کتاب معاوية إلي الحسين
فکتب إليه الحسين رضي الله عنه: أما بعد: فقد جاءني کتابک تذکر فيه انه انتهت إليک عني امور لم تکن [صفحه 241] تظنني بها رغبة بي عنها. وإن الحسنات لا يهدي لها ولا يسدد إليها إلا الله تعالي، وأما ما ذکرت انه رقي إليک عني فإنما رقاه الملاقون المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الجمع، وکذب الغاوون المارقون، ما أردت حربا ولا خلافا، وإني لاخشي الله في ترک ذلک منک ومن حزبک القاسطين المحلين، حزب الظالم، وأعوان الشيطان الرجيم. إلي آخر الکتاب.[1] . کتاب معاوية إلي عبدالله بن جعفر: کتب إلي عبدالله: أما بعد: فقد عرفت أثرتي إياک علي من سواک، وحسن رأيي فيک وفي أهل بيتک، وقد أتاني عنک ما أکره، فإن بايعت تشکر، وإن تأب تجبر، والسلام. فکتب إليه عبدالله بن جعفر: أما بعد: فقد جاءني کتابک، وفهمت ما ذکرت فيه من أثرتک إياي علي من سواي، فإن تفعل فبحظک أصبت، وإن تأب فبنفسک قصرت، وأما ما ذکرت من جبرک اياي علي البيعة ليزيد فلعمري لئن أجبرتني عليها لقد أجبرناک وأباک علي الاسلام حتي أدخلنا کما کارهين غير طائعين؟ والسلام. الامامة والسياسة 148 و 147: 1. وکتب معاوية إلي عبدالله بن الزبير: رأيت کرام الناس إن کف عنهم ولا سيما إن کان عفوا بقدرة ولست بذي لؤم فتعذر بالذي ولکن غشا لست تعرف غيره فما غش إلا نفسه في فعاله واني لاخشي أن أنالک بالذي فکتب عبدالله بن الزبير إلي معاوية: ألا سمع الله الذي أنا عبده وأجري علي الله العظيم بحلمه [صفحه 242] أغرک أن قالوا: حليم بعزة ولو رمت ما أن قد عزمت وجدتني وأقسم لولا بيعة لک لم أکن الامامة والسياسة 148 و 147: 1.
أما بعد: فقد انتهت إلي منک امور لم أکن أظنک بها رغبة عنها، وان أحق الناس بالوفاء لمن أعطي بيعته من کان مثلک في خطرک وشرفک ومنزلتک التي أنزلک الله بها، فلا تنازع إلي قطيعتک، واتق الله، ولا تردن هذه الامة في فتنة، وانظر لنفسک ودينک وامة محمد، ولا يستخفنک الذين لا يوقنون.
بحلم رأوا فضلا لمن قد تحلما
فذلک أحري أن يجل ويعظما
أتيته من أخلاق من کان ألوما
وقد غش قبل اليوم إبليس آدما
فأصبح ملعونا وقد کان مکرما
أردت فيجزي الله من کان أظلما
فأخزي إله الناس من کان أظلما
وأسرعهم في الموبقات تقحما
وليس بذي حلم ولکن تحلما
هزبر عرين يترک القرن أکتما
لانقضها لم تنج مني مسلما
صفحه 241، 242.