الاسماء
وکانت له أسماء اُخري أيضاً ستأتي في سياق النصوص التاريخيّة والروائيّة لهذا الفصل. 25- علل الشرائع عن فاطمة بنت أسد: إنّي دخلت بيت اللَّه الحرام، وأکلت من [صفحه 77] ثمار الجنّة وأرزاقها، فلمّا أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة! سمّيه عليّاً، فهو عليّ، واللَّه العليّ الأعلي يقول: إنّي شققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، ووقفته علي غامض علمي، وهو الذي يکسّر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي، ويقدّسني ويمجّدني، فطوبي لمن أحبّه وأطاعه، وويلٌ لمن عصاه وأبغضه.[3] . 26- ينابيع المودّة عن العبّاس بن أعبدالمطّلب: لمّا ولدت فاطمة بنت أسد عليّاً سمّته باسم أبيها[4] أسد، ولم يرضَ أبوطالب بهذا، فقال: هلمّ حتي نعلو أباقبيس ليلاً، وندعو خالق الخضراء، فلعلّه أن ينبئنا في اسمه. فلمّا أمسيا، خرجا وصعدا أباقبيس ودعيا اللَّه تعالي، فأنشأ أبوطالب شعراً: يا ربَّ الغَسق الدجيِّ بيِّن لنا عن أمرک المقضيِّ فإذا خشخشة من السماء، فرفع أبوطالب طرفه، فإذا لوحٌ مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر، فأخذه بکلتا يديه وضمّه إلي صدره ضمّاً شديداً، فإذا مکتوب: خُصِّصتما بالولد الزکيِّ وإسمه من قاهر العليِّ[5] . فسُرّ أبوطالب سروراً عظيماً، وخرّ ساجداً للَّه تبارک وتعالي، وعقّ بعشرة من الإبل. [صفحه 78] وکان اللوح معلّقاً في بيت [اللَّه][6] الحرام يفتخر به بنو هاشم علي قريش، حتي غاب زمان قتال الحجّاج ابنَ الزبير.[7] . 27- الإمام زين العابدين عليه السلام: کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ذات يوم جالساً وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: والذي بعثني بالحقّ بشيراً، ما علي وجه الأرض خلق أحبّ إلي اللَّه عزّ وجلّ ولا أکرم عليه منّا. إنّ اللَّه تبارک وتعالي شقّ لي اسماً من أسمائه؛ فهو محمود وأنا محمّد، وشقّ لک يا عليّ اسماً من أسمائه؛ فهو العليّ الأعلي وأنت عليّ....[8] . 28- الإمام عليّ عليه السلام: أنا اسمي في الإنجيل إليا، وفي التوراة بري ء، وفي الزبور أريّ، وعند الهند کبکر، وعند الروم بطريسا، وعند الفرس جبتر، وعند الترک بثير، وعند الزنج حيتر، وعند الکهنة بوي ء، وعند الحبشة بثريک، وعند اُمّي حيدرة، وعند ظئري ميمون، وعند العرب عليّ، وعند الأرمن فريق، وعند أبي ظهير.[9] . 29- رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: إذا کان يوم القيامة، ينادون عليّ بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صدّيق، يا دالّ، يا عابد، يا هادي، يا مهديّ، يا فتي، يا عليّ؛ اُدخل أنت وشيعتک الجنّة بغير حساب.[10] . [صفحه 79] 30- شرح نهج البلاغة: کان اسمه الأوّل الذي سمّته به اُمّه: حَيْدَرة، باسم أبيها أسد بن هاشم- والحيدرة: الأسد- فغيّر أبوه اسمه، وسمّاه عليّاً. وقيل: إنّ حيدرة اسمٌ کانت قريش تسمّيه به. والقول الأوّل أصحّ؛ يدلّ عليه خبرُه يوم برز إليه مَرْحب، وارتجز عليه فقال: أنا الذي سمّتني اُمّي مَرْحَبا فأجابه عليه السلام رجزاً: أنا الذي سمّتني اُمّي حَيْدَرَه[11] .
لمّا ولد الإمام عليه السلام، اختارت له اُمّه فاطمة بنت أسد اسم «حيدرة»[1] تيمّناً باسم أبيها «أسد»، ثمّ اتّفقت هي وأبوه- وبإلهام ربّاني- علي تسميته «عليّاً».[2] .
والفلَق المبتلج المُضيّ
بما نسمّي ذلک الصبيّ
والطاهر المنتجب الرضيّ
عليٌّ اشتُقّ من العليّ
صفحه 77، 78، 79.
إنّ شعر الإمام عليّ عليه السلام الذي ارتجزه في معرکة خيبر لدي لقائه مرحب اليهوديّ والذي أوّله: «أنا الذي سمّتني اُمّي حيدرة» جاء في قسم کبير من المصادر التاريخيّة والحديثيّة، منها: صحيح مسلم: 132:1441:3، مسند ابن حنبل: 16538:558:5، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1036:607:2 و ص 1094:644، المستدرک علي الصحيحين: 4343:41:3، الطبقات الکبري: 112:2، مقاتل الطالبيّين: 40، الرياض النضرة: 149:3؛ الإرشاد: 127:1، وقعة صفّين: 390، المناقب لابن شهر آشوب: 129:3، روضة الواعظين: 146، الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 212:286. راجع: القسم الثاني/الدور المصيري في فتح خيبر.