غديرية مجد الدين ابن جميل و ما يتبعها
ألمت وهي حاسرة لثاما وأجرت أدمعا کالطل هبت وقالت: أقصدتک يد الليالي وأعوزک اليسير وکنت فينا فقلت لها: کذاک الدهر يجني فأني سوف أدعو الله فيه وأبعثها إليه منقحات تزور فتي کأن أبا قبيس أغر له إذا ذکرت أياد وأبلج لو ألم به ابن هند ولو رمق السماء وليس فيها وتلثم من تراب أبي تراب فتحظي عنده وتؤب عنه بقصد أخي النبي ومن حباه ومن أعطاه يوم (غدير خم) ومن ردت ذکاء له فصلي وآثر بالطعام وقد توالت بقرص من شعير ليس يرضي [صفحه 402] فرد عليه ذاک القرص قرصا أبا حسن وأنت فتي إذا ما أزرتک يقظة غرر القوافي وبشرني بأنک لي مجير فکيف يخاف حادثة الليالي سقتک سحائب الرضوان سحا وزار ضريحک الاملاک صفا ولا زالت روايا المزن تهدي ما يتبع الشعر وقفت في غير واحد من المجاميع العتيقة المخطوطة علي أن مجد الدين إبن جميل کان صاحب المخزن في زمن الناصر فنقم عليه وأودعه السجن فسأله رجال الدولة من الاکابر فلم يقبل فيه شفاعة أحد وترکه في الحجرة مدة عشرين سنة فخطر علي قلبه أن يمدح الامام علي بن أبي طالب عليه السلام فمدحه بهذه الابيات ونام فرآه في ما يراه النائم وهو يقول: ألساعة تخرج. فانتبه فرحا وجعل يجمع رحله فقال له الحاضرون: ما الخبر فقال لهم: ألساعة أخرج. فجعل أهل السجن يتغامزون ويقولون: تغير عقله، وأما الناصر فإنه أيضا رأي أميرالمؤمنين في الطيف فقال له عليه السلام: أخرج إبن جميل في هذه الساعة. فانتبه مذعورا وتعوذ من الشيطان ونام فأتاه عليه السلام ثانيا وقال له مثل الاول فقال: ما هذا الوسواس فأتاه ثالثة وأمره بإخراجه، فانتبه وأنفذ في الحال من يطلقه فلما طرق الباب قال: والله وذا أنا متهيئ فلما مثل بين يدي الناصر عرفوه انهم وجدوه متهيئا للخروج فقال له: بلغني انک کنت متهيئا للخروج، فمماذا قال: إنه جاء إلي من جاءک قبل أن يجيئ إليک. قال: فبماذا قال: عملت فيه قصيدة، فقال الناصر: انشدنيها فأنشد القصيدة.
ألمتوفي: 616
وقد ملات ذوائبها الظلاما
له ريح الصبا فجري تواما
وکنت لخائف منها عصاما
ثمالا للارامل واليتاما
فقري وارقبي الشهر الحراما
وأجعل مدح (حيدرة) أماما
يفوح المسک منها والخزامي
تسنم منکبيه أو شماما
عطاء وابل يشفي الاواما
لاوسعه حباءا وابتساما
يا لاستمطرت غيثا رکاما
ترابا يبرئ الداء العقاما
وقد فازت وأدرکت المراما
بأوصاف يفوق بها الاناما
صريح المجد والشرف القدامي
أداءا بعد ما ثنت اللثاما[1] .
ثلاث لم يذق فيها طعاما
سوي الملح الجريش له إداما
وزاد عليه ذاک القرص جاما
دعاه المستجير حمي وحاما
فزرني يا بن فاطمة مناما
وإنک مانعي من أن اضاما
فتي يعطيه (حيدرة) ذماما
کفيض يديک ينسجم انسجاما
علي مغناک تزدحم ازدحاما
إلي النجف التحية والسلاما
صفحه 402.