مدح النصاري لأميرالمؤمنين
علي أميرالمؤمنين صريمة له النسب الاعلي وإسلامه الذي بأن عليا أفضل الناس کلهم فلو کنت أهوي ملة غير ملتي وذکر شيخنا عماد الدين الطبري في الجزء الثاني من کتابه (بشارة المصطفي) لابي يعقوب النصراني قوله: ياحبذا دوحة في الخلد نابتة ألمصطفي أصلها والفرع فاطمة والهاشميان سبطاها لها ثمر هذا مقال رسول الله جآء به إني بحبهم أرجو النجاة غدا أشار بها إلي ما أخرجه الحفاظ[1] عن رسول الله صلي الله عليه وآله انه قال: أنا الشجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها، وشيعتنا ورقها، وأصل الشجرة في جنة عدن وسائر ذلک في سائر الجنة. هذا لفظه عند العامة وأما عند مشايخنا فهو: خلق الناس من أشجار شتي و خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من شجره واحدة، فما قولکم في شجرة أنا أصلها، وفاطمة [صفحه 9] فرعها، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمارها، وشيعتنا أوراقها، فمن تعلق بغصن من أغصانها ساقته إلي الجنة، ومن ترکها هوي في النار. وممن مدحه عليه السلام من متأخري النصاري عبد المسيح الانطاکي المصري بقصيدته العلوية المبارکة ذات 5595 بيتا ومنها قوله ص 547 فيما نحن فيه: للمرتضي رتبة بعد الرسول لدي ذو العلم يعرفها ذو العدل ينصفها وإن في ذاک إجماعا بغير خلاف وإن أقربها الاسلام لاعجب وإن تنادي جموع المسلمين بها بل جاوزتهم إلي الاغيار فانصرفت وذي فلاسفة الجحاد معجبة ورددت بين أهل الارض مدحتها کذا النصاري بحب المرتضي شغفت فلست تسمع منها غير مدحته الغراء فارجع لقسانها بين الکنائس مع تجد محبته بالاحترام أتت وانظر إلي الديلم الشجعان خائضة الحروب تلف استعاذتها بالمرتضي ولقد وآمنت ان ترصيع السيوف بصورة م- وفي الآونة الاخيرة نظم الاستاذ بولس سلامة قاضي امة المسيح ببيروت بعد ماقرأ کتابنا هذا «ألغدير» قصيدته العصماء تحت عنوان «عيد الغدير» في 3085 بيتا، و فيها تحليل وتدقيق، واعراب عن حقائق ناصعة. وجري مع التاريخ الصحيح، طبعت في 317 صفحة. [صفحه 10]
وذکر الخطيب الخوارزمي في المناقب 28، وإبن شهر اشوب في مناقبه 1 ص 361، والاربلي في کشف الغمة 20 لبعض النصاري قوله:
و ما لسواه في الخلافة مطمع
تقدم فيه والفضايل أجمعوا
وأورعهم بعد النبي وأشجع
لما کنت إلا مسلما أتشيع
مافي الجنان لها شبه من الشجر
ثم اللقاح علي سيد البشر
والشيعة الورق الملتف بالثمر
أهل الروايات في العالي من الخبر
والفوز مع زمرة من أحسن الزمر
أهل اليقين تناهت في تعاليها
ذو الجهل يسرفها ذو الکفر يکميها
في المذهب مع شتي مناحيها
فإنه منذ بدء الوحي داريها
فقد وعت قدرها من هدي هاديها
نفوسهم نحوها بالحمد تطريها
بها وقد أکبرت عجبا تساميها
فيه وقد صدقت وصفا وتشبيها
ألبابها وشدت فيه أغانيها
ما ذکرته في نواديها
رهبانها وهي في الاديار تأويها
نفوسها وله أبدت تصبيها
والترک في شتي مغازيها
زانت بصورته الحسنا مواضيها
الوصي ينيل النصر منضيها
صفحه 9، 10.