غديرية مجد الدين ابن جميل و ما يتبعها











غديرية مجد الدين ابن جميل و ما يتبعها



ألمتوفي: 616


ألمت وهي حاسرة لثاما
وقد ملات ذوائبها الظلاما


وأجرت أدمعا کالطل هبت
له ريح الصبا فجري تواما


وقالت: أقصدتک يد الليالي
وکنت لخائف منها عصاما


وأعوزک اليسير وکنت فينا
ثمالا للارامل واليتاما


فقلت لها: کذاک الدهر يجني
فقري وارقبي الشهر الحراما


فأني سوف أدعو الله فيه
وأجعل مدح (حيدرة) أماما


وأبعثها إليه منقحات
يفوح المسک منها والخزامي


تزور فتي کأن أبا قبيس
تسنم منکبيه أو شماما


أغر له إذا ذکرت أياد
عطاء وابل يشفي الاواما


وأبلج لو ألم به ابن هند
لاوسعه حباءا وابتساما


ولو رمق السماء وليس فيها
يا لاستمطرت غيثا رکاما


وتلثم من تراب أبي تراب
ترابا يبرئ الداء العقاما


فتحظي عنده وتؤب عنه
وقد فازت وأدرکت المراما


بقصد أخي النبي ومن حباه
بأوصاف يفوق بها الاناما


ومن أعطاه يوم (غدير خم)
صريح المجد والشرف القدامي


ومن ردت ذکاء له فصلي
أداءا بعد ما ثنت اللثاما[1] .


وآثر بالطعام وقد توالت
ثلاث لم يذق فيها طعاما


بقرص من شعير ليس يرضي
سوي الملح الجريش له إداما

[صفحه 402]

فرد عليه ذاک القرص قرصا
وزاد عليه ذاک القرص جاما


أبا حسن وأنت فتي إذا ما
دعاه المستجير حمي وحاما


أزرتک يقظة غرر القوافي
فزرني يا بن فاطمة مناما


وبشرني بأنک لي مجير
وإنک مانعي من أن اضاما


فکيف يخاف حادثة الليالي
فتي يعطيه (حيدرة) ذماما


سقتک سحائب الرضوان سحا
کفيض يديک ينسجم انسجاما


وزار ضريحک الاملاک صفا
علي مغناک تزدحم ازدحاما


ولا زالت روايا المزن تهدي
إلي النجف التحية والسلاما


ما يتبع الشعر

وقفت في غير واحد من المجاميع العتيقة المخطوطة علي أن مجد الدين إبن جميل کان صاحب المخزن في زمن الناصر فنقم عليه وأودعه السجن فسأله رجال الدولة من الاکابر فلم يقبل فيه شفاعة أحد وترکه في الحجرة مدة عشرين سنة فخطر علي قلبه أن يمدح الامام علي بن أبي طالب عليه السلام فمدحه بهذه الابيات ونام فرآه في ما يراه النائم وهو يقول: ألساعة تخرج. فانتبه فرحا وجعل يجمع رحله فقال له الحاضرون: ما الخبر فقال لهم: ألساعة أخرج. فجعل أهل السجن يتغامزون ويقولون: تغير عقله، وأما الناصر فإنه أيضا رأي أميرالمؤمنين في الطيف فقال له عليه السلام: أخرج إبن جميل في هذه الساعة. فانتبه مذعورا وتعوذ من الشيطان ونام فأتاه عليه السلام ثانيا وقال له مثل الاول فقال: ما هذا الوسواس فأتاه ثالثة وأمره بإخراجه، فانتبه وأنفذ في الحال من يطلقه فلما طرق الباب قال: والله وذا أنا متهيئ فلما مثل بين يدي الناصر عرفوه انهم وجدوه متهيئا للخروج فقال له: بلغني انک کنت متهيئا للخروج، فمماذا قال: إنه جاء إلي من جاءک قبل أن يجيئ إليک. قال: فبماذا قال: عملت فيه قصيدة، فقال الناصر: انشدنيها فأنشد القصيدة.


صفحه 402.








  1. أداء بعدما کست الظلاما. کذا في بعض النسخ.