ترجمة ابن طباطبا الاصبهاني
عالم ضليع، وشاعر مفلق، وشيخ من شيوخ الادب، ذکر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463: إن له کتبا ألفها في الاشعار والآداب، وذکر منها أصحاب المعاجم.[1] . 1- کتاب سنام المعالي. 2- کتاب عيار الشعر. وفي فهرست إبن النديم ص 221: معاير الشعر. وقال الحموي في (معجم الادباء) 3 ص 58: ألف الآمدي الحسن بن بشز کتابا في إصلاح مافيه. 3- کتاب ألشعر والشعراء. 4- کتاب نقد الشعر. [صفحه 341] 5- کتاب تهذيب الطبع. 6- کتاب ألعروض. قال الحموي: لم يسبق إلي مثله. 7- کتاب فرائد الدر. کتب إلي صديق له کان قد استعاره يسترجعه منه: يادر رد فرائد الدر 8- کتاب المدخل في معرفة المعمي من الشعر. 9- کتاب في تقريض الدفاتر. 10- کتاب ديوان شعره. 11- کتاب إختياره ديوان شعره. ذکره الحموي في (معجم الادباء) وقال: إنه کان مذکورا بالذکاء والفطنة وصفاء القريحة وصحة الذهن وجودة المقاصد، ذکر أبوعبد الله حمزة بن الحسن الاصبهاني قال: سمعت جماعة من رواة الاشعار ببغداد يتحدثون عن عبدالله بن المعتز: انه کان لهجا بذکر أبي الحسن مقدما له علي ساير أهله ويقول: ماأشبهه في أوصافه إلا محمدبن يزيد بن مسلمة بن عبدالملک، إلا أن أبا الحسن أکثر شعرا من المسلمي، وليس في ولد الحسن من يشبهه بل يقاربه علي بن محمد الافوه[2] . قال: وحدثني أبوعبدالله بن عامر قال: کان أبوالحسن طول ايامه مشتاقا إلي عبدالله بن المعتز متمنيا أن يلقاه أو يري شعره، فأما لقاؤه فلم يتفق له لانه لم يفارق إصبهان قط، وأما ظفره بشعره فإنه اتفق له في آخر أيامه، وله في ذلک قصة عجيبة، وذلک أنه دخل إلي دار معمر وقد حملت إليه من بغداد نسخة من شعر عبدالله بن المعتز فاستعارها فسوف بها فتمکن عندهم من النظر فيها وخرج وعدل إلي کالا معييا کأنه ناهض بحمل ثقيل، فطلب محبرة وکاغذا فأخذ علي ظهر قلبه مقطعات ورقات من الشعر فسألته لمن هي؟ فلم يجبني حتي فرغ من نسخها وملا منها خمس ورقات من نصف المأموني، وأحصيت الابيات فبلغ عددها مائة وسبعة وثمانين بيتا تحفظها من شعر إبن المعتز في ذلک المجلس واختارها من بين سائرها. يوجد في معجم الحموي شطر مهم من شعره منه قصيدة في 39 بيتا ليس فيها راء [صفحه 342] ولاکاف يمدح بها أبا الحسين محمد بن أحمد بن يحيي بن أبي البغل أولها: ياسيدا دانت له السادات وتواصلت نعماؤه عندي فلي نعم ثنت عني الزمان وخطبه ويصف قصيدته بقوله: ميزانها عند الخليل معدل وروي الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 518 له قوله: أقول وقد أوقظت من سنة الهوي دعوني وحلم اللهو في ليلة المني فقالوا لي: استيقظ فشيبک لايح وذکر في ص 435 له يصف ليلة ممتعة: وليلة أطربني صبحها کأنما الجوزاء جنح الدجي قائمة قد حررت وصفها وقال في ص 229: دخل يوما أبوالحسن إبن طباطبا دار أبي علي ابن رستم فرأي علي بابه عثمانيين أسودين قد لبسا عمامتين حمراوين، فامتحنهما فوجدهما من الادب خاليين، فلما تمکن في مجلس إبن رستم دعا بالدواة والقرطاس وکتب: أري بباب الدار أسودين کجمرتين فوق فحمتين جدکما عثمان ذو النورين ياقبح شين صادر عن زين ماأنتما إلا غرابيين ألمظهرين الحب للشخصين [صفحه 343] وخليا الشيعة للسبطين؟؟ ستعطيان في مدي عامين فاستظرفها إبن رستم وتحفظها الناس. وله قوله يهجوبه أبا علي ابن رستم يرميه بالدعوة والبرص: أنت اعطيت من دلايل رسل الله جئت فردا بلا أب وبيمناک وله في أبي علي إبن رستم لما هدم سور إصبهان ليزيد به في داره وأشار فيه إلي کون إصبهان من بناء ذي القرنين: وقد کان ذو القرنين يبني مدينة علي أنه لو کان في صحن داره وله في إبن رستم يذکر بناءه سور إصبهان: يارستمي استعمل الجدا فإنک المأمول والمرتجي أحکمت من ذا السور مالم تجد فخلفه نسل کثير لمن وهم کيأجوج ومأجوج إن وأنت ذو القرنين في عصره وقال يهجوا أبا علي الرستمي: کفرا بعلمک يابن رستم طه لو کنت يونس في دوائر نحوه وحويت فقه أبي حنيفة کله وله قوله: لاتنکرن إهداءنا لک منطقا [صفحه 344] فالله عزوجل يشکرفعل من ويعاتب أبا عمرو بن جعفر بن شريک علي منعه إياه شعر ديک الجن بقوله: ياجوادا يمسي ويصبح فينا أنت من أسمح الانام لشعر الناس ياحليف السماح لو أن ديک الجن لم يکن فيه طائل بعد أن يدخله وله قوله: بأبي الذي نفسي عليه حبيس لاتنکروا أبدا مقاربتي له وله: ياطيب ليل خلوت فيه بمن ليل کبرد الشباب حالکه وله: أتاني قريض کنظم جمان وعهد الصبا ونسيم الصبا وذکر المرزباني في (معجم الشعراء) ص 463 له يصف به القلم: وله حسام باتر في کفه ومترجم عما يجن ضميره قلم يدور بکفه فکأنه وروي له في (المعجم) ايضا. لا وانسي وفرحتي بکتاب ما دجا ليل وحشتي قط إلا [صفحه 345] بحديث يقيم للانس شوقا وذکر له النويري في (نهاية الارب) ج 3 ص 97: إن في نيل المني وشک الردي کسراج دهنه قوت له وقوله: لقد قال أبوبکر فرحنا لم نصد شيئا وذکر إبن خلکان نقلا عن ديوانه قوله: بانوا وأبقوا في حشاي لبينهم لله أيام السرور کأنما لودام عيش رحمة لاخي هوي ياعيشنا المفقود خذ من عمرنا وله قوله: يامن حکي المآء فرط رقته ياليت حظي کحظ ثوبک من لاتعجبوا من بلا غلالته ولد المترجم کما في (المجدي) باصبهان، وتوفي بها سنة 322 کما في (معاهد التنصيص) فما في (نسمة السحر) من أنه ولد سنة 322 نقلا عن (المعاهد) إشتباه نشأ عن فهم ما في (المعاهد) من کلامه قال: مولده باصبهان وبها مات سنة 322. فحسب التأريخ ظرف ولادته کما زعمه بعض المعاصرين وهو لايقارف الصواب لان أبا علي الرستمي الذي للمترجم فيه شعر کثير من رجال عهد المقتدر بالله المقتول سنة 320 وفي أيامه أحدث الرستمي ما أحدث في إصبهان في سورها وجامعها وهجاه المترجم. ولان المترجم کما مر عن (معجم الادباء) کان يتمني لقاء عبدالله بن المعتز ويشتاق إليه وإن المعتز توفي سنة 296. توجد ترجمته والثناء عليه في غاية الاختصار. نسمة السحر فيمن تشيع وشعر [صفحه 346] ج 2. معاهد التنصيص ج 1 ص 179. نقل ابن خلکان في تأريخه ج 1 ص 42 في ذيل ترجمة أبي القاسم إبن طباطبا المتوفي سنة 345 عن ديوان المترجم الابيات المذکورة فقال: ولا أدري من هذا أبوالحسن ولا وجه النسب بينه وبين أبي القاسم المذکور والله أعلم. واشتبه علي سيدنا الامين العاملي فهم کلام إبن خلکان هذا وذيله وأوقعه في خلط عظيم فعقد ترجمة تحت عنوان (أبوالحسن ألحسني المصري) في أعيان الشيعة في الجزء السادس ص 312 وجعله مصريا بلامستند، وأخذ تأريخ وفاة أبي القاسم إبن طباطبا وذکره لابي الحسن، وختم ترجمته بقوله: ولا دليل لنا علي تشيعه غير إصالة التشيع في العلويين. والعجب انه ذکر في الجزء التاسع ص 305 أبا الحسن باسمه ونسبه وقال: هذا الذي قال إبن خلکان: لا أدري من هذا أبوالحسن. لا عصمة إلا لله وللمترجم عقب کثير باصبهان فيهم علماء ادباء أشراف نقباء، قال النسابة العمري في (المجدي): له ذيل طويل فيهم موجهون منهم: أبوالحسن أحمد الشاعر الاصبهاني وأخوه أبوعبدالله الحسين ولي النقابة بها إبنا علي بن محمد الشاعر الشهير. ومنهم: ألشريف أبوالحسن محمد ببغداد يقال له: إبن بنت خصبة. [صفحه 347]
أبوالحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن ابن الامام السبط الحسن بن الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ألشهير بإبن طباطبا.
وارفق بعبد في الهوي حر
وتتابعت في فعله الحسنات
منه هبات خلفهن هبات
من بعد ماهيبت له غدوات
متفاعل متفاعل فعلات
بعذل يحاکي لذعه لذعة الهجر
ولاتوقظوني بالملام وبالزجر
فقلت لهم: طيب الکري ساعة الفجر
فخلتني في عرس الزنج[3] .
طبالة تضرب بالصنج
مائلة الرأس من الغنج
ذوي عمامتين حمراوين
قد غادرا الرفض قرير العين
فما له أنسل ظلمتين؟!
حدائد تطبع من لجين
طيرا فقد وقعتما للحين
ذرا ذوي السنة في المصرين
للحسن الطيب والحسين
صکا بخفين إلي حنين[4] .
آيا بها علوت الرؤوسا
بياض فأنت عيسي وموسي
فأصبح ذو القرنين يهدم سورها
بقرن له سيناء زعزع طورها
وکدنا في حظنا کدا
تهون الخطب إذا اشتدا
والله من إحکامه بدا
أصفت لارزبونها الودا[5] .
عددتهم لم تحصهم عدا
جعلته مابينهم سدا
وبما حفظت سوي الکتاب المنزل
أو کنت قطرب في الغريب المشکل
ثم انتهيت لرستم لم تنبل
منک استفدنا حسنه ونظامه
يتلو عليه وحيه وکلامه
واحدا في الندي بغير شريک
ماذا اللجاج في شعر ديک؟!
من نسل ديک عرش المليک[6] .
الذکر في عداد الديوک
مالي سواه من الانام أنيس
قلبي حديد وهو مغناطيس
أقصر عن وصف کنه وجدي به
نعمت في ظله وفي طيبه
وروض الجنان وأمن الفؤاد
وبرد الفؤاد وطيب الرقاد
يمضي لنقض الامر أو توکيده
يجري بحکمته لدي تسويده
فلک يدور بنحسه وسعوده
أتي منه في عيد أضحي وفطر
کنت لي فيه طالعا مثل بدر
وابتسام يکف لوعة صدري
وقياس القصد عند السرف
فإذا غرقته فيه طفي
صوابا بعد ماأنصت
وماکان لنا أفلت
وجدا إذا ظعن الخليط أقاما
کانت لسرعة مرها أحلاما
لاقام لي ذاک السرور وداما
عاما ورد من الصبا أياما
وقبله في قساوة الحجر
جسمک يا واحد البشر
قد زر أزراره علي القمر
صفحه 341، 342، 343، 344، 345، 346، 347.