عدم نضج المجتمع
کما أشرنا إلي أنّهم لا يمتلکون الإدراک الکافي لمعرفة موقع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله والمکانة العليّة السامقة التي يحظي بها النبيّ، فهم تارة ينظرون إليه بشراً عاديّاً يتکلّم في الرضي والغضب،[1] واُخري يحثّونه علي التزام العدالة! وثالثة تثقل عليهم قراراته وما يأتي به- عن السماء- من أحکام حتي يستريبوا في أصل الرسالة![2] . فبعد هذا کلّه، هل من المنطقي أن يکل النبيّ القائد أزمّة الاُمور ومستقبل الرسالة بيد مجتمع کهذا، ثمّ يمضي قرير العين إلي ربّه!
رکّزنا في نهاية النقطة السابقة علي أنّ ورثة هذه الرسالة التغييريّة الشاملة لا يتمتّعون بقاعدة فکريّة وسياسيّة صلبة تسمح لهم أن يفکّروا بالمستقبل، ويتدبّروا أمره بشکل هادئ رصين؛ فبقايا الجاهليّة لا تزال تملک أقداماً راسخة، ولا تزال العصبيّات القبليّة تستأثر بنفوذ کبير في وجودهم.