ترجمة ألشواء الكوفي الحلي











ترجمة ألشواء الکوفي الحلي



أبوالمحاسن يوسف بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن الحسين بن إبراهيم المعروف بالشواء الملقب بشهاب الدين الکوفي الحلبي مولدا ومنشئا ووفاتا.

هو من بواقع الشعر والادب، ولقد أتته الفضيلة من هنا وهناک، فرأي مسدد، وهوي محبوب، ونزعة شريفة، وقريض رائق، وأدب فائق، وقواف ذهبية، وعروض متقن، فأي أخي فضل يتسنم ذروة مجده؟ وتلک نزعته وهذه صنعته، ترجمه زميله إبن خلکان في تاريخه 2 ص 597، وله ذکره الجميل في شذرات الذهب 5 ص 178، و تاريخ حلب 397:4، وتتميم أمل الآمل للسيد إبن شبانة، ونسمة السحر فيمن تشيع

[صفحه 410]

وشعر، والکني والالقاب 146:1، والطليعة في شعراء الشيعة، ونحن نذکر ما في تاريخ إبن خلکان ملخصا قال:

کان أديبا فاضلا متقنا لعلم العروض والقوافي، شاعرا يقع له في النظم معان بديعة في البيتين والثلاثة، وله ديوان شعر کبير يدخل في أربع مجلدات، وکان زيه زي الحلبيين الاوائل في اللباس والعمامة المشقوقة، وکان کثير الملازمة لحلقة الشيخ تاج الدين أبي القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد بن سعيد بن المقلد المعروف بابن الجبراني النحوي اللغوي، وأکثر ما أخذ الادب منه وبصحبته انتفع. کان بيني وبين الشهاب الشواء مودة أکيدة وموانسة کثيرة ولنا اجتماعات في مجالس نتذاکر فيها الادب، و أنشدني کثيرا من شعره، وما زال صاحبي منذ أواخر سنة ثلاث وثلاثين وستمائه إلي حين وفاته، وقبل ذلک کنت أراه قاعدا عند إبن الجبراني المذکور في موضع تصدره في جامع حلب، وکان يکثر التمشي في الجامع ايضا علي جري عادتهم في ذلک کما يعملون في جامع دمشق، وکان حسن المحاورة مليح الايراد مع السکون والتأني، وأول شئ أنشدني من شعره قوله:


هاتيک يا صاح ربا لعلع
ناشدتک الله فعرج معي


وانزل بنا بين بيوت النقا
فقد غدت آهلة المربع


حتي نطيل اليوم وقفا علي ال
ساکن أو عطفا علي الموضع


وکان کثيرا ما يستعمل العربية في شعره فمن ذلک قوله:


وکنا خمس عشرة في التئام
علي رغم الحسود بغير آفه


فقد أصبحت تنوينا وأضحي
حبيبي لا تفارقه الاضافه


وله في غلام أرسل أحد صدغيه وعقد الآخر:


أرسل صدغا ولوي قاتلي
صدغا فأعيا بهما واصفه


فخلت ذا في خده حية
تسعي وهذا عقربا واقفه


ذا ألف ليست لوصل وذا
واو ولکن ليست العاطفه


وله في شخص لا يکتم السر:


لي صديق غدا وإن کان لا
ينطق إلا بغيبة أو محال

[صفحه 411]

أشبه الناس بالصدي إن تحد
ثه حديثا أعاده في الحال[1] .


وله قوله:


قالوا حبيبک قد تضوع نشره
حتي غدا منه الفضاء معطرا


فاجبتهم والخال يعلو خده
أو ما ترون النار تحرق عنبرا


وله قوله:


هواک يا من له اختيال
مالي علي مثله احتيال


قسمة أفعاله لحيني
ثلاثة. مالها انتقال


وعدک مستقبل وصبري
ماض وشوقي إليک حال


وله ايضا:


إن کان قد حجبوه عني غيرة
منهم عليه فقد قنعت بذکره


کالمسک ضاع لنا وضاع مکانه
عنا فأغني نشره عن نشره


وله ايضا في غلام قد ختن:


هنأت من أهواه عند ختانه
فرحا وقلبي قد عراه وجوم


يفديک من ألم ألم بک امرؤ
يخشي عليک إذا ثناک نسيم


أمعذبي کيف استطعت علي الاذي
جلدا وأجزع ما يکون الريم


لو لم تکن هذي الطهارة سنة
قد سنها من قبل إبراهيم


لفتکت جهدي بالمزين إذ غدا
في کفه موسي وأنت کليم


ومعظم شعره علي هذا الاسلوب. وکان من المغالين في التشيع وأکثر أهل حلب ما کانوا يعرفونه إلا بمحاسن الشواء والصواب فيه هو الذي ذکرته هاهنا وأن اسمه يوسف وکنيته أبوالمحاسن. ورأيت ترجمته في کتاب (عقود الجمان) الذي وضعه صاحبنا الکمال إبن الشعار الموصلي، وکان صاحبه وأخذ عنه کثيرا من شعره وهو من أخبر الناس بحاله، کان مولده تقريبا في سنة اثنين وستين وخمسمائة فانه کان لا يتحقق مولده، وتوفي يوم الجمعة تاسع عشر المحرم سنة خمس وثلاثين وستمائة بحلب، ودفن ظاهرها بمقبرة باب أنطاکية غربي البلد، ولم أحضر الصلاة عليه لعذر

[صفحه 412]

عرض لي في ذلک الوقت- رحمه الله تعالي- فلقد کان نعم الصاحب.

وأما شيخه إبن الجبراني المذکور فهو طاءي بحتري من قرية جبرين من أعمال عزاز، وکان متضلعا من علم الادب خصوصا اللغة فإنها کانت غالبة عليه وکان متبحرا فيها، وکان له تصدر في جامع حلب في المقصورة الشرقية المشرفة علي صحن الجامع، وکان مولده يوم الاربعاء الثاني والعشرين من شوال سنة إحدي وستين وخمسمائة، وتوفي يوم الاثنين سابع رجب من سنة ثمان وعشرين وستمائة بحلب، ودفن في سفح جبل جوشن رحمه الله تعالي. ه.

قال الاميني: في معجم البلدان 172:3 نقلا عن عبدالله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي في ديوانه عند أبيات في جوشن قال: جوشن جبل في غربي حلب ومنه کان يحمل النحاس الاحمر وهو معدنه، ويقال: إنه بطل منذ؟ بر عليه سبي الحسين بن علي رضي الله عنه ونساؤه، وکانت زوجة الحسين حاملا فاسقطت هناک فطلبت من الصناع في ذلک الجبل خبزا أو ماء فشتموها ومنعوها، فدعت عليهم فمن الآن من عمل فيه لا يربح، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط، ويسمي مشهد الدکة، والسقط يسمي محسن بن الحسين رضي الله عنه. ه.

[صفحه 413]


صفحه 410، 411، 412، 413.








  1. الصدي: طير معروف. ما يرده الجبل أو غيره إلي المصوت مثل صوته.