غديرية أبي الحسين الجزار











غديرية أبي الحسين الجزار



ولد: 601، توفي: 672


حکم العيون علي القلوب يجوز
ودوائها من دائهن عزيز


کم نظرة نالت بطرف فاتر
ما لم ينله الذابل المحزوز


فحذار من تلک اللواحظ غرة
فالسحر بين جفونها مرکوز


يا ليت شعري والاماني ضلة
والدهر يدرک طرفه ويحوز


هل لي إلي روض تصرم عمره
سبب فيرجع ما مضي فأفوز


وأزور من ألف البعاد وحبه
بين الجوانح والحشا مرزوز


ظبي تناسب في الملاحة شخصه
فالوصف حين يطول فيه وجيز


والبدر والشمس المنيرة دونه
في الوصف حين يحرر التمييز


لولا تثني خصره في ردفه
ما خلت إلا أنه مغروز


تجفو غلالته عليه لظافة
فبحسنها من جسمه تطريز[1] .


من لي بدهر کان لي بوصاله
سمحا ووعدي عنده منجوز


والعيش مخضر الجناب أنيقه
ولاوجه اللذات فيه بروز


والروض في حلل النبات کأنه
فرشت عليه دبابج وخزوز


والماء يبدو في الخليج کأنه
ظل لسرعة سيره محفوز


والزهر يوهم ناظريه إنما
ظهرت به فوق الرياض کنوز


فأقاحه ورق ومنثور الندي
در ونور بهاره ابريز


والغصن فيه تغازل وتمايل
وتشاغل وتراسل ورموز

[صفحه 426]

وکأنما القمري ينشد مصرعا
من کل بيت والحمام يجيز


وکأنما الدولاب زمر کلما
غنت وأصوات الدوالب شيز


وکأنما الماء المصفق ضاحک
مستبشر مما أتي فيروز


يهنيک يا صهر النبي محمد
يوم به للطيبين هزيز


أنت المقدم في الخلافة مالها
عن نحو ما بک في الوري تبريز


صب الغدير علي الالي جحد والظي
يوعي لها قبل القيام أزيز


إن يهمزوا في قول أحمد أنت مو
لي للوري فالهامز المهموز


لم يخش مولاک الجحيم فانها
عنه إلي غير الولي تجوز


أتري تمر به وحبک دونه
عوذ ممانعة له وحروز


أنت القسيم غدا فهذا يلتظي
فيها وهذا في الجنان يفوز


توجد هذه القصيدة في غير واحد من المجاميع الشعرية المخطوطة العتيقة وهي طويلة، وتري أبياتها مبثوثة منثورة في کتب الادب.


صفحه 426.








  1. فبجسمه من جفوها تطريز. کذا في بعض النسخ.