تاريخ وفاة أبن الرومي











تاريخ وفاة أبن الرومي



قال إبن خلکان: توفي يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولي سنة ثلاث و

[صفحه 54]

ثمانين. وقيل: وسبعين ومأتين ودفن في مقبرة باب البستان. والذين جاؤا بعد إبن خلکان تابعوه في هذا الشک ولامسوغ لهذا الشک بامور[1] ألاول قوله:


طربت ولم تطرب علي حين مطرب
وکيف التصابي بابن ستين أشيب؟!


فبملاحظة تاريخ ولادته المتسالم عليه بين أرباب المعاجم يوافق ستين مع سنة 281 فهو لم يمت في سنة 276 علي التحقيق. ولايظن ان الستين هنا تقريبية لضرورة الشعر فإنه ذکر الخمس والخسمين في موضع آخر حيث قال.


کبرت وفي خمس وخمسين مکبر
وشبت فألحاظ المها عنک نفر[2] .


ألثاني: ما في مروج الذهب ج 2 ص 488 للمسعودي من أن قطر الندي بنت خمارويه وصلت إلي مدينةالسلام إبن الجصاص في ذي الحجة سنة إحدي وثمانين ففي ذلک يقول إبن الرومي.


ياسيد العرب الذي زفت له
باليمن والبرکات سيدة العجم


قال الاميني قال الطبري في تاريخه 11 ص 345: کان دخولهم بغداد يوم الاحد لليلتين خلتا من المحرم سنة 282.

ألثالث: مقطوعاته التي نظمها الشاعر في العرس الذي احتفل به الخليفة سنة إثنتين وثمانين.

قال الاميني ومما ينفي الشک عن عدم وقوع وفاة المترجم سنة 270 قصيدته التي يمدح بها المعتضد بالله أبا العباس أحمد في أيام خلافته وقد بويع له في شهر رجب بعد عمه المعتمد سنة 279 قال فيها:


هنيئا بني العباس إن إمامکم
إمام الهدي والبأس والجود أحمد


کما بأبي العباس انشئ ملککم
کذا بأبي العباس ايضا يجدد


قال العقاد: وأما التاريخين الآخرين: أي سنة ثلاث وأربع وثمانين فعندنا تاريخ اليوم والشهر من اولاهما وليس عندنا مثل ذلک من الثانية وهذا مما يرجح وفاته في سنة ثلاث وثمانين دون أربع وثمانين.

[صفحه 55]

قال الاميني لم نعرف وجه الترجيح يذکر تاريخ اليوم والشهر لمجرده مع قطع النظر عما ذکره بعد من مضاهاة التاريخ بقوله:

ويقوي هذا الترجيح ان مضاهاة التواريخ تثبت لنا ان جمادي الاخري من سنة ثلاث وثمانين بدأت يوم جمعة فيکون يوم الاربعاء قد جاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولي في تلک السنة کما جاء في تاريخ الوفاة، وقد ضاهينا هذا اليوم علي التاريخ الافرنجي فوجدناه يوافق الرابع عشر من شهر يونيو، أي يوافق أبان الصيف في العراق، وإبن الومي مات في الصيف کما يؤخذ من قول الناجم انه دخل عليه في مرضه الذي مات فيه وبين يديه ماء مثلوج فيجوز لنا علي هذا أن نجزم بأن أصح التواريخ الاول و هو: يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من جمادي الاولي سنة ثلاث وثمانين.


صفحه 54، 55.








  1. نحن نذکر ملخصها.
  2. ذکر الخمس والخمسين في هذا البيت لاينافي تقريبية الستين في سابقه.