المقدمة











المقدمة



أن يخرج کتاب، أو سلسلة کتب، مکرسة للتقصي في آيات الذکر الحکيم، الواردة في شأن مولي الموحدين، وليد الکعبة، شهيد المحراب، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فهذا أمر نادر الحصول، وجهد يستحق أن يوليه المهتمون وسائر المنصفين، وأهل العلم ـ شيعة وسنّة ـ کامل عنايتهم. وبما أن الإمام علياً (عليه السلام) هو القرآن الناطق، بنص رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فلا تنفد آياته، ولا تنتهي أسراره، ولا تنضب معانيه وآياته، وستظل الأقلام تکتب في مضامير تلک المعاني والآيات، ويستاف الأنام من شذي تلک الکلمات التي جمع جانباً منها کتاب نهج البلاغة، الذي يلي القرآن الکريم أهمية.

غاية القول، کتاب «الإمام علي في القرآن» الجزء الثاني ـ وهو من تأليف المرجع الديني الکبير سماحة آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي ـ يحظي بأهمية خاصة؛ إذ هو کتاب يأتي في سياق سلسلة کتب لسماحة السيد المؤلف، تقتصر علي تتبع الآيات القرآنية الواردة في شأن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يغني الباحثين في إتمام بحوثهم واطباقها علي کامل المطالب، عبر الاستفادة من هذا المؤلف القيّم.

والميزة الأخري التي يتميز بها هذا المؤلف النفيس أنه قد جمع ما ورد من الآيات المبارکة في حــق الإمام

أمير المؤمنين (عليه السلام) من کتب (العامة) وحسب، وقد بلغت الآيات زهاء السبعمائة آية.. في هذا المورد يقول سماحة السيد المؤلف في مقدمة کتابه: «وإذا أحصينا آيات القرآن الواردة بشأن کل أحکام الإسلام، من صلاة وصيام، وزکاة وخمس، وحج وجهاد، وبيع وربا، ونکاح، وطلاق ومواريث، وسائر الأحوال الشخصية، وهکذا العقوبات الإسلامية، إلي غيرها، لرأينا کلها بمجموعها تکون زهاء الخمسمائة آية کريمة في القرآن..».

إذن، يتبين من ذلک مدي اهتمام القرآن بشأن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إذ أنزل فيه أکثر من کل آيات تشريعات الإسلام وأحکام. بحسب ما جاء في مقدمة الکتاب.

مقدمة الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وکفي، والصلاة علي أشرف الرسل محمد المصطفي، وعلي آله مصابيح الدُّجي.

وبعد: فهذا هو الجزء الثاني من کتاب (عليّ في القرآن)،الذي جمعت فيه من کتب العامة ما ورد في شأن أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه الصلاة السلام) من آيات القرآن الکريم، التي بلغت زهاء سبعمائة آية.

وإذا أحصينا آيات القرآن الواردة بشأن کل أحکام الإسلام من صلاة وصيام، وزکاة وخمس، وحج وجهاد، وبيع وربا، ونکاح وطلاق ومواريث، وسائر الأحوال الشخصية وهکذا العقوبات الإسلامية إلي غيرها لرأينا کلها بمجموعها تکون زهاء خمسمائة آية کريمة في القرآن...

إذا علمنا ذلک، نعرف مدي اهتمام القرآن بشأن الإمام أمير المؤمنين، علي (عليه السلام) إذ أنزل فيه أکثر من کل آيات تشريعات الإسلام وأحکامه...

أضف إلي ذلک أولاً: إنّي لم أذکر الآيات الواردة بشأن علي (عليه السلام)، في کتب علماء الشيعة، ممّا لم أجد له ذکراً في کتب غيرهم...

وثانياً: إنّي لم أستوعب مصادر العامة بشأن ذلک بل ربما لم أتصفح العُشر منها في ذلک؛ لعدم توفرها لديّ عند جمعي لهذه الآيات.

فإذا أضيف هذا، وذاک إلي هذه الآيات، زادت الآيات عن الألف، بل وربما عن الألفين...

وإنني آمل أنْ يقيض الله تعالي من بعدي من يُکمل هذين الأمرين، ويضيفهما إلي کتابي هذا، ليکون أتمَّ ثباتاً لمن يوالي علياً (عليه السلام) وأکمل حُجّة علي من لا يوالي علياً (عليه السلام)...

وحسبي لو بلغ مجهودي هذا رضا الله تعالي، من خلال قبول أمير المؤمنين علي (عليه السلام). ..

والله تعالي هو الذي أمر في القرآن الکريم بابتغاء الوسيلة إليه، حيث قال تعالي:

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ» المائدة/ 53.

وأخرج الحفّاظ عن رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلّم) أنّ أئمّة الهدي ـ وسيّدهم علي (عليه السلام) ـ هم الوسيلة إلي الله[1] .

والله وليّ الهداية والقبول.









  1. علي في القرآن / ج1/ ص165.