القول الفصل











القول الفصل



هذا زيد ومقامه وقداسته عند الشيعة جمعاء، فلست أدري أين يکون إذن مقيل قول إبن تيمية من مستوي الحقيقة: إن الرافضة رفضوا زيد بن علي بن الحسين ومن والاه وشهدوا عليه بالکفر والفسق؟![1] وتبعه علي هذه الهفوة ألسيد محمود الآلوسي في رسالته المطبوعة في کتاب (السنة والشيعة) ص 52 وقال: ألرافضة مثلهم کمثل اليهود ألرافضة يبغضون کثيرا من أولاد فاطمة رضي الله عنها بل يسبونهم کزيد بن علي، وقد کان في العلم والزهد علي جانب عظيم. وأخذ عنه القصيمي هذه الاکذوبة وذکرها في کتابه (ألصراع بن الاسلام والوثنية).

ذکر هؤلاء عزوهم المختلق هذا إلي الشيعة في عداد مساويهم فشنوا عليهم الغارات، ألا من يسائلهم عن أن الشيعة متي لهجت بهذه؟! ومن ذا الذي حکاها؟!

[صفحه 75]

وعلي أي کتاب تستند مزعمتهم؟! ومن ذا الذي شافههم بها حيث خلت عنها الکتب؟!.

نعم: لم يقصدوا إلا إسقاط محل الشيعة بهذه السفاسف فکشفوا عن سوءة إفکهم وإذا کان الکاتب عن أي امة لايعرف شيئا من معالمهم وأحوالهم، أو يعرفها ثم يقلبها ظهرا لبطن، يکون مثل هؤلاء الکتبة موردا للمثل: حن قدح ليس منها.

وکأن هؤلاء المدافعون عن ساحة قدس زيد يحسبون القراء جهلاء بالتاريخ الاسلامي، وأنهم لايعرفون شيئا منه، وتخفي عليهم حقيقة هذا القول المزور.

ألا من مسائل هؤلاء عن أن زيدا إن کان عندهم وعند قومهم في جانب عظيم من العلم والزهد فبأي کتاب أم بأية سنة حاربه أسلافهم وقاتلوه وقتلوه وصلبوه و وأحرقوه وداروا برأسه في البلاد؟!

أليس منهم ومن قومهم أمير مناوئيه وقاتله: يوسف بن عمر؟!

أوليس منهم صاحب شرطته: ألعباس بن سعد؟!.

أوليس منهم قاطع رأسه الشريف: إبن الحکم بن الصلت؟!

أوليس منهم مبشر يوسف بن عمر بقتله: ألحجاج بن القاسم؟!

أوليس منهم خراش بن حوشب الذي أخرج جسده من قبره؟!

أوليس من خلفائهم ألآمر بإحراقه: وليد أو هشام بن عبدالملک؟!

أو ليس منهم حامل رأسه إلي هشام: زهرة بن سليم؟!

أوليس من خلفائهم هشام بن عبدالملک وقد بعث رأس زيد إلي مدينة الرسول فنصب عند قبر النبي يوما وليلة؟!

أوليس هشام بن عبدالملک کتب إلي خالد القسري يقسم عليه أن يقطع لسان الکميت شاعر أهل البيت ويده بقصيدة رثي بها زيد بن علي وابنه ومدح بني هاشم؟!

أوليس عامل خليفتهم بالمدينة: محمد بن إبراهيم المخزومي، کان يعقد حفلات بها سبعة أيام ويخرج إليها ويحضر الخطباء فيها فيلعنون هناک عليا وزيدا وأشياعهم؟!

أوليس من شعراء قومهم ألحکيم الاعور؟! وهو القائل:


صلبنا لکم زيدا علي جذع نخلة
ولم نر مهديا علي الجذع يصلب


وقستم بعثمان عليا سفاهة
وعثمان خير من علي وأطيب

[صفحه 76]

أوليس سلمة بن الحر بن الحکم شاعرهم هو القائل في قتل زيد؟!


وأهلکنا جحاجح من قريش
فأمسي ذکرهم کحديث أمس


وکنا اس ملکهم قديما
وما ملک يقوم بغير اس


ضمنا منهم نکلا وحزنا
ولکن لا محالة من تأس


أوليس منهم من يقول بحيال رأس زيد وهو مصلوب بالمدينة؟!


ألايا ناقض الميثاق
أبشر بالذي ساکا


نقضت العهد والميثان
قدما کان قدما کا


لقد أخلف إبليس الذي
قد کان مناکا


هذه حقيقة الحال، فاقض ماأنت قاض.

أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحکون ولا تبکون وأنتم سامدون (سورة النجم 60 و61)

[صفحه 77]


صفحه 75، 76، 77.








  1. منهاج السنة 2 ص 126.