الجواب عن السؤال الرابع
و قد أجمع المفسرون علي أن المراد بقوله سبحانه: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم)[1] أنه أولي بتدبيرهم و القيام بامورهم، من حيث و جبت طاعته عليهم[2] . و ليس يشک أحد من العقلاء في أن من کان أولي بتدبير الخلق و أمرهم و نهيهم من کل أحد منهم، فهو امامهم المفترض الطاعة عليهم.
و اما الحجة علي أن لفظة «أولي» تفيد معني الامامة و الرئاسة علي الامة،و فهو انا نجد أهل اللغة لا يصفون بهذه اللفظة إلا من کان يملک تدبير ما وصف بأنه أولي به، و تصريفه و ينفذ فيه أمره و نهيه. ألا تراهم يقولون: إن السلطان أولي بإقامة الحدود من الرعية، و المولي أولي بعبده، و الزوج أولي بأمرأته، و ولد الميت أولي بميراثه من جميع أقاربه، و قصدهم بذلک ما ذکرناه دون غيره.