غديرية أبومحمد المنصور بالله











غديرية أبومحمد المنصور بالله



ولد: 596، توفي: 670


ألحمد للمهيمن الجبار
مکور الليل علي النهار


ومنشئ الغمام والامطار
علي جميع النعم الغزار


ثم صلاة الله خصت أحمدا
أبا البتول وأخاه السيدا


وفاطما وابنيهما سم العدي
وآلهم سفن النجاة والهدي


يا سائلي عمن له الامامه
بعد رسول الله والزعامه


ومن أقام بعده مقامه
ومن له الامر إلي القيامه


خذ نفثاتي عن فؤاد منصدع
يکاد من بث وحزن ينقطع


لحادث بعد النبي متسع
شتت شمل المسلمين المجتمع


ألامر من بعد النبي المرسل
من غير فصل لابن عمه علي


کان بنص الواحد الفرد العلي
وحکمه علي العدو والولي


والامر فيه ظاهر مشهور
في الناس لا ملغي ولا مستور


وکيف يخفي من صباح نور
لکن يزل الخطل المحسور


ويقول فيها:


وکان في البيت العتيق مولده
وامه إذ دخلت لا تقصده


وإنما إلهه مؤيده
فمن تلاه فالجحيم موعده


ثم أبوه کافل الرسول
ومؤمن بالله والتنزيل


في قول أهل العلم والتحصيل
فهات في آبائهم کقيلي


وامه ربت أخاه أحمدا
واتبعته إذ دعا إلي الهدي

[صفحه 419]

فکم دعاها امه عند الندا
وقام في جهازها ممجدا


ألبسها قميصه إکراما
ونام في حفيرها إعظاما


ومد للملائک القياما
حتي قضوا صلاتها تماما


وهو الذي کان أخا للمصطفي
بحکم رب العالمين وکفي


واقتسما نورهما المشرفا
فاعدد لهم کمثل هذا شرفا


وزوجة سيدة النساء
خامسة الخمسة في الکساء


أنکحها الصديق في السماء
فهل لهم کهذه العلياء


ألله في إنکاحها هو الولي
وجبرئيل مستناب عن علي


والشهداء حاملوا العرش العلي
فهل لهم کمثل ذا فاقصصه لي


حورية إنسية سياحه
خلقها الله من التفاحه


وأکرم الاصل بها لقاحه
فهل تري إنکاحهم إنکاحه


وابناه منها سيدا الشباب
وابنا رسول الله عن صواب


مرتضعا السنة والکتاب
فهل لهم کهذه الاسباب؟


هما إمامان بنص أحمدا
إذ قال: قاما هکذا أو قعدا


وخص في نسلهما أهل الهدي
أئمة الحق إلي يوم الندا


ثم أخوه جعفر الطيار
إخوانه الملائک الابرار


وعمه المرابط الصبار
حمزة سيف الملة البتار


وربنا شق اسمه من اسمه
فمن له سهم کمثل سهمه


وهو اختيار الله دون خصمه
وهو أذان ربنا في حکمه


بلغ عن رب السما براءه
واختير للتبليغ والقراءه


وکان للاسلام کالمراءه
فاجعل هديت خصمه وراءه


إختار ذو العرش عليا نفسه
جهرا وخلي جنه وإنسه


فرفضوا اختياره لا لبسه
وبدلوه باختيار خمسه


وهو الولي أيهذا السامع
مؤتي الزکاة المرء وهو راکع


والشاهد التالي فأين الجامع
للقوم هل ثم دليل قاطع

[صفحه 420]

وهو ولي الحل والابرام
والامر والنهي علي الانام


بحکم ذي الجلال والاکرام
وما قضاه في اولي الارحام


وآية قاضية بالطاعه
لله والرسول ذي الشفاعه


ثم أولي الامر من الجماعه
فهي له قد فاز من أطاعه


والمصطفي المنذر وهو الهادي
وهو له الفادي ونعم الفادي


في ليلة الغار من الاعادي
تحت ظلال القضب الحداد


يرمونه في الليل بالحجاره
لعلها تبدو لهم إماره


فاتخذ الصبر لها دثاره
والموت إذ ذاک يشب ناره


حتي بدا وجه الصباح طالعا
وقام فيهم ضيغما مسارعا


فانهزموا يمعر[1] کل راجعا
فاستقبل الازواج والودايعا


فأنزل الرحمن يشري نفسه
لما ابتغي رضاءه وقدسه


أما يزيل مثل هذا لبسه
وقد أراه جنه وإنسه


ويقول فيها:


ألم يقل فيه النبي المنتجب
قولا صريحا: أنت فارس العرب


وکم وکم جلا به الله الکرب
فاعجب ومهما عشت عاينت العجب


واسمع أحاديث بلفظ الباب
في العلم والحکمة والصواب


ولا تلمني بعد في الاطناب
في حب مولاي أبي تراب


وقال ايضا فيه: أقضاکم علي
ومثله: أعلمکم عن النبي


ومثله: عيبة علمي والملي
أني يکون هکذا غير الوصي


ألم يکن فوق الرجال حجه
نيرة واضحة المحجه


وعلمهم في علمه کالمجه
فما تکون مجة في لجه


أحاط بالتوراة والانجيل
وبالزبور يا ذوي التفضيل


علما وبالقرآن ذي التنزيل
في قوله المصدق المقبول


بل أيهم قال له: الحق معه
وهو مع الحق الذي قد شرعه؟

[صفحه 421]

هل جمع القوم الذي قد جمعه
من علمه بخ له ما أوسعه؟


وهل علمت مثله خطيبا؟
أو ناثرا أو ناظما غريبا؟


أو باديا في العلم أو مجيبا؟
أو واعظا عن خشية منيبا؟


وهو يقول: علم التنزيلا
مني وفيما نزلت نزولا آياته


إذ فصلت تفصيلا
يا حبذا سبيله سبيلا؟


وعلم المجمل والمفصلا
ومحکم الآيات حيث نزلا


وما تشابه وکيف اولا
وناسخا منها ومنسوخا خلي


وهو الذي نأمن منه الباطنا
فما يعد في الامور خائنا


وغيره لا نأمن البواطنا
منه بحال فانظر التباينا


ويقول فيها:


وفيه أوحي ذو الجلال هل أتي
وزوجه إذ نذرا فأخبتا


فأطعما وأوفيا ما أثبتا
يا حبذا هما وعودا أثبتا؟


وفيه جاءت آية الانفاق
في الليل والنهار عن إطلاق


سرا وإعلانا من الخلاق
حيث ابتغي تجارة في الباقي


وآية القنوت في السجود
في الليل والقيام للمعبود


في حذر العقاب والوقود
وفي رجاء ربه الحميد


وهو المناجي بعد دفع الصدقه
ثم غدت أبوابها مغلقه


فکانت التوبة عنهم ملحقه
فأيهم کان علي الحق ثقه


وحسبنا الله فتلک فيه
وآية الايمان والتنزيه


والفسق للوليد ذي التمويه
فأي ذم بعد ذا يأتيه


وآية الوقوف للسؤال
في المرتضي حقا أبي الاشبال


وهو لسان الصدق شيخ الآل
کم فيه من آيات ذي الجلال


زوقيل: جاءت آية الايذاء
فيه بلا شک ولا امتراء


ولم يعاتب أبدا في الآي
لا بل له التشريف في البداء


وقيل: جاءت آية السقايه
وآية الايمان والهدايه

[صفحه 422]

فيه فأکرم ببداه آيه
ليس له في الفضل من نهايه


وآية واردة في الاذن
فإنها في السيد المؤتمن


قولا أتي من صادق لم يمن
حکما من الله الحميد المحسن


وکم وکم من آية منزله
فيه من الله أتت مفصله


شاهدة علي الوري بالفضل له
فليعل من قدمه وفضله


کآية الود من الرحمن
وهکذا کرايم القرآن


فيه کما قد جاء في البيان
عن أحمد عن ربه المنان


وآية التطهير في الجماعه
أهل الکساء المرتدين الطاعه


ألآمنين من خطوب الساعه
يا حبذا حبهم بضاعه


والامر بالصلاة فيهم نزلا
خير البريات الاولي حاز والعلا


سفن النجاة الشهداء في الملا
بورک علما علمهم مفصلا


وقيل: هم في الذکر أهل الذکر
نزل فيهم: فاسألوا. هل تدري


نعم اناسا أهل بيت الطهر
أهل المقامات وأهل الفخر


وفيهم الدعاء للمباهله
حيت أتي الکفار للمجادله


أکرم بهم من دعوة مقابله
بالنصر لکن هربوا معاجله


هذا علي ها هنا نفس النبي
وولداه ابنا الرسول اليثربي


يا حبذا من شرف مستعجب
يضئ في المجد ضياء الکوکب


ويقول فيها:


وقال فيه المصطفي: أنت الولي
ومثله: أنت الوزير والوصي


وکم وکم قال له: أنت أخي؟
فأيهم قال له مثل علي


وهل سمعت بحديث مولي
يوم «الغدير» والصحيح أولي


ألم يقل فيه الرسول قولا
لم يبق للمخالفين حولا


وهل سمعت بحديث المنزله
يجعل هارون النبي مثله


وثبت الطهر له ما کان له
من صنوه موسي فصار مدخله


من حيث لو لم يذکر النبوه
کانت له من بعده مرجوه

[صفحه 423]

فاستثنيت ونال ذو الفتوه
عموم ما للمصطفي من قوه


إلي أن قال:


إن الکتاب للوصي قد حکم
بأنه الامام في خير الامم


فمن يکن مخالفا فقد ظلم
وقد أساء الفعل حقا واجترم


قال: فلي دلائل في الآثار
تواترت وانتشرت في الاقطار


علي إمامة الرجال الاخيار
فأي قول بعد تلک الاخبار


فقلت: إن کان حديث المنزله
فيها وأخبار «الغدير» مدخله


فإنها معلومة مفصله
أولا فدعها لعلي فهي له


لا تجعلن خبرا عن واحد
أو قول کل کاذب معاند


مثل أحاديث الامام الماجد
يوم «الغدير» في ذوي المشاهد


تلک التي تواترت في الخلق
وانتشرت أخبارها عن صدق


ونطقت في الناس أي نطق
إن عليا لامام الحق


أخذناها من أرجوزة لشاعرنا المنصور في الامامة وهي قيمة جدا تشتمل علي 708 بيتا.


صفحه 419، 420، 421، 422، 423.








  1. تمعر وجه: تغير وعلته صفرة. الممغور: المقطب غضبا.