ترجمة أبن الرومي











ترجمة أبن الرومي



أبوالحسن علي بن عباس بن جريح[1] مولي عبيد الله بن عيسي بن جعفر البغدادي الشهيربابن الرومي. مفخرة من مفاخر الشيعة، وعبقري من عباقرة الامة، وشعره الذهبي الکثير الطافح برونق البلاغة قد أربي علي سبائک التبر حسنا وبهائا، وعلي

[صفحه 30]

کثر النجوم عددا ونورا، برع في المديح والهجاء والوصف والغزل من فنون الشعر فقصر عن مداه الطامحون، وشخصت إليه الابصار، فجل عن الند کما قصر عن مزاياه العد.

وله في مودة ذوي القربي من آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم أشواط بعيدة، واختصاصه بهم ومدائحه لهم ودفاعه عنهم من أظهر الحقايق الجلية، وقد عده إبن الصباغ المالکي المتوفي 855 في فصوله المهمة ص 302، والشبلنجي في نور الابصار 166 من شعراء الامام الحسن العسکري صلوات الله عليه.

وکان مجموع شعره غير مرتب علي الحروف: رواه عنه المسيبي علي بن عبيد الله ابن المسيب، ومثقال غلام إبن الرومي في مائة ورقة، ورواه عن مثقال أبوالحسن علي بن العصب الملحي، وکتب أحمد بن أبي قسر الکاتب من شعره مائة ورقة، وخالد الکاتب کذلک، فرتبه الصولي علي الحروف في مائتي ورقة، جمع شعره أبوالطيب وراق بن عبدوس من جميع النسخ فزاد علي کل نسخة مما هو علي الحروف وغيرها نحو ألف بيت.

وللخالديين: أبي بکر محمد وأبي عثمان سعيد کتاب في أخبار شعر المترجم[2] وانتخب إبن سينا ديوانه وشرح مشکلات شعره کما في ( کشف الظنون) 1 ص 498، وعن إبن سينا: أن مما کلفني استادي في الادب حفظ ديوان إبن الرومي فحفظته مع عدة کتب في ستة أيام ونصف يوما.

ويروي بعض شعره أبوالحسين علي بن جعفر الحمداني، وإسماعيل بن علي الخزاعي، وأبوالحسن جحظة الذي مدحه إبن الرومي بقصيدة توجد في ديوانه 168.

تجد ذکره والثناء عليه في فهرست إبن النديم 235، تاريخ بغداد 12 ص 23، معجم الشعراء 453 و289، أمالي الشريف المرتضي 2 ص 101، مروج الذهب 2 ص 495، ألعمدة لابن رشيق 1 ص 91 و61 و56، معالم العلماء لابن شهر اشوب، وفيات الاعيان 1 ص 385، مرآة الجنان لليافعي 2 ص 198، شذرات الذهب 2 ص 188، معاهد التنصيص 1 ص 38، کشف الظنون 1 ص 498، روضات الجنات 473، نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، دائرة المعارف للبستاني 1 ص 494، دائرة المعارف الاسلامية

[صفحه 31]

1 ص 181، الاعلام للزرکلي 2 ص 675، ألشيعة وفنون الاسلام 105، مجلة الهدي العراقية ألجزء السادس ص 227 - 223.

وعني بجمع آثاره وکتابة أخباره وروايتها جمع منهم:

1- أبوالعباس أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عمار المتوفي 319، قال إبن المسيب لما مات إبن الرومي عمل کتابا[3] في تفضيله ومختار شعره وجلس يمليه علي الناس. کما في فهرست ابن النديم 212، ومعجم الادباء 1 ص 227.

2- أبوعثمان الناجم، ترجمه في کتاب مقصور عليه.

3- أبوالحسن علي بن عباس النوبختي المتوفي 327، جمع أخباره في کتاب مفرد کما في معجم المرزباني 295، ومعجم الادباء 2295.

وأفرد من کتاب المتأخرين ألاستاذ عباس محمود العقاد کتابا في ترجمته في 392 صفحة ونحن نأخذ منه ماهو المهم ملخصا بلفظه قال:

قد أدرک إبن الرومي في حياته ثمانية خلفاءهم: ألواثق. ألمتوکل. ألمنتصر. ألمستعين. ألمعتز. ألمهتدي. ألمعتمد. ألمعتضد المتوفي بعد إبن الرومي.

أثني عليه العميدي صاحب (الابانة) وإبن رشيق صاحب (العمدة) وقال: اکثر المولدين اختراعا وتوليدا فيما يقول الحذاق: أبوتمام وإبن الرومي. وأطراه إبن سعيد المغربي المتوفي 673 في کتابه: عنوان المرقصات والمطربات.

ويظهر ان أبا عثمان سعيد بن هاشم الخالدي من ادباء القرن الرابع توسع في ترجمته إما في کتابه: حماسة المحدثين. أو في کتاب مقصور عليه. ولکن أخباره هذه ذهبت کلها ولم تبق منها أثر إلا متفرقات في الکتب لاتفني في ترجمة وافية ولاشبيهة بالوافية فنحن ننقلها کما هي:

ولد يوم الاربعاء بعد طلوع الفجر لليلتين خلتا من رجب 221 ببغداد في الموضع المعروف بالعقيقة[4] ودرب الختلية في دار بازاء قصر عيسي بن جعفر بن منصور[5] .

[صفحه 32]

کان إبن الرومي مولي لعبد الله بن عيسي ولا يشک انه رومي الاصل فإنه يذکره ويؤکده في مواضع من ديوانه واسم جده مع هذا: جريح. أو: جرجيس. اسم يوناني لاشبهة فيه، فلا ينبغي الالتفات إلي من قال: إنه سمي بابن الرومي لجماله في صباه

وکان أبوه صديقا لبعض العلماء والادباء منهم: محمد بن حبيب الرواية الضليع في اللغة والانساب، فکان الشاعر يختلف إليه لهذه الصداقة، وکان محمد بن حبيب يخصه لما يراه من ذکاءه وحدة ذهنه، وحدت الشاعر عنه فقال: إنه کان إذا مر به شئ يستغربه ويستجيده يقول لي: ياأبا الحسن ضع هذا في تامورک.

وقد علمنا أن امه کانت فارسية من قوله: ألفرس خؤلي والروم أعمامي. وقوله: فلم يلدني أبوالسواس ساسان. بعد أن رفع نسبه إلي يونان من جهة أبيه، وربما کانت امه من أصل فارسي ولم تکن فارسية قحا لابيها وامها وهذا هو الارجح لان علمه بالفارسية لم يکن علم رجل نشأ في حجرام تتکلم هذه اللغة ولاتحسن الکلام بغيرها، وماتت امه وهو کهل أو مکتهل کمايقول في رثائها:


أقول: وقد قالوا: أتبکي لفاقد
رضاعا وأين الکهل من راضع الحلم؟!


هي الام ياللناس جزعت فقدها
ومن يبک اما لم تذم قط لايذم


وکانت امه تقية صالحة رحيمة کما يؤخذ من أبياته في رثائها.

قال الاميني: امه حسنة بنت عبدالله السجزي کما في معجم المرزباني، وسجز بلدة من بلاد الفرس من أرباض خراسان فهي فارسية قح.

أخوه وشقيقه محمد المکني بأبي جعفر وهو أکبر من المترجم وتوفي قبله وکان تتفجع بذکراه ورثاه، ومات أخوه وهو يعمل في خدمة عبيد الله بن عبدالله بن طاهر أحد أرکان بيت بني طاهر، ويظهر من ديوان المترجم انه کان أديبا کاتبا ايضا.

ولم يبق لابن الرومي بعد موت أخيه أحد يعول عليه من أهله أو من يحسبون في حکم أهله إلا اناس من مواليه الهاشميين العباسيين کانوا يبرونه حينا ويتناسوته أحيانا، و کان لعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لعهد الهاشميين العباسيين کما يظهر مما يلي. أما إبن عمه الذي أشار إليه في قوله:

[صفحه 33]

لي ابن عم يجر الشر مجتهدا
إلي قدما ولا يصلي له نارا


يجني فاصلي بما يجني فيخذلني
وکلما کان زندا کنت مسعارا


فلا ندري أهو إبن عم لح؟! أو إبن عم کلالة؟! ومبلغ ما بينهما من صلة المودة ظاهر من البيتين.


صفحه 30، 31، 32، 33.








  1. کذا في فهرست ابن النديم، وتاريخ الخطيب، وکثير من المعاجم. وفي مروج الذهب: سريج. وفي معجم المرزباني: جورجس. و في تاريخ ابن خلکان: قبل: جورجيس و في بعض المعاجم: جرجيس.
  2. راجع فهرست ابن النديم ص 235 و 241.
  3. ينقل الحموي عنه ترجمة احمد بن محمد بن عمار في معجم الادباء.
  4. في معجم الشعراء: في الجانب الغربي بالعتيقه. وهذا هو الصحيح.
  5. أخذه من أبي عثمان الخالدي.