الفي ء الي الحق اذا عرفه











الفي ء الي الحق اذا عرفه



وعلي القاضي ان (لا تمحکه الخصوم ولا يتمادي في الزله) اثناء المرافعه، اي لا يکون حجوجا لجوجا انما عليه ان يلتزم التواضع ويتمسک بزمامه، لانه سبب للحکم، علي حد تعبير الامام.[1] فالرجوع الي الحق وعدم التمادي في الزله خير من الاصرار علي الخطا لان مثل هذا الاصرار يوقعه في الجور والظلم، لهذا يلزم عليه استبدال زلته -وسبحان من لا يزل- بما هو صحيح من دون استحياء، وقد قال تعالي: (ونبلوکم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون)[2] و- (الذي خلق الموت والحياه ليبلوکم ايکم احسن عملا)[3] فمن ابتلي بالقضاء عليه ان ينقب عن الباطل حتي يخرج الحق من جنبيه -کما في تعبيره البلاغي- خصوصا وان للخصومه قحما -کما سبق والمحنا- فالخصومه والمماحکه تهلک اصحابها، وقد اکد امير المومنين (ع) مره اخري علي ايجابيه الرجوع عن الخطا في عهده للاشتر بقوله: (ولا يحصر في الفي ء الي الحق اذا عرفه).

ومن مستلزمات القاضي في المرافعه ان يکون قوي الشخصيه يعرف کيف يدير الدعوي ويضبط المرافعه من دون ازعاج او انزعاج، فالقضاء لا يلائمه الغضب،[4] وجاء في وصيه الامام لشريح: (لا تشاور احدا في مجلسک وان غضبت فقم ولا تقض وانت غضبان) کما جاء في الوسائل، ثم علي القاضي ان يتحمل اللائمه التي عدها عمربن عبد العزيز احدي الخصال الخمس المطلوبه من القاضي.[5] .









  1. الماوردي، نصيحه الملوک، ص 183تحقيق محمد جاسم الحديثي، بغداد 1986.
  2. سوره الانبياء، آيه: 35.
  3. سوره الملک، آيه: 2.
  4. راجع البخاري في صحيحه، ج 9ص 82والذهبي في الکبائر، ص 30.
  5. وهي ان يکون: عالما قبل ان يستعمل، مستشيرا لاهل العلم، ملقيا للرتع، منصفا للخصم، محتملا للائمه، الدينوري،عيون الاخبار، المجلد الاول، ص 60.