دعوي أن حروب علي لم يکن بأمر من رسول الله والجواب عنه
جواب:إني لاأعجب من جهل هذا الانسان (ألذي خلق جهولا) بشئون الامامة وأن حامل أعبائها کيف يجب أن يکون في ورده وصدره، فإنه في منتأي عن معني الامامة التي نرتأيها، ولا أعجب من جهله بموقف مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام وانه کيف کان قيد الامر ورهن الاشارة من مخلفه النبي الاعظم، فإنه لم تتح له الحيطة بمکانته وفواضله ومجاري علمه وعمله فإن النصب المردي قد أعشي بصره، ورماه عن الحق في مرمي سحيق، وإنما کل عجبي من جهله بما أخرجه الحفاظ والائمة في ذلک، ولکنه من قوم لهم أعين لايبصرون بها. ونحن نعلم ماتوسوس به صدره، غاية الرجل من هذا الحکم البات تغرير الامة والتمويه علي الحقيقة، وجعل تلک الحروب الدامية نتيجة رأي وإجتهاد من الطرفين حتي يسع له القول بالتساوي بين أميرالمؤمنين ومقاتليه في الرأي والاجتهاد، و ان کلا منهما مجتهد وله رأيه مصيبا کان أو مخطئا، غير ان للمصيب أجرين و للمخطأ أجر واحد، ذاهلا عن أن المنقب لايخفي عليه هذا التدجيل، ويد التحقيق توقظ نائمة الاثکل، وقلم الحق لايترک الامة سدي، وينبأهم عن أن إجتهاد القوم (إن صحت الاحلام) إجتهاد في مقابلة النص النبوي الاغر. وليت شعري کيف يخفي الامر علي أي أحد؟ أو کيف يسع أن يتجاهل أي أحد؟ وبين يدي الملا العلمي قول رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لزوجاته: أيتکن صاحبة الجمل الادبب وهو کثير الشعر تخرج فينبحها کلاب الحوأب، يقتل حولها قتلي کثير، وتنجو بعدما کادت تقتل؟[1] . [صفحه 189] وقوله صلي الله عليه وآله لهن: کيف بإحدا کن إذا نبح عليها کلاب الحوأب[2] . وقوله صلي الله عليه وآله وسلم لهن: أيتکن التي تنبح عليها (تنبحها) کلاب الحوأب؟[3] . وقوله صلي الله عليه وآله وسلم لهن: ليت شعري أيتکن تنبحها کلاب الحوأب سائرة إلي الشرق في کتيبة (معجم البلدان 3 ص 356). وفي لفظ الخفاجي في شرح الشفا 3 ص 166: ليت شعري أيتکن صاحبة الجمل الازب[4] تنبحها کلاب الحوأب. وقوله صلي الله عليه وآله لعائشة: کأني بإحداکن قد نبحها کلاب الحوأب، وإياک أن تکوني أنت ياحميراء؟[5] . وقوله صلي الله عليه وآله لها: لها: ياحميراء؟ کأني بک تنبحک کلاب الحوأب. تقاتلين عليا وأنت له ظالمة[6] . وقوله صلي الله عليه وآله لها: انظري ياحميراء؟ أن لاتکون أنت[7] . وقوله صلي الله عليه وآله لعلي: إن وليت من أمرها شيئا. فارفق بها[8] . [صفحه 190] وقوله صلي الله عليه وآله: سيکون بعدي قوم يقاتلون عليا علي الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلک شئ. أخرجه الطبراني کما في (مجمع الزوائد) 9 ص 134، و (کنز العمال) 6 ص 155، وفي ج 7 ص 305 نقلا عن الطبراني وإبن مردويه وأبي نعيم. وقيل لحذيفة اليماني: حدثنا ماسمعت عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم. قال: لو فعلت لرجمتموني. قلنا: سبحان الله. قال لوحدثتکم أن بعض امهاتکم تغزوکم في کتيبة تضربکم بالسيف ما صدقتموني. قالوا: سبحان الله، ومن يصدقک بهذا؟ قال: أتتکم الحميراء في کتيبة تسوق بها أعلاجها.[9] . م وأخرج الطبري وغيره:[10] لما سمعت عائشة رضي الله عنها نباح الکلاب فقالت:أي ماء هذا؟! فقالوا: ألحوأب: فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، إني لهيه؟؟، قد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيتکن تنبحها کلاب الحوأب. فأرادت الرجوع فأتاها عبدالله بن الزبير فزعم إنه قال: کذب من قال: إن هذا الحوأب. ولم يزل حتي مضت وقال العرني صاحب جمل عائشة: لما طرقنا ماء الحوأب فنبحتنا کلابها قالوا: أي ماء هذا؟ قلت: ماء الحوأب. قال: فصرخت عائشة بأعلي صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ثم قالت. أنا والله صاحبة کلاب الحوأب طروقا ردوني. تقول ذلک ثلاثا. فأناخت وأناخوا حولها وهم علي ذلک وهي تأبي حتي کانت الساعة التي أناخوا فيها من الغد قال: فجاءها إبن الزبير فقال: النجاء النجاء فقد أدرککم والله علي بن أبي طالب. قال: فارتحلوا وشتموني[11] . وفي حديث قيس بن أبي حازم قال: لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر نبحت عليها الکلاب فقالت: أي ماء هذا؟! قالوا: ألحوأب قالت: ماأظنني إلا راجعة. فقال الزبير: لابعد تقدمي ويراک الناس ويصلح الله ذات بينهم. قالت: ما [صفحه 191] أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: کيف باحداکن إذا نبحتها کلاب الحوأب؟![12] . وفي معجم البلدان 356:3: في الحديث: ان عائشة لما أرادت المضي إلي البصرة في وقعة الجمل مرت بهذا الموضوع يعني الحوأب فسمعت نباح الکلاب فقالت: ماهذا الموضع؟! فقيل لها: هذا موضع يقال له: ألحوأب، فقالت: إنا لله، ما أراني إلا صاحبة القصة. فقيل لها: وأي قصة؟! قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه: ليت شعري أيتکن تنبحها کلاب الحوأب سائرة إلي الشرق في کتيبة. و همت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها انه ليس الحوأب. قال الاميني: ماکان الله ليضل قوما بعد إذهداهم حتي يبين لهم مايتقون، ليهلک من هلک عن بينة، ويحيي من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم، وکان الانسان أکثر شيئ جدلا، بل الانسان علي نفسه بصيرة ولو ألقي معاذيره.وقد صح عن رسول الله صلي الله عليه وآله قوله للزبير: إنک تقاتل عليا وأنت ظالم له. وبهذا الحديث احتج أميرالمؤمنين عليه السلام علي الزبير يوم الجمل وقال: أتذکر لما قال لک رسول الله صلي الله عليه وآله: إنک تقاتلني وأنت ظالم لي؟ فقال: أللهم نعم. ألحديث. أخرجه الحاکم في المستدرک 366:3 وصححه هو والذهبي. والبيهقي في الدلائل. وأبويعلي. وأبونعيم. والطبري في تاريخه و 200:5 و 204. وأبوالفرج في الاغاني 131:16 و 132. وإبن عبد ربه في العقد الفريد 279:2. والمسعودي في مروج الذهب 10:2. والقاضي في الشفا. وذکره إبن الاثير في الکامل 102:3. إبن طلحة في المطالب ص 41. محب الدين في الرياض 273:2. ألهيثمي في المجمع 235:7. إبن حجر في فتح الباري 46:13. ألقسطلاني في المواهب 2 ص 195 ألزرقاني في شرح المواهب 318:3، ج 217:7. ألسيوطي في الخصايص 137:2 نقلا عن جمع من الحفاظ بطرقهم عن أبي الاسود، وأبي جروة، وقيس، وعبدالسلام. ألحلبي في سيرته 315:3، الخفاجي في شرح الشفا 165:3، والشيخ علي القاري في شرحه هامش شرح الخفاجي 165:3. [صفحه 192] وهذه کلمات الصحابة مبثوثة في طيات الکتب والمعاجم، وهي تعرب عن ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم کان يحث أصحابه إلي نصرة أميرالمؤمنين في تلک الحروب، ويدعوهم إلي القتال معه، ويأمر عيون أصحابه بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين. منهم: 1- أبوأيوب الانصاري ذلک الصحابي العظيم، قال أبوصادق: قدم أبوأيوب العراق فأهدت له الازد جزرا فبعثوا بها معي فدخلت فسلمت إليه وقلت له: قد أکرمک الله بصحبة نبيه ونزوله عليک فمالي أراک تستقبل الناس تقاتلهم؟! تستقبل هؤلآء مرة و هؤلاء مرة فقال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم عهد إلينا أن نقاتل مع علي الناکثين فقد قاتلناهم، وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم يعني معاوية وأصحابه، وعهد إلينا أن نقاتل مع علي المارقين فلم أرهم بعد[13] . وروي علقمة والاسود عن أبي أيوب أنه قال: إن الرائد لايکذب أهله، وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي بقتال الناکثين، والقاسطين، والمارقين. ألحديث[14] . وقال عتاب بن ثعلبة: قال أبوأيوب الانصاري في خلافة عمر بن الخطاب: أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين مع علي ورواه عنه أصبغ بن نباتة غير أن فيه: أمرنا[15] . 2- أبوسعيد الخدري قال: أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين قلنا: يارسول الله؟ أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ قال: مع علي بن أبيطالب[16] . 3- أبواليقظان عمار بن ياسر قال: أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناکثين [صفحه 193] والقاسطين والمارقين أخرجه الطبراني وفي لفظه الآخر من طريق آخر: أمرنا. أخرجه الطبراني وأبويعلي وعنهما الهيثمي في (مجمع الزوائد) 7 ص 238. وأما کون قتال أميرالمؤمنين نفسه بأمر من رسول الله وانه لم يکن رأيا يخص به فتوقفک علي حق القول فيه عدة أحاديث. 1- خليد العصري قال: سمعت أميرالمؤمنين عليا يقول يوم النهروان: أمرني رسول الله صلي الله عليه وسلم بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين[17] . 2- أبواليقظان عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ياعلي؟ ستقاتلک الفئة الباغية وأنت علي الحق، فمن لم ينصرک يومئذ فليس مني[18] . 3- ومن کلام لعمار بن ياسر خاطب به أبا موسي: أما اني أشهد أن رسول الله صلي الله عليه وآله أمر عليا بقتال الناکثين، وسمي لي فيهم من سمي، وأمره بقتال القاسطين و إن شئت لاقيمن لک شهودا يشهدون ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنما نهاک وحدک وحذرک من الدخول في الفتنة. شرح إبن أبي الحديد 3 ص 293. 4- أبوأيوب الانصاري قال في خلافة عمر بن الخطاب: أمر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليا بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين.[19] . 5- عبدالله بن مسعود قال: أمر رسول الله صلي الله عليه وآله عليا. الحديث[20] . 6- علي بن ربيعة الوالبي قال: سمعت عليا يقول: عهد إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم أن أقاتل بعده القاسطين والناکثين والمارقين[21] . [صفحه 194] 7- أبوسعيد مولي رباب قال: سمعت عليا يقول: امرت بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين.[22] . 8. سعد بن عبادة قال: قال علي عليه السلام: امرت بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين.[23] . 9. أخرج إبن عساکر من طريق زيد الشهيد عن علي إنه قال: أمرني رسول الله صلي الله عليه وآله بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين. تاريخ إبن کثير 7 ص 305، کنز العمال 6 ص 392. 10- أنس بن عمرو عن أبيه عن علي قال: امرت بقتال ثلاثة: المارقين والقاسطين والناکثين. أخرجه ابن عساکر کما في تاريخ إبن کثير 7 ص 305. 11- عبدالله بن مسعود قال: خرج رسول الله صلي الله عليه وآله فأتي منزل ام سلمة فجاء علي فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ياام سلمة؟ هذا والله قاتل القاسطين والناکثين والمارقين من بعدي[24] . 12- إبن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله لام سلمة في حديث مر ج 1 ص 337 وج 3 ص 109 يصف عليا بانه: يقتل القاسطين والناکثين والمارقين. 13- أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ياعلي؟ أنت فارس العرب و قاتل الناکثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ولي کل مؤمن ومؤمنة. شمس الاخبار 38. 14- أبوأيوب الانصاري قال سمعت النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب:تقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين. مستدرک الحاکم 3 ص 140. 15- قال إبن أبي الحديد في شرحه 3 ص 245: قد ثبت عن النبي صلي الله عليه وآله [صفحه 195] انه قال لعلي عليه السلام: تقاتل بعدي الناکثين والقاسطين والمارقين. 16- وبهذا الحديث احتج أميرالمؤمنين عليه السلام يوم الشوري وقال: انشدکم الله هل فيکم أحد يقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين علي لسان النبي، غيري؟ قالوا: أللهم لا. 17- أبورافع قال: إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لعلي: سيکون بينک وبين عائشة أمر: قال: أنا يارسول الله؟! قال: نعم. قال: أنا؟! قال: نعم. قال: فأنا أشقاهم يا رسول الله؟! قال: لا. ولکن إذا کان ذلک فارددها إلي مأمنها. أخرجه أحمد في مسنده 6 ص 393، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 234 وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات. ويوجد في کنز العمال 6 ص 37، والخصائص الکبري 2 ص 137. 18- أخرج أبونعيم عن الحارث قال: کنت مع علي بصفين فرأيت بعيرا من إبل الشام جاء وعليه راکبه وثقله فألقي ماعليه وجعل يتخلل الصفوف إلي علي فجعل مشفره فيما بين رأس علي ومنکبه وجعل يحرکها بجرانه فقال علي: والله إنها للعلامة التي بيني وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم (ألخصائص الکبري 2 ص 138)
علي رضي الله عنه لم يکن قتاله يوم الجمل وصفين بأمر من رسول الله صلي الله عليه وسلم وإنما کان رأيا رآه 2 ص 231.
صفحه 189، 190، 191، 192، 193، 194، 195.