توضيح وتصحيح











توضيح وتصحيح



فهذه الرواية إذن تعطينا صورة واضحة عن الجدال الذي احتدم بين علي أمير المؤمنين عليه السلام وبين سهيل بن عمرو، وهي صريحة في أنه عليه السلام لم يستجب لطلب سهيل بمحو اسم النبي (ص) من النبوة[1] . کما أنه لم يستجب لطلبه بمحو البسملة حتي طلب منه النبي (ص) ذلک، فمحاها طاعة لرسول الله (ص) لا استجابة لسهيل.

ومن الواضح: أنه عليه السلام لم يکن ليطيع النبي (ص) في محو البسملة، ثم يعصيه في محو وصف الرسالة عن اسمه الشريف، لأن الطاعة التي دعته لمحو تلک، لا بد أن تدعوه لمحو هذه أيضاً.

کما أنه لم يکن ليتوهم عليه السلام: أن محو وصف الرسالة من الوثيقة معناه محوه (ص) من الرسالة حقيقة وواقعاً. ولأجل ذلک.

ولأجل أن أعداء علي عليه السلام لم يجدوا أي مجال لتوجيه أي نقد أو لوم له في قصة الحديبية، ولأجل سائر الدلائل والشواهد، فإننا لا نجد حرجاً في الأخذ بالرواية التي تذکر: أنه عليه السلام قد امتثل أمر النبي بمحو اسمه الشريف. ورفض هذه الفقرة من هذه الرواية. واعتبارها من اختراعات رواة السوء.

وإذا أردنا أن نُصرّ علي قبول هذه الفقرة برغم ذلک کله فلا بد أن نقول: إن أمر النبي (ص) له بالمحو لم يکن علي سبيل الإلزام والإيجاب، بل أريد منه إباحة ذلک له إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل، ثم بادر (ص) لرفع الحرج الذي نشأء عن المشادّة الکلامية بين علي وبين عدوه، فطلب (ص) منه أن يضع يده عليها ليمحوها، ولا يکلف علياً عليه السلام بذلک، لکي لا يکسره أمام عدوه اللجوج.









  1. لقد ورد هذا التعبير في العديد من المصادر، فراجع علي سبيل المثال مجمع البيان ج9 ص118 وحبيب السير ج 1 ص372 وبحار الأنوار ج20 ص333 وتفسير الميزان ج18 ص267.