الاستعلاء











الاستعلاء



2011- الإمام عليّ عليه السلام: فلمّا نهضتُ بالأمر نکثت طائفة، ومرقت اُخري، وقسط آخرون، کأنّهم لم يسمعوا اللَّه سبحانه يقول: «تِلْکَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَ الْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»،[1] بلي! واللَّه لقد سمعوها، ووعوها، ولکنّهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقَهم[2] زبرجها[3] [4] .

[صفحه 30]

2012- شرح نهج البلاغة: جاء الزبير وطلحة إلي عليّ عليه السلام بعد البيعة بأيّام، فقالا له: يا أميرالمؤمنين، قد رأيتَ ما کنّا فيه من الجفوة في ولاية عثمان کلّها، وعلمتَ رأي عثمان کان في بني اُميّة، وقد ولّاک اللَّه الخلافة من بعده، فولّنا بعض أعمالک!

فقال لهما: ارضيا بقسم اللَّه لکما، حتي أري رأيي. واعلما أنّي لا اُشرک في أمانتي إلّا من أرضي بدينه وأمانته من أصحابي، ومن قد عرفتُ دخيلته.[5] فانصرفا عنه وقد دخلهما اليأس.[6] .

2013- الإمام عليّ عليه السلام- في وصف طلحة والزبير-: کلّ واحد منهما يرجو الأمر له، ويعطفه عليه دون صاحبه، لا يمتّان إلي اللَّه بحبل، ولا يمدّان إليه بسبب. کلّ واحد منهما حامل ضبٍّ لصاحبه، وعمّا قليل يُکشف قناعه به!

واللَّه! لئن أصابوا الذي يريدون لَينتَزِعَنّ هذا نفسَ هذا، ولَيأتينَّ هذا علي هذا. قد قامت الفئة الباغية، فأين المحتسبون! فقد سُنّت لهم السنن، وقُدّم لهم الخبر، ولکلّ ضَلّة عِلّة، ولکلّ ناکث شبهة.

واللَّه لا أکون کمستمع اللَّدْم؛ يَسمع الناعي، ويَحضُر الباکي، ثمّ لا يعتبر![7] .

2014- الإرشاد: لمّا اتّصل به [عليّ عليه السلام] مسير عائشة وطلحة والزبير إلي البصرة من مکّة، حمد اللَّه وأثني عليه، ثمّ قال: قد سارت عائشة وطلحة والزبير، کلّ واحد منهما يدّعي الخلافة دون صاحبه، فلا يدّعي طلحة الخلافة إلّا أنّه ابن عمّ

[صفحه 31]

عائشة، ولا يدّعيها الزبير إلّا أنّه صهر أبيها، واللَّه لئن ظفرا بما يريدان لَيضربَنّ الزبيرُ عنقَ طلحة، وليَضربَنّ طلحةُ عنقَ الزبير؛ ينازع هذا علي الملک هذا.[8] .

2015- تاريخ الطبري عن عتبة بن المغيرة بن الأخنس: خلا سعيد [بن العاص بن مروان] بطلحة والزبير، فقال: إن ظفرتما، لمن تجعلان الأمر؟ أصدقاني!

قالا: لأحدنا؛ أيّنا اختاره الناس.

قال: بل اجعلوه لولد عثمان؛ فإنّکم خرجتم تطلبون بدمه.

قالا: ندَع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم![9] .

2016- تاريخ الطبري عن ابن عبّاس: خرج أصحاب الجمل في ستّمائة، معهم: عبد الرحمن بن أبي بکرة، وعبداللَّه بن صفوان الجمحي، فلمّا جاوزا بئر ميمون[10] إذا هم بجزور قد نُحرت ونحرها ينثعب،[11] فتطيّروا.

وأذّن مروان حين فصل من مکّة، ثمّ جاء حتي وقف عليهما، فقال: أيّکما اُسلّم بالإمرة، واُؤذّن بالصلاة؟!

فقال عبداللَّه بن الزبير: علي أبي عبداللَّه. وقال محمّد بن طلحة: علي أبي محمّد.

فأرسلت عائشة إلي مروان، فقالت: ما لَکَ! أ تريد أن تفرّق أمرنا؟! لِيُصلّ ابن اُختي! فکان يصلّي بهم عبداللَّه بن الزبير، حتي قدم البصرة.

[صفحه 32]

فکان معاذ بن عبيد اللَّه يقول: واللَّه لو ظفرنا لافتتنّا؛ ما خلّي الزبير بين طلحة والأمر، ولا خلّي طلحة بين الزبير والأمر![12] .

2017- الجمل: لمّا أصبحوا [الناکثون بعد استيلائهم علي البصرة]، اجتمع الناس إليهم، وأذّن مؤذّن المسجد لصلاة الغداة، فرامَ[13] طلحة أن يتقدّم للصلاة بهم، فدفعه الزبير وأراد أن يصلّي بهم، فمنعه طلحة، فما زالا يتدافعان حتي کادت الشمس أن تطلع.

فنادي أهل البصرة: اللَّه اللَّه يا أصحاب رسول اللَّه في الصلاة، نخاف فوتَها!

فقالت عائشة: مُروا أن يصلّي بالناس غيرهما.

فقال لهم يعلي بن منية: يصلّي عبداللَّه بن الزبير يوماً، ومحمّد بن طلحة يوماً، حتي يتّفق الناس علي أمير يرضونه. فتقدّم ابن الزبير، وصلّي بهم ذلک اليوم.[14] .

راجع: وقعة الجمل/تأهّب الناکثين للخروج علي الإمام/بدء الخلاف.



صفحه 30، 31، 32.





  1. القصص: 83.
  2. الرَّوق: الإعجاب، وراقني الشي ء: اعجبني (لسان العرب: 134:10).
  3. الزِّبْرِج: الزينة والذهب (النهاية: 294:2).
  4. نهج البلاغة: الخطبة 3، معاني الأخبار: 1:361، علل الشرائع: 12:151 وفيهما «فسقت اُخري» بدل «قسط آخرون»، الإرشاد: 289:1، الاحتجاج: 105:457:1 والأربعة الأخيرة عن ابن عبّاس؛ تذکرة الخواصّ: 125 نحوه.
  5. دَخيلة الرجل: نيّته ومذهبه وخَلَده وبِطانته (لسان العرب: 240:11).
  6. شرح نهج البلاغة: 231:1؛ بحارالأنوار: 1:6:32.
  7. نهج البلاغة: الخطبة 148، بحارالأنوار: 52:80:32.
  8. الإرشاد: 246:1، الکافئة: 19:19؛ شرح نهج البلاغة: 233:1 نحوه.
  9. تاريخ الطبري: 453:4، الکامل في التاريخ: 315:2 وفيه «لأيتام» بدل «لأبنائهم».
  10. بِئْر مَيْمُون: بئر بمکّة منسوبة إلي ميمون بن خالد الحضرمي (معجم البلدان:302:1).
  11. ثَعَبَ الماءَ والدمَ ونحوهما: فَجَّره، فانثَعَب کما ينثعبُ الدم من الأنف (لسان العرب: 236:1).
  12. تاريخ الطبري: 454:4، الکامل في التاريخ: 314:2 نحوه.
  13. رامَ الشي ء: طلبه (لسان العرب: 258:12).
  14. الجمل: 281، تاريخ اليعقوبي: 181:2 نحوه وراجع مروج الذهب: 367:2 وشرح نهج البلاغة: 320:9 و الفتوح: 459:2.