القصيدة الشافعية و ما يتبعها
ألحق مهتضم والدين مخترم والناس عندک لاناس فيحفظهم إني أبيت قليل النوم أرقني قلب تصارع فيه الهم والهمم وعزمة لا ينام الليل صاحبها يصان مهري لامر لا أبوح به وکل مائرة الضبعين مسرحها وفتية قلبهم قلب إذا رکبوا ياللرجال أما لله منتصر بنو علي رعايا في ديارهم محلئون فأصفي شربهم وشل فالارض إلا علي ملاکها سعة فما السعيد بها إلا الذي ظلموا للمتقين من الدنيا عواقبها أتفخرون عليهم لاأبا لکم [صفحه 400] ولا توازن فيما بينکم شرف ولالکم مثلهم في المجد متصل ولا لعرقکم من عرقهم شبه قام النبي بها (يوم الغدير) لهم حتي إذا أصبحت في غير صاحبها وصيروا أمرهم شوري کأنهم تالله ماجهل الاقوام موضعها ثم ادعاها بنو العباس ملکهم لايذکرون إذا ما معشر ذکروا ولا رآهم أبوبکر وصاحبه فهل هم مدعوها غير واجبة؟ أما علي فأدني من قرابتکم أينکر الحبر عبدالله نعمته؟ بئس الجزاء جزيتم في بني حسن لا بيعة ردعتکم عن دمائهم هلا صفحتم عن الاسري بلا سبب هلا کففتم عن الديباج سوطکم[5] . مانزهت لرسول الله مهجته مانال منهم بنو حرب وإن عظمت کم غدرة لکم في الدين واضحة أنتم له شيعة فيما ترون وفي [صفحه 401] هيهات لاقربت قربي ولارحم کانت مودة سلمان له رحما ياجاهدا في مساويهم يکتمها ليس الرشيد کموسي في القياس ولا ذاق الزبيري غب الحنث وانکشفت باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته ياعصبة شقيت من بعدما سعدت لبئسما لقيت منهم وان بليت لاعن أبي مسلم في نصحه صفحوا ولا الامان لاهل الموصل اعتمدوا أبلغ لديک بني العباس مالکة أي المفاخر أمست في منازلکم أني يزيدکم في مفخر علم؟ ياباعة الخمر کفوا عن مفاخرکم خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا لايغضبون لغير الله إن غضبوا تنشي التلاوة في أبياتهم سحرا [صفحه 402] منکم علية أم منهم؟ وکان لکم إذا تلوا سورة غني إمامکم مافي بيوتهم للخمر معتصر ولا تبيت لهم خنثي تنادمهم ألرکن والبيت والاستار منزلهم وليس من قسم في الذکر نعرفه ما يتبع الشعر توجد هذه القصيدة کما رسمناها 58 بيتا في ديوانه المخطوط المشفوع بشرحه لابن خالويه النحوي المعاصر له ألمتوفي بحلب في خدمة بني حمدان سنة 370، و خمس منها العلامة ألشيخ إبراهيم يحيي العاملي 54 بيتا، وذکر تخميسه في (منن الرحمان) ج 1 ص 143 مستهله: ياللرجال لجرح ليس يلتئم حتي متي أيها الاقوام والامم أودي هدي الناس حتي أن أحفظهم فکيف توقظهم إن کنت موقظهم وهي التي شرحها م- أبوالمکارم محمد بن عبدالملک بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي المتوفي 565، وشرحها إبن أمير الحاج بشرحه المعروف المطبوع وتوجد بتمامها في (الحدائق الوردية) المخطوط، وذکرها القاضي في (مجالس المؤمنين) ص 411، والسيد ميرزا حسن الزنوزي في (رياض الجنة) في الروضة الخامسة ستين بيتا، وهي التي شطرها العلامة ألسيد محسن الامين العاملي. وإليک نص البيتين الزائدين: أمن تشاد له الالحان سايرة [صفحه 403] صلي الاله عليهم کلما سجعت وأسقط ناشر الديوان منها أبياتا وذکرها 53 بيتا وأحسب انه التقط أبياتا ما کان يروقه مفادها ودونک الاشارة إليها: 1- کل مائرة الضبعين مسرحها 2- وفتية قلبهم قلب إذا رکبوا 3- فما السعيد بها إلا الذي ظلموا 4- للمتقين من الدنيا عواقبها 5- ليس الرشيد کموسي في القياس ولا 6- يا باعة الخمر کفوا عن مفاخرکم 7- صلي الاله عليهم سجعت هذه القصيدة تعرف ب (الشافية) وهي من القصايد الخالدة التي تصافقت المصادر علي ذکرها أو ذکر بعضها[16] أو الايعاز إليها، مطردة متداولة بين الادباء، محفوظة عند الشيعة وقسمائهم منذ عهد نظمها ناظمها أمير السيف والقلم وإلي الآن، وستبقي خالدة مع الدهر، وذلک لما عليها من مسحة البلاغة، ورونق الجزالة، وجودة السرد، وقوة الحجة، وفخامة المعني، وسلاسة اللفظ، ولما أنشد ناظمها (الامير) أمر خمسمائة سيفا وقيل أکثر يشهر في المعسکر[17] نظمها لماوقف علي قصيدة إبن سکرة العباسي التي أولها: بني علي دعوا مقالتکم وللامير أبي فراس هائية يمدح بها أهل البيت وفيها ذکر (الغدير) وهي: يوم بسفح الدار لا أنساه يوم عمرت العمر فيه بفتية فکأن أوجههم ضياء نهاره [صفحه 404] ومهفهف کالغصن حسن قوامه نازعته کأسا کأن ضياء ها في ليلة حسنت لنا بوصاله وکأنما فيها الثريا إذبدت والبدر منتصف الضياء کأنه ظبي لو أن الدر مر بخده إن لم أکن أهواه أو أهوي الردي فحرمت قرب الوصل منه مثل ما إذ قال: اسقوني. فعوض بالقنا فاجتز رأسا طالما من حجره يوم بعين الله کان وإنما وکذاک لو أردي عداة نبيه يوم عليه تغيرت شمس الضحي لاعذر فيه لمهجة لم تنفطر تبا لقوم تابعوا أهوائهم أتراهم لم يسمعوا ماخصه إذ قال يوم (غدير خم) معلنا هذا وصيته إليه فافهموا أقروا من القرآن مافي فضله لو لم تنزل فيه إلا هل أتي من کان أول من حوي القرآن من من کان صاحب فتح خيبر؟ من رمي من عاضد المختار من دون الوري؟ من بات فوق فراشه متنکرا من ذا أراد إلهنا بمقاله: [صفحه 405] من خصه جبريل من رب العلي أظننتم أن تقتلوا أولاده أو تشربوا من حوضه بيمينه طوبي لمن ألقاه يوم اوامه قد قال قبلي في قريض قائل: أنسيتم يوم الکساء وإنه يارب إني مهتد بهداهم أهوي الذي يهوي النبي وآله وأقول قولا يستدل بأنه شعرا يود السامعون لو أنه يغري الرواة إذا روته بحفظه
ألمولود 321-320، ألمتوفي 357
وفئ آل رسول الله مقتسم
سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
إلا علي ظفر في طيه کرم
والدرع والرمح والصمصامة الحذم[1] .
رمث الجزيرة والخذراف والعنم[2] .
وليس رأيهم رأيا إذا عزموا
من الطغاة؟ أما لله منتقم
والامر تملکه النسوان والخدم
عند الورود وأوفي ودهم لمم[3] .
والمال إلا علي أربابه ديم
وما الشقي بها إلا الذي ظلموا
وإن تعجل منها الظالم الاثم
حتي کأن رسول الله جدکم؟!
ولاتساوت لکم في موطن قدم
ولا لجدکم معاشر جدهم
ولا نثيلتکم من امهم أمم[4] .
والله يشهد والاملاک والامم
باتت تنازعها الذؤبان والرخم
لايعرفون ولاة الحق أيهم
لکنهم ستروا وجه الذي علموا
ولا لهم قدم فيها ولا قدم
ولا يحکم في أمر لهم حکم
أهلا لما طلبو منها وما زعموا
أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟
عند الولاية إن لم تکفر النعم
أبوکم أم عبيد الله أم قثم؟!؟!
أباهم العلم الهادي وامهم
ولايمين ولا قربي ولا ذمم
للصافحين ببدر عن أسيرکم؟!
وعن بنات رسول الله شتمکم؟[6] .
عن السياط فهلا نزه الحرم؟
تلک الجرائر إلا دون نيلکم
وکم دم لرسول الله عندکم
أظفارکم من بنيه الطاهرين دم
يوما إذا أقصت الاخلاق والشيم
ولم يکن بين نوح وابنه رحم
غدر الرشيد بيحيي کيف ينکتم؟[7] .
مأمونکم کالرضا لو أنصف الحکم
عن ابن فاطمة الاقوال والتهم[8] .
وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
ومعشرا هلکوا من بعد ماسلموا
بجانب الطف تلک الاعظم الرمم[9] .
ولا الهبيري نجا الحلف والقسم[10] .
فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا[11] .
لايدعوا ملکها ملاکها العجم
وغيرکم آمر فيها ومحتکم؟
وفي الخلاف عليکم يخفق العلم
لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
يوم السؤال وعمالين إن عملوا
ولا يضيعون حکم الله إن حکموا
وفي بيوتکم الاوتار والنغم
شيخ المغنين إبراهيم أم لهم؟[12] .
قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ولا بيوتکم للسوء معتصم
ولايري لهم قرد ولاحشم[13] .
وزمزم والصفي والحجر والحرم
إلا وهم غير شک ذلک القسم
عمر الزمان وداء ليس ينحسم
ألحق مهتضم.....
للخير صار بقول السوء ألفظهم
والناس عندک.....
عليهم ذو المعالي أم عليکم؟[14] .
ورق فهم للوري کهف ومعتصم[15] .
لاينقص الدر وضع من وضعه
أرعي له دهري الذي أولاه
من نورهم أخذ الزمان بهاه
وکأن أوجههم نجوم دجاه
والظبي منه إذا رنا عيناه
لما تبدت في الظلام ضياه
فکأنما من حسنها إياه
کف يشير إلي الذي يهواه
متبسم بالکف يسترقاه
من دون لحظة ناظر أدماه
في العالمين لکل مايهواه
حرم الحسين الماء وهو يراه
من شرب عذب الماء ما أرواه
أدنته کفا جده ويداه
يملي لظلم الظالمين الله
ذو العرش ماعرف النبي عداه
وبکت دما مما رأته سماه
أو ذي بکاء لم تفض عيناه
فيما يسوئهم غدا عقباه
منه النبي من المقال أباه؟!
من کنت مولاه فذا مولاه
يامن يقول بأن ماأوصاه
وتأملوه وأفهموا فحواه
من دون کل منزل لکفاه
لفظ النبي ونطقه وتلاه؟!
بالکف منه بابه ودحاه؟!
من آزر المختار من آخاه؟!؟!
لما أطل فراشه أعداه؟
ألصادقون القانتون سواه؟!
بتحية من ربه وحباه؟!
ويظلکم يوم المعاد لواه؟!
کأسا وقد شرب الحسين دماه؟!
فاستل يوم حياته وسقاه
ويل لمن شفعائه خصماه
ممن حواه مع النبي کساه؟!
لا أهتدي يوم الهدي بسواه
أبدا وأشنأکل من يشناه
مستبصر من قاله ورواه
لاينقضي طول الزمان هداه
ويروق حسن رويه معناه
صفحه 400، 401، 402، 403، 404، 405.