک من ورائک، ثم يقضي الله علمه فيک، والسلام علي أولياء الله[38] .

فأي أحد من غوغاء الناس ومن جهلة الامة يحسب في صاحب هذه الکلمات المخزية نزعة دينية؟ أو حياءا وانقباضا في النفس ولو قيد شعرة؟ أو بخوعا إلي کتاب الله وهو يطهر أهل البيت وعلي سيد العترة، ويراه نفس النبي صلي الله عليه وآله وقرن ولايته بولاية الله وولاية رسوله وطاعته بطاعتهما؟

نعم: هکذا فليکن رضيع ثدي هند، وربيب حجر حمامة، والناشئ تحت راية البغاء، ووليد بيت امية، وثمرة تلک الشجرة الملعونة في القرآن، هکذا يسرف معاوية في القول، ويجازف مفرطا فيه، وما يلفظ من قول إلا ولديه رقيب عتيد، وهو سرف الفؤاد لا يعبأ بما تلقته الامة بالقبول من قول نبيها في علي عليه السلام: أنت الصديق الاکبر، انت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب الدين.

وقوله صلي الله عليه وآله وسلم: علي مع القرآن والقرآن معه لايفترقان حتي يردا علي الحوض.

[صفحه 287]

وقوله صلي الله عليه وآله: علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض يوم القيامة.

إلي مئات أو الوف مما جاء في علي عليه السلام بلسان سيد العالمين نبي الامة صلي الله عليه وآله.

بلغ الطاغية من عداء سيد العترة حدا لا يستطيع أن يسمع اسمه عليه السلام وکان ينهي عن التسمية به، يروي ان علي بن أبي طالب عليه السلام افتقد عبدالله بن العباس فقال: ما بال أبي العباس لم يحضر؟ فقالوا: ولد له مولود فلما صلي علي قال: امضوا بنا إليه فأتاه فهناه فقال: شکرت الواهب وبورک لک في الموهوب، ما سميته؟ قال: أو يجوز لي أن اسميه حتي تسميه. فأمر به فاخرج إليه فأخذه وحنکه ودعا له ثم رده اليه وقال: خذه اليک أبا الاملاک قد سميته عليا وکنيته أبا الحسن. فلما قام معاوية قال لابن عباس: ليس لکم اسمه وکنيته قد کنيته أبا محمد. فجرت عليه.[39] فکان بنو امية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه[40] فکان الناس يبدلون اسماء أولادهم، قاله زين الدين العراقي.


صفحه 273، 274، 275، 276، 277، 278، 279، 280، 281، 282، 283، 284، 285، 286، 287.








  1. صحيح مسلم 21:6، سنن البيهقي 156:8، مسند أحمد 296:2، تيسير الوصول 39:2.
  2. صحيح مسلم 22:6، سنن البيهقي 156:8.
  3. سنن البيهقي 147: 8، مستدرک الحاکم 117:1 صدر الحديث.
  4. سنن البيهقي 157:8، مستدرک الحاکم 117:1.
  5. صحيح البخاري باب السمع والطاعة للامام، سنن البيهقي 157:8.
  6. تيسير الوصول 39:2 نقلا عن الشيخين.
  7. صحيح الترمذي 69:9، تيسير الوصول 39:2.
  8. مستدرک الحاکم 118:1.
  9. مستدرک الحاکم 119:1.
  10. صحيح البخاري باب السمع والطاعة، صحيح مسلم 15:6 واللفظ للبخاري.
  11. راجع صفحة 272 و 28 و 27 من هذا الجزء.
  12. راجع صفحة 142 من هذا الجزء.
  13. سورة الحجرات: 9.
  14. سنن البيهقي 171:8.
  15. راجع ما أسلفناه في الجزء الثالث.
  16. هکذا حکاه الزيلعي عن الارشاد وأنت تجده محرفا عند الطبع، راجع الارشاد ص 433.
  17. السنن الکبري للبيهقي 172:7، مستدرک الحاکم 156:2.
  18. نهج البلاغة 94:1، کتاب صفين ص 542، مستدرک الحاکم 115:3، الشفا للقاضي عياض، شرح ابن ابي الحديد 183:1، البحر الزخار 415:5.
  19. سورة النساء: 59.
  20. سورة المائدة: 44.
  21. سورة المائدة: 47.
  22. سورة المائدة: 45.
  23. راجع ما أسلفناه من کلمات الامام عليه السلام ففيها المقنع لطالب الحق.
  24. راجع ما فصلناه في الجزء الثاني ص 52 ط 2، وص 58، وج 3 ص 141 تا 147.
  25. سورة النساء: 59.
  26. صحيح البخاري باب التفسير، کتاب الاحکام، صحيح مسلم 13:6.
  27. سورة الجن: 15.
  28. راجع ما مر في هذا الجزء ص 181.
  29. اسلفنا تفصيله في الجزء الاول ص 329 ط 2.
  30. بهذا اجاب الامام اميرالمؤمنين عليه السلام عن کلام الرجل کما في تاريخ الخميس 277:2.
  31. مر حديثه في هذا الجزء ص 185.
  32. في رواية ابن عساکر: عبادة بن صامت الانصاري.
  33. الاستيعاب 255:1، تاريخ ابن عساکر 213:7، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 134.
  34. تاريخ ابن عساکر 41:5.
  35. أخرجه ابن سعد کما في النصايح الکافية 159 ط 1.
  36. مروج الذهب 341:2.
  37. مکان دحض بالفتح ويحرک: زلق.
  38. توجد هذه الکتب علي تفصيلها في شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 448 و 412 و 41: 3، وج 201 و 51 و 50: 4، وهي مبثوثة في جمهرة الرسائل 1 ص 398 تا 483.
  39. کامل المبرد 157:2.
  40. تهذيب التهذيب 319:7.