ترجمة ألوامق النصراني











ترجمة ألوامق النصراني



بقراط بن أشوط الوامق الارميني النصراني، بطريق[1] بطارقة أرمينية، و قائدهم الاکبر، وأميرهم المقدم في القرن الثالث، عده إبن شهر اشوب في «معالم العلماء» من مقتصدي المادحين لاهل البيت عليهم السلام.

قال اليعقوبي في تاريخه 3 ص 213، وابن الاثير في الکامل 7 ص 20: إنه

[صفحه 7]

وثب في سنة 237 أهل آرمينية بعاملهم يوسف بن محمد فقتلوه، وکان سبب ذلک ان يوسف لما سار إلي أرمينية خرج إليه بطريق يقال له مبقراط بن أشوط. ويقال له: بطريق البطارقة. يطلب الامان فأخذه يوسف وابنه نعمة فسيرهما إلي باب الخليفه «المتوکل» فاجتمع بطارقة أرمينية مع ابن اخي بقراط بن أشوط وتحالفوا علي قتل يوسف ووافقهم علي ذلک موسي بن زرارة وهو صهر بقراط علي ابنته فأتي الخبر يوسف ونهاه أصحابه عن المقام بمکانه فلم يقبل فلما جاء الشتاء ونزل الثلج مکثوا حتي سکن الثلج ثم أتوه وهو بمدينة «طرون»[2] فحصروه بها فخرج إليهم من المدينة فقاتلهم فقتلوه وکل من قاتل معه، وأما من لم يقاتل معه فقالوا: له انزع ثيابک وانج بنفسک عريانا ففعلوا ومشوا حفاة عراة فهلک أکثرهم من البرد وسقطت أصابع کثير منهم ونجوا، وکان ذلک في رمضان، وکان يوسف قبل ذلک قد فرق أصحابه في رساتيق عماله فوجه إلي کل طائفة منهم طائفة من البطارقة فقتلوهم في يوم واحد، فلما بلغ المتوکل خبره ووجه بغا الکبير إليهم طالبا بدم يوسف فسار إليهم علي الموصل والجزيرة فبدأ بأرزن[3] وبها موسي بن زرارة و له اخوته إسماعيل وسليمان وحمد وعيسي ومحمد وهرون فحمل بغا موسي بن زرارة إلي المتوکل وأباح علي قتله يوسف فقتل منهم زهاء ثلاثين ألفا وسبي منهم خلقا کثيرا فباعهم.

وهناک جمع آخرون من النصاري مدح أميرالمؤمنين عليه السلام منهم: شاعرهم زينبا إبن إسحق الرسعني الموصلي النصراني.

ذکر له البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 50، والزمخشري في ربيع الابرار، وأبوحيان في تفسيره البحر المحيط 6 ص 221، وأبوالعباس القسطلاني في المواهب اللدنية، وأبوعبدالله الزرقاني المالکي في شرح المواهب 7 ص 14، والمقري المالکي في نفح الطيب 1 ص 505. والشيخ محمد الصبان في إسعاف الراغبين 117 نقلا عن إمامهم أبي عبدالله محمد بن علي بن يوسف الانصاري الشاطبي[4] قوله:[5] .

[صفحه 8]

عدي وتيم لا احاول ذکرها
بسوء ولکني محب لهاشم


وما تعتريني في علي ورهطه
إذا ذکروا في الله لومة لائم


يقولون: مابال النصاري تحبهم
وأهل النهي من أعرب وأعاجم؟!


فقلت لهم: إني لاحسب حبهم
سري في قلوب الخلق حتي البهايم


صفحه 7، 8.








  1. البطريق: القائد الحاذق بالحرب وشئونها. معرب.
  2. موضع بارمينية.
  3. أرزن: مدينة من أرباض ارمينية.
  4. رضي الدين المولود 601 والمتوفي 680 والمترجم في نفح الطيب 1 ص 1505.
  5. وذکره له شيخنا الفتال في «روضة الواعظين» 143، وابن شهر اشوب في «المناقب»2 ص 237.